معركة الظلام في قطاع غزة

تابعنا على:   18:11 2013-11-29

د.كامل خالد الشامي

في الآونة الأخيرة قرأت الكثير من التصريحات التي أطلقها قياديون من شتي الأطياف السياسية, والتي كان مفادها أن مشكلة الكهرباء في طريقها إلي الحل في القريب العاجل, ما أشاع جو من الارتياح بين العامة, وتفاءلنا خيرا, وأوقفنا البحث عن المصادر البديلة الخاصة ولكن وفي اليومين الأخيرين جاء عكس ما وعدنا به عباقرة السياسة "وكلكم راع ومسئول عن رعيته", فقد تراجعوا وكأنهم علي موعد,ليسددوا لنا صفعة جديدة فمنهم من قال إن الحل بحاجة إلي عدة أسابيع ونفض يديه من مأزق الكهرباء ومنهم من قال إن الحل قادم لا محالة من خارج المنطقة العربية ومنهم من صمت, وحتى وكالة الغوث التي كنا نستبشر بها خيرا نفت أن يكون لها ضلع في حل أزمة الكهرباء, واكتفت بالإعلان إنها لن تكون قادرة علي دفع مرتبات موظفيها في الشهر القادم, وهو ما سوف يزيد الدموع دموعا والبؤس بؤسا في غزة.

مصائب كثيرة وخيبات أمل متواصلة, ومشكلة الكهرباء سياسية قطعا ندفع ثمنها ولا أعرف ما النتيجة التي ينتظرها السياسيون منا نحن الشعب الذي لا يعرف من أين تأتيه المصيبة, وما دمنا ندفع الفواتير المستحقة علينا , فالواجب أن تصلنا الكهرباء دون تردد , فهذا اقتصاد وليس سياسة.

إن الظلام المتواصل الذي نعيش فيه غير الكثير من نهج حياتنا التي أصبحت شبه معطلة , ولا يمكنني بعد اليوم أن أكون جاهزا لأداء عملي حسب ما هو مطلوب مني فانقطاع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة خلال النهار كفيل بشل جميع مرافق الحياة.

وحتى صاحب بقاله لخضار والمجمدات قام بإطفاء ثلاجاته الذي كان يعيل أسرته منها فلم يعد يستطيع ذلك, وصاحب مذبح الدجاج أصيب بنفس النكسة, وتقريبا كل المشروعات الصغيرة في قطاع غزة أطفئت أنوارها ولم تعد تعمل لنقص الكهرباء, ولم يبقي في قطاع غزة غير المولات الكبيرة تعمل علي كهرباء خاصة باهظة التكاليف ولكنها تضاف علي فاتورة المستهلك.

محطة كهرباء غزة المتعثرة التي تنتج 80 ميجاوات تهدأ ولا تعمل , مشكلة كبيرة في توفير النفط المناسب لتشغيلها, والدول المجاورة لسوء حظنا لديها مشاكلها , وغزة الصغيرة تغرق في الظلام , ولم تعد المولدات قادرة علي سد العجز, فغالبها هالك وبطاريات الشجن بحاجة إلي تجديد ومواد التجديد غير متوفرة, إنها معركة حقيقية مع الظلام, والقدم أسوأ.

اخر الأخبار