ظاهرة التسوُل" كارثة مجتمعية لابد من علاجها

تابعنا على:   20:10 2015-04-27

فيصل عبد الرؤوف فياض

  بسم الله الرحمن الرحيم

" إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" صدق الله العظيم البقرة(271).

ظاهرة التسوُل" كارثة مجتمعية لابد من علاجها

مما لا شك فيه فإنَ حالة الفقر التي تطال الإنسان وعائلته تدفعه لفعل أي شيء قد لا تُحمد عواقبه في تخطي كل اللوائح والأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد.

ما دفعني للبدء بكتابة هذا المقال هو ملاحظتي المتكررة لأناس كبار(رجال- سيدات وأحياناً أطفال يتسوَلون في الشوارع والمساجد والأماكن العامة إلى أن وصل الحد للمقابر، يمدُوا أيديهم للمارين في الطرقات والشوارع يطلبوا منهم المساعدة المادية أو العينية "لعلاج أو شراء مستلزمات معينة أو لطعامٍ وملبس"، قد يكون البعض منهم يمتهن هذا الأمر ويسلك هذه الطريقة وهو غير محتاج، لكنَ الأغلب منهم يحتاج فعلاً للمساعدة والمعونة بفعل الظروف المحيطة، فقدْ يأْتيك رجلٌ رثَ الثياب والمظهر ويطلب المساعدة مستدلاً ومستشهداً ببعض الأوراق الرسمية والتقارير الطبية لحالته وحالة أُسرته، وقد تأتيكَ سيدة ومعها أطفالها وتقولُ لكَ زوجي مريض أو متوفي وأريد مساعدة لهؤلاء الأيتام، وقد يأتيك طفل يمد يده يطلب شيقل واحد فقط ليأكلْ ساندويتش – رغيف خبز- ليسدَ رمقَ جوعه، بثيابٍ متسخة، ومعظمهم يسير بلا حذاء أكرمكم الله.

هذه النماذج والصور أصبحنا نراها كُلَ يوم في مجتمعنا وقد يُساور البعض سؤال أين أهلهم؟ وأين المجتمع عنهم؟ وأين المؤسسات التي تختص بمساعدتهم؟ والتي قد تتبعْ للدولة أو مؤسساتٍ أهليةٍ خاصة، على الرغم من تقديري واحترامي لما يبذلوه من جهدٍ كبير وملحوظ تجاه هذه الفئات إلا أنها لا تكفِ وتحتاج للبحث الجيد والدقيق وتلمُس الفقراء ومساعدتهم بكل قوة باستمرار.

وهنا أرى -وجهة نظر- أنَ هناك عدة طرق للتقليل من هذه الظاهرة والتي أصبحنا نراها كل يوم في حياتنا اليومية وهي التالي:-

أولاً: ضرورة وقوف كافة الجهات المسؤولة بل وكافة أفراد المجتمع " الدولة – المؤسسات- الأشخاص" تجاه هذه الظاهرة ومعالجتها ومحاولة معرفة من يستحقون المساعدة ممن لا يستحقون لتقديم العون لهم مباشرة.

ثانياً: ضرورة تلمُس خروج زكاة المال والفطر والصدقات لأهلها ومستحقيها فقط والحث على إخراجها من خلال الدُعاة في المساجد والخطباء، عملاً بالحديث القدسي عن رب العزة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك ) تخريج الحديث رواه البخاري و مسلم.

ثالثاً: ضرورة إجراء مسح ميداني شامل ودقيق لكافة العائلات وتصنيفها وفق الاحتياجات والمتطلبات.

رابعاً: المساعدة في إيجاد مصدر دخل لهذه الأسر المستحقة من خلال بعض المؤسسات الدولية والأهلية والحكومية.

خامساً: تفعيل برنامج المشاريع الصغيرة لمساعدة هذه الأُسر المحتاجة في المجتمع.

باعتقادي أنَ الأمر عظيم وجلل، يحتاج منا لتكثيف الجهود كلها للمساهمة والمساعدة في القضاء أو التقليل من هذه الظاهرة والتي أصبحت مستشرية في مجتمعنا الفلسطيني وتحتاج منا لوقفةٍ جادَة من المجتمع للمعالجة.

وأخيراً حفظ الله مجتمعنا وأهلنا ووطننا من كل سوء وشر ورزقنا وإيَاكم أجمعين.

اخر الأخبار