
سر تحول الببلاوي من "الأيدي المرتعشة" إلى "العين الحمراء"

أمد/ القاهرة : تحولات لافتة طرأت مؤخراً على شخصية وأداء رئيس الحكومة المصرية المؤقتة حازم الببلاوي، فلم تعد صورته ذلك العجوز الهادئ الذي يقترب حثيثاً من الثمانين، وتطارده طوال الوقت اتهامات بارتعاش الأيدي والبطء والتردد، وإنما رفع الرجل فجأة شعار التحدي وكشرت حكومته عن أنيابها في عدد من الأزمات المتوالية كما اتخذت قرارات غير مسبوقة على المستوى الخارجي وأطلق الببلاوي نفسه عدداً من التصريحات المدوية تجاه الولايات المتحدة والغرب على نحو أعاد للأذهان تصريحات عبد الناصر التي كان يتحدى فيها القوي العظمى.
رئيس الحكومة المصرية الذي ينتمي إلى مدرسة "الليبرالية" في السياسة والاقتصاد حيث الحريات العامة مقدسة؛ وجد نفسه متهماً بالديكتاتورية من جانب محتجين غاضبين، فإذا به يعلن التحدي ويصر على قانون التظاهر المثير للجدل ويتهم معارضيه بالتحول لأدوات في يد مؤامرات خارجية. وحين صدرت انتقادات من جانب البيت الأبيض للقانون فاجأ الشارع السياسي والرأي العام بأقوى تصريح رسمي لمسؤول مصري رفيع المستوي تجاه الولايات المتحدة منذ عبد الناصر حين قال لاوباما: مصير سفير تركيا المطرود ينتظركم إذا تدخلتم في الشأن الداخلي لمصر.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا قرر الببلاوي أن يظهر ما يمكن أن نسميه "العين الحمراء" للداخل والخارج في هذا التوقيت بالذات؟ المؤكد أن الرجل ضاق ذرعاً باتهامه الدائم بالتخاذل في مواجهة المؤامرات التي تتعرض لها الدولة المصرية والتي وصلت إلى حد زعم البعض بأنه يتواطأ مع نائبه زياد بهاء الدين لحماية "طابور خامس" في السلطة.
كما تلقى موجة عنيفة من الهجوم الضاري بعد تصريحاته حول عدم إمكانية إعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً لأسباب قانونية، وهي التصريحات التي لم يستطع هذه المرة التنصل منها حيث أنها مسجلة تلفزيونياً.
المؤكد أيضاً أنه مل أن يجد نفسه طوال الوقت محشوراً في زاوية ردة الفعل والدفاع عن نفسه، خاصة أنه صرح قبل يومين أنه باق في منصبه لأداء مهمة وطنية ولن يرضخ لمطالب تقديم استقالته، وبالتالي كان عليه أن "يعيد تقديم نفسه" للرأي العام من خلال شرعية جديدة تقوم على القرارات الثورية مع قوى الخارج والحسم والتصعيد في مواجهة احتجاجات الداخل.
وفي هذا السياق، لا يمكن أن نستبعد قيام مؤسسة الرئاسة -بإيعاز من المؤسسة العسكرية التي تفضل البقاء في الظل - بتوجيه انتقادات واسعة لأداء الحكومة مؤخراً على صعيد الأداء المتخاذل في الكثير من الملفات ومطالبة الببلاوي شخصياً باتخاذ إجراءات حاسمة لاستعادة هيبة الدولة لاسيما أنه يشكل مركز صنع القرار شبه الوحيد في البلاد، حيث قام الرئيس المؤقت عدلي منصور بنقل معظم صلاحياته للحكومة.
عن إرم