الثعلب "بيرس" يخطب فينا

تابعنا على:   14:04 2013-12-03

خالد معالي

صحيح أن إعلام الاحتلال يكذب كما يتنفس، ويفبرك ويقلب الحقائق؛ وأحيانا يطعم خبرا ما، بسموم كثيرة مدروسة بعناية فائقة، وفي أحيان أخرى؛ ينتقي وقت وزمن معين للإعلان عن خبر؛ يهدف من خلاله لجس النبض، أو تحقيق أهداف معينة؛ لتعزيز الفرقة والانقسام في العامل العربي والإسلامي.

لاحظ وصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بما قالت عنه انه بـ(الحدث التاريخي) وغير المسبوق حول ما زعمته بإلقاء رئيس دولة الاحتلال "شمعون بيريس"، قبل نحو أسبوعين، تصريحات أمام مسئولين عرب رفيعي المستوى شاركوا في مؤتمر أمني لدول الخليج في دولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك.

في حالة صحة خبر ظهور "بيريس" خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أمني عقد في العاصمة أبو ظبي، قبل أسبوعين، وحضره 29 من وزراء الخارجية العرب، وكبار الشخصيات من دول العالم الإسلامي؛ فان هذا نذير شؤم، يجب تقصيه ومعرفة تداعياته المستقبلية، مع ملاحظة أن الخطاب المشئوم قد يكون حصل، ولكن ليس بالحجم والحضور الذي زعمته دولة الاحتلال وصحافتها الشوهاء.

الثعلب "بيريس" الذي كان يجلس في مقر إقامته بالقدس المحتلة وأمام علم دولة الاحتلال باللونين الأزرق والأبيض خلال خطابه؛ يشير إلى مدى الاستخفاف بالعرب والمسلمين، ومدى الاستهتار بأمة المليار ونصف مسلم.

ما يريده الاحتلال والغرب عموما من هكذا تسريبات وأخبار؛ هو التهيئة، وتحويل الصراع من عربي -"اسرائيلي" إلى صراع  سني- شيعي،يدمر  ما تبقى  من ثروات وخيرات، في المنطقة العربية والاسلامية.

ومن دقق في كلام الكاتب الامريكي "توماس" فريدمان" تنجلي  له الحقيقة؛ فهو الذي يرى بان هذا التعاون الضمني بين  دولة الاحتلال و(العرب السنة)، يستند على التقاليد القبلية التي تقول (عدو عدوي هو صديقي)- والعدو هو إيران، التي بدأت بثبات إرساء الأسس لبناء سلاح نووي، كما يزعم.

تأجيج الصراعات الداخلية، العربية - العربية، والإسلامية - الإسلامية؛ هو مطلب دولة الاحتلال؛ حتى تنحرف الأنظار عنها وعن مقاومة مشروعها ألاحتلالي ألاستئصالي، وحتى تتفرغ لتهويد ما تبقى من القدس والضفة الغربية والنقب المحتل، ومواصلة حصار غزة؛ وعملية فهم وإدراك ذلك ليس بالأمر العسير.

في المحصلة سواء اخترقت دولة الاحتلال بعض الدول العربية والإسلامية ونجحت في ذلك؛ فان ذلك لن يطيل في عمر دولتها الفانية؛ كون ما أسس على الخطأ، والباطل، والقوة الظالمة سرعان ما يتبدد ويتلاشى كالعهن المنفوش.

اخر الأخبار