مواجهة فلسطينية – اسرائيلية في اتحاد البرلمان الدولي

تابعنا على:   12:07 2013-10-08

أمد/ جنيف – وكالات : حضرت الأزمة السورية والانقسامات العربية والدولية حولها في افتتاح أعمال رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة أمس في الدورة الـ 129 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف الذي تشارك فيها 143 دولة تجمع ممثلوها تحت فضاء قاعة كبيرة في المركز الدولي للمؤتمرات، وبدوا في تظاهرة برلمانية يسعى كل طرف فيها الى تقديم خياراته في عدد من الملفات التي تخص أكثر البلدان العربية والاسلامية.

وكان اللافت تركيز الوفد البرلماني السوري في تسويق رؤية حكومته على ان الاجزاء التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة أصبحت مأوى للعناصر الإرهابية التي قدمت الى الأراضي السورية من أكثر من دولة، وهم يشكلون 80 جنسية. ولم يكتف السوريون في تقديم هذا العرض فحسب، بل وضعوا امام مقاعد كل وفد اقراصا مدمجة تضم صورا ومعلومات عن وقائع ما يفعله المسلحون ولم يستقبل نائب تركي هذه الخطوة بارتياح. وكان الوفد السوري قد قدم اقتراحا من ضمن البنود الطارئة بما يؤدي الى حفظ الأمن والاستقرار في بلدهم واتباع الحل السياسي للخروج من نفق هذه الأزمة المفتوحة. وعندما انتهى رئيس الوفد من تقديم مداخلته شق أعضاء الوفد الايراني الهدوء في القاعة بالتصفيق على عكس الأتراك. وكان في المقابل اقتراح يدعو الى ضرورة التخلص من الأسلحة الكيميائية.

وسجلت بعيد افتتاح الجلسة مواجهة فلسطينية - اسرائيلية، عندما تقدم الوفدان الفلسطيني والمغربي عبر عضو اللجنة المركزية في " فتح" عزام الأحمد موضوع اقتراح التدمير المتعمد والتهديدات للإرث الثقافي والديني في القدس وخصوصا ما يهدد المسجد الاقصى.

وعمل الوفد الاسرائيلي جاهدا للتشويش على الاقتراح الأخير ومنعه من " سلوك" الطريق الى نيل موافقة المشاركين من أربع رياح الأرض وخصوصا بعدما لاقى تأييدا من المجموعتين العربية والاسلامية اثر دمجه مع موضوع تهديد المستوطنات الاسرائيلية لعملية السلام. وأشار الأحمد هنا، الى ان الولايات المتحدة الاميركية أكدت عدم شرعية الاستيطان.

وكان الوفد اللبناني برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وعضوية النواب عبد اللطيف الزين وجيلبرت زوين وايلي عون قد صوت على الاقتراحين الفلسطيني - المغربي والسوري.

وشدد بري في اللقاء الذي جمعه ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد اﻷراضي على الحوار بين السوريين "لانه السبيل والحل الامثل لوقف حمام الدم في هذا البلد الجريح ووقف أعمال القتل اليومية والقصف والتدمير".

من جهة أخرى لم ينشغل بري في مجريات وقائع المؤتمر وتنسيقه مع رؤساء الوفود العربية والاسلامية والصديقة فحسب، بل تناول في سلسلة من اللقاءات ملفات تهم لبنان وابرزها ضغوط وجود اللاجئين السوريين على أراضيه وان هذه الامواج البشرية لم تلق حتى الان الدعم العربي والدولي المطلوب من البلدان التي أعلنت الدعم "على الورق"، وأكثرها لم يف بالتعهدات التي قطعها. هذا ما ركز عليه مطولا في لقاء له استمر أكثر من نصف ساعة مع الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي اندروز جونسون وهو أشبه بـ"المحرك" في هذه المؤسسة الاممية. وتناول معه بالتفصيل والطروحات الأزمات الناتجة من ملف اللاجئين، مع تشديده على الوقوف الى جانبهم. وقال بري لجونسون: "ساعدوا لبنان".

ومن أجل تحقيق مواكبة برلمانية - دولية لهذا الملف دعاه الى زيارة لبنان للاطلاع عن قرب و" تحسس" معاناة هؤلاء وتفقد أماكن اقامتهم التي ستزداد سوءا مع اقتراب فصل الشتاء.

وكان بري صريحا جدا أمامه، عندما ابلغه ان المساعدات التي تصل الى لبنان لدعم السوريين الذين هربوا من بلدهم هي "فقاقيع"

وهذا ما ردده أيضا امام نظيره الأرمني ﻻفيك ابرهميان إذ طلب منه المساهمة كل من موقعه في معالجة الأزمة في سوريا والتي لم تعد تهدد لبنان فقط بل بلدان المنطقة. وما وصل الى لبنان من السوريين حتى الان يزيد على المليون ونصف المليون لاجئ. وعلمت "النهار" ان بري وابرهميان تطرقا أيضا الى الارمن السوريين وما يعانونه.

وانسحب الموضوع نفسه على اللقاء مع النائب اﻷول لرئيس البرلمان العراقي قصي السهيل الذي شكا من تغلغل عناصر القاعدة في بلده والتحدي الذي تبديه الحكومة والبرلمان في هذا الشأن، وانعكاس ذلك على الانتخابات النيابية المقبلة في العراق. وشرح له بري فوائد تطبيق النسبية والدائرة الواحدة التي لطالما نادى بها في لبنان ولم تتحقق الى اليوم.

اخر الأخبار