
مبادرة من رفسنجاني لإذابة الجليد مع السعودية وتطمينها
أمد/ طهران : دعا الرئيس الايراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني الى المسارعة في تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية وأكد أنه مستعد للعب دور هام في ذلك انطلاقاً من علاقاته المميزة مع الرياض.
وقال رفسنجاني معلقاً على الاتفاق النووي الذي توصلت له بلاده مع القوى الكبرى في جنيف إن هذا الاتفاق غير موجه ضد دول المنطقة وستكون نتائجه مفيدة للجميع ويجب على حكومة الرئيس حسن روحاني المسارعة الى تطمين الرياض وإزالة أي شكل من أشكال التوتر معها لافتاً الى أنه قادر على الاضطلاع بدور هام في هذا الصعيد.
وأشار رفسنجاني إلى أنه تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله لزيارة السعودية في موسم الحج وقال إن مثل تلك الزيارة كان يمكن أن تنفذ إذا تم التحضير لها بشكل جيد "ونحن بحاجة الى إجماع فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الرياض".
وكان رفسنجاني أعلن قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية الأخيرة في مقابلة مع مجلة "دراسات دولية" ان على ايران اقامة افضل العلاقات مع السعودية والبدء بحوار مع الولايات المتحدة، قائلاً "لو كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية لما كان في وسع الغرب ان يفرض علينا عقوبات" نفطية.
واضاف "وحدها السعودية تستطيع ان تحل مكاننا.. واذا كانت تنتج النفط طبقا لحصتها (وليس اكثر من حصتها)، لا يستطيع احد في العالم ان يعتدي علينا".
وقال "لا نريد من السعودية فعل أي شيء إلا إنتاج حصتها من النفط في أوبك حينها لا يستطيع أحد الاعتداء علينا. لأن العالم لا يمكنه التخلي عن إنتاجنا النفطي. أتصور أننا لا زلنا نستطيع بناء علاقات معها". وأكد بقوله "لكن كما ترون هنالك من لا يرغب هنا (في إيران) بذلك".
وأعلن ان "من الممكن اقامة علاقات جيدة مع الرياض"، منتقدا الذين يدلون بتصريحات "متشددة" حيال السعودية من دون ان يفكروا في العواقب.
وتساءل "ما هو الفارق بين الولايات المتحدة والصين واوروبا وروسيا؟ واذا ما تفاوضنا مع هذه البلدان، لماذا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة؟ والتفاوض لا يعني الرضوخ لارادتها"، موضحا انه عبر عن هذا الموقف في رسالة الى الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية لايران قبل وفاته اواخر الثمانينات.
وأشار رفسنجاني أيضاً إلى تدهور العلاقات الإيرانية السعودية في فترة من الفترات، وقال ان البعض في الداخل كان مستعدا لتعريض المصالح القومية لإيران للخطر مقابل منعه توطيد العلاقات مع السعودية.
وأشار رفسنجاني إلى زياراته المتكررة إلى السعودية ولقائه العاهل السعودي الملك عبد الله حيث قال "منذ سنوات عندما قمت بزيارة المملكة التقيت بالملك عبدالله وطرحت عليه الاشكالات التي يقال إن بعض الحجاج الإيرانيين يعانون منها في المطارات أو أثناء زياراتهم لمقبرة البقيع، ولم يكن من العاهل السعودي إلا أن قبل بصدر رحب ملاحظاتي ووعدني بمتابعة الموضوع، و أخبرني حينها بأن حل هذه المشاكل العالقة هي في صالح بلدينا، وكانت النتيجة أن أصدر أوامره بالسماح للنساء بزيارة البقيع، وأصدر توصياته إلى المجلس الأعلى للأمن ومسؤولي الحج والأوقاف في البلاد لحل هذه الأزمة بالإضافة إلى المشاكل العالقة بين البلدين مثل مشاكل العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين".
ونشر موقع رفسنجاني على الانترنت تصريحات الرئيس الأسبق الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أعلى سلطة ترسم السياسات الاستراتيجية وتقدم الاقتراحات للمرشد الأعلى علي خامنئي في القضايا الكبرى.
ووصف رفسنجاني الاتفاق النووي بآنه خطوة كبيرة بإمكانها أن تذيب الثلوج في العلاقات بين الغرب وأميركا على وجه الخصوص وايران. وأوضح "كانت المفاوضات صعبة لكنها الخطوة الأولى لحل الخلافات الصعبة وتخفيف التوتر وإذابة جبل الجليد في العلاقات مع الغرب وأميركا". وأضاف "اتفاق جنيف أذاب الجليد وما بعد جنيف من مراحل فستكون سهلة".
وأكد رفسنجاني أن الايرانيين حققوا انتصارا وهو انتصار للجميع وللمملكة العربية السعودية أيضاً ويجب العمل على تحسين العلاقات مع الرياض الى قاعدة "كلنا رابحون" كما حصل في جنيف.
وقال "إيران تلتزم بكل تعهداتها في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وترفض إملاء شروط أخرى وتفسيرات خارج المعاهدة".
وأكد رفسنجاني أن نظام الجمهورية الاسلامية في ايران لن يحتاج الى أسلحة نووية وهو قادر على الدفاع عن نفسه والرد على تهديدات اسرائيل دون الحاجة الى هذا السلاح وأضاف "اسرائيل أصغر من أن تنفذ ما تهدد به وتقول.. السمكة الصغيرة لا تستطيع ابتلاع سمكة كبيرة".
وأعرب رفسنجاني أن أمله في أن يشهد الاقتصاد الايراني تحسنا كبيراً في العامين المقبلين، قائلا "أعتقد أن حكومة السيد روحاني ستكون قادرة على تحسين أداء الاقتصاد الايراني وتحسين ظروف المواطن المعاشية".
وقال "ستشهد ايران عودة للرأسمال الايراني المهاجر وسنشاهد استثمارات أجنبية كبيرة وهذا ما سيخدم سياسة حكومة روحاني ويمكنها من الإيفاء بالتزاماتها والوفاء بوعودها الانتخابية".