دور الإعلام العربي والفلسطيني وتأثيره على الرأي العام

تابعنا على:   17:25 2013-12-01

أحمد يونس شاهين

للإعلام دور كبير في نقل ما يدور من أحداث في مختلف العالم إلى كافة الناس في جميع القضايا السياسية منها والاجتماعية والفنية والاقتصادية حيث لا يزال الإعلام هو السلطة الرابعة ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﺠﺮﻳﺎت الأحداث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ.

ولكل وسيلة إعلام طريقتها في كيفية صياغة ونقل الحدث أو الخبر وفقاً لسياستها إن كانت تتبع جهة أو سلطة معينة أو فصيل سياسي ومن هذه الوسائل الإعلامية من تتبع الاستقلالية والحياد في منهجها الإعلامي وتقوم بنقل الخبر بشكل مستقل دون تحريفه أو إعادة صياغته دون الانحياز بالفكر أو لأي جهة مسئولة مقابل حفنة من المال, فهناك من الناس من تقتصر متابعته للأخبار أو الأحداث لجهات إعلامية تتماشي مع فكرهم واعتقاداتهم التي يقتنعون بها دون الاطلاع لأي وسائل إعلامية أخرى وهذا نابع عن التعصب الفكري لحزب أو جهة معينة بكل أسف.

بعض من الوسائل الإعلامية ومنها الفضائيات ووكالات الأنباء الالكترونية تصيغ الخبر وتقوم بإجراء عملية تجميلية له وفقاً لسياساتها حتى لو لزم الأمر أن تدس فيه السم الفكري, والإعلام الفلسطيني أصبح اليوم منقسماً على ذاته وهذا لا شك فيه ومن خلال متابعتنا ومراقبتنا لمجمل الأحداث التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية في ظل هذه المرحلة الصعبة في ظل المتغيرات الإقليمية إلا أن هذا الإعلام الفلسطيني لا يخلو من زخم التراشق الإعلامي وقد شكل الانقسام الفلسطيني تربة خصبة له فأصبح الإعلام الحزبي هو المسيطر مما أدى إلى تكريس حالة الانقسام وتأزم الوضع حيث أصبح الإعلام هدف رئيسي للأطراف المتنازعة لخدمة مصالح كل طرف وهذا بمثابة خدمة مجانية غير مباشرة للاحتلال الإسرائيلي مما لا شك فيه وتناسى الإعلام الفلسطيني دوره في قضيتنا الكبرى وهي الاحتلال الإسرائيلي, وهنا لن نبرئ الإعلام العربي الرسمي فهو أيضاً منقسم على ذاته فهو يشكل الغطاء للخطاب السياسي الرسمي الذي تتبناه الدولة وفقاً لعلاقاتها مع إسرائيل على اختلاف العلاقات من دولة عربية لأخرى.

أعتقد أن الإعلام العربي أمانة وطنية وأخلاقية لذوي الاختصاص لما له من تأثير قوي وكبير في إبراز قضايا شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وما تتعرض له مدينة القدس من ممارسات تهويدية عنصرية لتغيير معالمها العربية والإسلامية, فواجب الإعلام العربي هو فضح تلك الممارسات العدوانية أمام الرأي العام العالمي ومواجهة الإعلام الإسرائيلي الذي يقوم بتصوير وتقديم الصراع العربي الإسرائيلي على أنه صراع في وجهات النظر وليس صراع وجود ويسوّق له باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الواقع الذي يجب أن نتعايش معه وأن هذا الخلاف العربي الإسرائيلي قابل للحل من خلال المفاوضات والحوار الدائر الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إن الإعلام الفلسطيني مازال يعاني من التبعية، والإثارة وغياب السياسة الإعلامية، والعشوائية الارتجالية، والتلاعب بالألفاظ وعدم ترتيب الأولويات، والإنشائية فعلى سبيل المثال لم يُطرح أي مشكلة تمس حياة المواطنين ويتم حلها بحس وطني أو أدنى مسؤولية وإنما يتم إلقاء اللوم والمسؤولية ما بين الأطراف ذوي الهوية الواحدة.

إن الإعلام العربي بشكل عام والفلسطيني على وجه التحديد بحاجة إلى أن يعود إلى استقلاليته ومهمته المهنية وحصر مهمته الرئيسية والرسمية لتصب في خدمة شعبه وقضيته الوطنية وإعطاء ملف الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية أولوية كبيرة وبشكل يومي ورئيسي في صفحاتهم وفضح ممارسات الاحتلال ضدهم , كما أن هناك تقصير إعلامي تجاه مقدساتنا العربية والإسلامية في القدس التي تتعرض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمنتظمة.

كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الكتاب والمثقفين الذين يمتلكون الأقلام الحرة والحس الوطني ليكرسوا أقلامهم في خدمة وطنهم والدفاع عن حقوق شعبهم والوقوف في وجه الإعلام الإسرائيلي وعدم تسخير أقلامهم للفئوية الضيقة وجهات معينة وهذا لا يمنع أن هناك الكثير من الكتاب والمفكرين والمثقفين يعملون جاهدين لخدمة وطنهم.

اخر الأخبار