ثياب(نصر جميل شعث)

تابعنا على:   12:18 2013-11-27

1

لقد حزن الناس بما فيه الكفاية.

أنظروا إلى حيواناتهم الأليفة كيف صارت تهرب من بيوتهم،

كالثياب من على حبل الغسيل،

وكأوراق الخريف.

2

معنا الوقت الذي تأخّر

ومع ذلك حملناه،

وجبة ثيابنا

لتأكلها علينا لاحقاً عيون الغرباء،

الأحزان

وقد خبأناها كأشياء

صالحة للكسر وجارحة

في بطون الحقائب،

والندى

إن لمسناه عُنوةً يئسنا.

3

ملأنا الصحراء ..

وللحظة تفوّقنا عليها

بما كان علينا من ثياب

مختلفة.

4

تحدّثتُ مع نفسي بعمق،

وتفاعلتُ مع ثياب الناس المنشورة على السطوح.

تحدّثتُ مع طعامي

كما يفعلُ معَ الله وحيدٌ

في صحراء،

سمّيت ألوانَه قبل أن آكله..

ووضعتُ الستارةَ على جهة الخارج،

لأراها من الزجاج.

5

من وراء الزجاج بلا ثياب،

أنظرُ إلى البحر ..

أحكّ كعب قدميَ بظلّه،

حيث لا أثر للقدمين بالمطلق على الماء،

وأتذكر:

أوّل جرح في حياتي

لا أثر له الآن، جدَلاً، على كعبي

كان من الزجاج.

6

المرأة المتعرّية في الذاكرة،

ثيابُ الرجال

الأطفال

النساء

والمطبخ..

على طول حبل الغسيل؛

كانت وهي تنشرُ تلبسُها.

7

أنظر للمنعطفات

أمامي

كمن يلمّ الغسيل ويلتفت وراءه

يعود

ينحني لجورب،

لقميص،

أو لوشاح

سقط على السطح،

وحضنه مليء.

8

صوتُ عابر في الشارع

يضحك

خفّف عنّي عبء مشاهدة ثيابي

مكوّمة على الكرسيّ.

9

في متحف

رَوّضَ مُؤخّراً مقتنياتِ الحرب،

طفلة عيناها ورقتا نعنع

على ركبتي أمها التي تركت ثيابَها الملوّنة برسوم حيوانات

تدور في الغسالة

وجاءت من وقت منزلها الثمين

لتسمع الموسيقى.

10

عند جيراني طفل

كلّما بكى في جوف الليل أوقفتُ المُوسيقى

وكشفت عني الغطاء،

لأسمعه.

11

دائماً أنسى

باب الخزانة مغلقاً على الثياب

بشكل تام.

اخر الأخبار