متطلبات المرحلة فلسطينياً ..!

تابعنا على:   15:50 2013-12-02

شاكر فريد حسن

لا يخفى على احد الوضع المتفجر فينا بالعنف والجريمة والجنوح والانحدار الحاصل في مجتمعنا ، وما يدور حولنا من تقلبات سياسية في العالم العربي وشرقنا الأوسطي وما يترتب على الإتفاق الامريكي – الايراني في جنيف من تداعيات وآثار وانعكاسات سياسية ومستقبلية على المنطقة . كذلك لا يمكن اهمال المتغيرات في المناخ السياسي الاسرائيلي ، وتفشي العنصرية ، وتنامي الفكر الفاشي والشوفيني العصبوي في المجتمع الاسرائيلي ، والتحريض المتواصل على جماهيرنا العربية ، والمواجهة اليومية التي تفرضها المؤسسة الصهيونية الحاكمة بفعل سياستها ومخططها التهجيري الترحيلي في النقب المعروف بمخطط ، برافر " ، الذي يمثل نكبة جديدة بحق شعبنا ، فضلاً عن تكثيف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية بهدف تكريس وتخليد الاحتلال . ناهيك عن تعثر المفاوضات السلمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية الولايات المتحدة ، وعدم احراز أي تقدم في المسار التفاوضي حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية ، ما أدى إلى انسحاب الوفد الفلسطيني وتقديم استقالته بعد استنفاذ مساحة المناورة السياسية وكسب الوقت من قبل الجانب الاسرائيلي .

وفي الوقت نفسه يتواصل الانقسام الفلسطيني المدمر الذي يتهدد مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني ، ويضعف الحركة النضالية والكفاحية والمسيرة التحررية الفلسطينية . ويبدو أن لا مصالحة بين حماس وفتح ، ولا تفاهم بينهما ، مهما تحدثوا وصرحوا وكذّبوا .. !. فقد بات الحديث عن وحدة الشعب الفلسطيني ولحمته الوطنية والمصالحة التاريخية حديثاً ممجوجاً ومستهلكاً ، وأصبح أملاً وحلماً بعيد المنال ..!

لا ريب أن سلطات الاحتلال تستغل ضعف الوضع الفلسطيني وحالة الانقسام الداخلي والوهن العربي ، لتنفيذ مشروعها السياسي ومخططها الاستيطاني في الضفة ، وإحكام الحصار والطوق الخانق على قطاع غزة ، وتصفية الوجود العربي في القدس سعياً لتقويض أي حل سياسي يحقق أهداف النضال الفلسطيني التحرري الاستقلالي .

ان هذه المعطيات والحقائق حول الوضع الفلسطيني الراهن ، تفرض على شعبنا الفلسطيني وفصائله وقواه الوطنية والديمقراطية واليسارية العمل بجدية والاسراع في اعادة الامور إلى نصابها ، واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، باعتبارها العنوان الأول والأخير ، والحاضنة للنضال الفلسطيني ، وأهم مكتسبات ومنجزات شعبنا الفلسطيني ، ولأجل انضمام القوى والفصائل الوطنية والتقدمية والاسلامية تحت رايتها ، وفق أسس واضحة تضمن الوحدة الوطنية وتلبي المطالب والأهداف الوطنية ، في العودة والحرية والاستقلال وبناء الدولة الحرة المستقلة .

كما أن مقتضيات المرحلة تفرض على جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية في وطنها ، وعلى قواها السياسية والوطنية والمدنية والأهلية وهيئاتها التمثيلية انتهاج استراتيجية جديدة وسلوك مسؤول ، أكثر من الماضي ، بهدف بناء وتشكيل أوسع اصطفاف لقوى النضال والكفاح والعمل السياسي والأهلي والشعبي ، والوقوف في خندق واحد لمواجهة مشاريع النهب والسلب ومصادرة الأرض وهدم البيوت والمساكن بالحجة الواهية " البناء غير المرخص " ، والتصدي للسياسة العنصرية الاضطهادية والاقتلاعية المتبعة إزاء جماهيرنا ، والوقوف بكل قوة بوجه "برافر " لكي لا يمر . فنحن أصحاب الارض ، وأصحاب القضية ، وضحايا سياسة التمييز والافقار والحرمان ، فلن نرحل من أرضنا ووطننا . اننا نحب الحياة ، ونعشق الوطن ،ونَحِنّ الى بيارات البرتقال في يافا ورمال حيفا وأسوارعكا وينابيع بيسان ، ونطمح بغد أفضل ومستقبل أجمل للشعبين في دولتين متجاورتين . إن الموت في سبيل الوطن حياة ، ولن يبقى في الوادي سوى حجارته .

اخر الأخبار