المرأة في معاقل الرأسمالية (سجين في الغربة)

تابعنا على:   00:08 2013-12-01

اشرف الظاهر

مع توارد الأنباء والإخبار التي أخذت تشير إلى عزم بعض جمعيات ومؤسسات "العري" بزيارة أرضنا الطهارة والمباركة فلسطين بهدف عرض أجسادهن في الطرقات والشوارع العامة نكاية بدين الأمة وثقافتها الخاصة والتي تعتبر المرأة " عرض يجب أن يصان " ولما كانت الحملة على نساء المسلمين قد أخذت تتصاعد وتشتد في الفترة الأخيرة ما بين حبسهن تارة وبين دعوتهن للعري والفجور و والانحلال كان لا بد لي هنا أو على الأصح هو ما دفعني بدوره لكتابة هذا المقال وذلك ليس من باب الدفاع عن الأمة ودينها فدين الإسلام أرقى وأعلى واجل من أن يتم الدفاع عنه ولما كان هذا هو الحال كان لابد لي هنا من سر تفاصيل قصة حقيقية كنت أن شاهدتها في فلم وثائقي كان ان بث من على إحدى القنوات الفضائية العربية والتي أخذت ترسم وتظهر معها شكل المعاناة والجوع والخنوع والألم والاضطهاد والفقر والعهر التي أخذت تعيشه المرأة في معاقل الرأسمالية تاركا للقارئ الكريم الحكم عليها.

( سجين في الغربة ) هذا عنوان لفلم وثائقي كان ان بث على قناة ( انترناشونال جيغرفك - أبو ظبي ) قبل عدة أيام والتي كانت أحداثه قد دفعتني بدورها إلى متابعته حتى ساعة متأخرة من الليل وذلك لما تضمنه من قصة حقيقية أخذت ترسم معها ملامح الشقاء والحزن والأسى والمعاناة التي اخذ يعيش فيها المواطن الأمريكي في بلاده.... ولكي لا نطيل الكلام على القراء الكرام ندخل في سرد تفاصيل قصة الفلم لعلها بذلك تكون عبرة لمن لم يعتبر وخصوصا من جنس النساء ..ولعل مشاهدة القصة بصورة حية لن تكون كالقراءة مهما كان أسلوب سرد القصة ....

لقد كان الفلم يروي قصة إنسانة ومواطنة أمريكية أخذت تروي معها ملامح المعاناة والألم التي أخذت تعيشها على اثر انفصالها عن زوجها ومطالبة إحدى البنوك لها بتسديد إقساط بيتها الشهرية لتعيش هذه المرأة هي وأبنائها على اثر ذلك حالة من المعاناة والألم دعت كل من شاهدها إلى التعاطف معها وخصوصا وإنها تعيش في بلاد لطالما ادعت حقوق الإنسان والحيوان وإقامة الكثير من المؤسسات والهيئات لتي تطالب بحقوق المرأة وتدعو لاحترامها بصفتها إنسانة ضعيفة تحتاج إلى الرعاية والعناية .

تبدأ تفاصيل القصة بانفصال هذه المرأة عن زوجها لعارض مادي واجتماعي ليتركها زوجها على أثره هي وأبنائها للعيش في بيت الزوجية والذي كان مرهونا بدوره لأحد البنوك لتعيش هذه المرأة بعد ذلك حالة من الضيق النفسي والمالي والتي دفعتها بدورها إلى البحث عن عمل تعتاش منه هي وأبنائها وتسدد منه دفعات أقساط بيتها الشهرية ولما لم يسعفها حظها في إيجاد عمل شريف ؟؟ كان ان التقت بأحد تجار المخدرات والذي كان قد عرض عليها إعطائها عشرة ألاف دولار كأجر لها مقابل إحضارها لبعض المخدرات من دولة " البيرو " – إحدى دول أمريكيا الجنوبية - ولما كانت هذه المرأة قد ترددت قليلا بدافع الخوف كان أن اضطرت في نهاية المطاف إلى قبول العرض تحت طائلة الحاجة والضيق لتقوم بالسفر إلى " البيرو" جالبة معها) 1 كيلو غرام ) من المخدرات لتحصل بذلك على ( 10000$ ) كأجر لها والذي كان قد وعدها به تاجر المخدرات لتستمر هذه المرأة في هذا العمل لأشواط متتالية ولما كانت شرطة مطار" البيرو" قد أخذت تشك بأمرها لكثرة ترددها على " للبيرو" كان أن تعرضت بذلك لجولات من التفتيش اتخذت على أثرها هذه المرأة عهدا على نفسها بعدم العودة إلى هذا العمل من جديد وعلى أن تكون رحلتها القادمة إلى " البيرو" أخر رحلة لها على أن تجلب معها وكمرة أخيرة ( 3 كيلو غرام ) من المخدرات دفعة واحدة والتي كانت بدورها كافية لاكتشاف أمرها وزجها في سجن النساء لمدة 6 سنوات و 8 أشهر .

تستمر هذه المرأة في سرد قصتها مع كثير من الدموع والألم ساردة بذلك تفاصيل جديدة من حالة المعاناة والألم التي أخذت تعيشها في سجن النساء جراء إصابتها بمرض السرطان - عافنا الله وإياكم منه – تقول هذه السيدة بأنها لم تكن تتوقع أن يعود لها هذا المرض من جديد بعد أن تم معالجتها منه في بلدها " ميامي" لتسوء على أثره حالتها الصحية بعد أن اخذ ينتشر هذا المرض في كل مرافق جسدها النحيل وهو ما دفع بدوره شرطة " البيرو" وبأمر قضاني إلى إطلاق سراحها على أن تبقى في " البيرو" ولا تغادرها لمدة سنة بعد إطلاق سراحها.- تقول هذه المرأة بأنها خافت أن تأتيها المنية قبل أن تتمكن من رؤية أبنائها لذلك كان أن قررت الهروب من " البيرو " إلى " الاكوادر" – إحدى دول أمريكيا الجنوبية أيضا- لتتمكن من هناك من العودة إلى بلدها " ميامي ". لتنتهي رحلة الهروب هذه بفرحة الالتقاء بأبنائها والتي كانت بدورها مليئة بالسعادة المفعمة بالكثير من القهر والانكسار.

هذا هو حال المرأة في معاقل الرأسمالية بعد أن أخذت هذه الرأسمالية تعرفها على أنها شهوة جنسية تنتهي فترة صلاحيتها بانتهاء فترة صلاحية جسدها لتلقي بعدها في ملاجئ العجزة ودور المسنين وذلك بدلا من أن تكون كما أراد الله لها ان تكون ملكة تتوج في اخر عمرها على رؤوس أبنائها وأعمامها وإخوانها وأقاربها يتسابق الجميع في طلب ودها ومرضاتها ورعايتها ورعاية أبناءها وحتى تسفك دماء الرجال دون الذود عنها وعن عرضها وعن حياتها وحرماتها....هكذا استطاعت هذه الثقافة الرأسمالية أن تغزو عقول ونفوس بعض نساء المسلمين ممن غرتهم مشاهد المسلسلات والأفلام والبرامج التي تبث من هنا وهناك والتي تمكنت بها فعلا من غزو بعض نفوس وعقول نساء المسلمين وتحديدا من طبقة سيدات المجتمع المخملي ليتحولن بذلك الى نسخة غربية في صورتها العربية ناسيات بذلك ان هذه المظاهر ما هي في حقيقتها إلا قشرة خداعة تخفي من وراءها نار مستعرة من الألم والعذاب والضيق النفسي والجسدي مستبدلات بذلك الذي هو أدنى بالذي هو خير .......ولا حول ولا قوة إلا بالله .... اللهم لطفك يا كريم ..اللهم استر على ولايانا .

اخر الأخبار