بين الأسر و الأسر ,, تعيش فتاة , اسمها ألاء

تابعنا على:   17:18 2015-02-25

محمد أحمد النجار

كم هو كبير هذا الظلم الواقع على هذا الشعب , قتل و تشريد و تدمير و ابعاد و اعتقال , بل إن الإحتلال المجرم يتفنن يوماً بعد يوم في أيجاد كل ما يؤذي و يؤلم كل من يسكن هذه الأرض ..

ألاء هي فتاة من هذا الشعب المظلوم , تتلخص حياتها في كلمتين , ( بين الأسر و الأسر كانت حياتي ) ..

ألاء هي فتاة فلسطينية , ليس لها أحلامٌ كبيرة ولا طموحات عظيمة , أكبر أحلامها أن تعيش في أمن و أمان و استقرار , فهي لا تريد و بل ترفض تكرار تجربة أختها الكبيرة التي حُرمت من أبيها في أجمل يومٍ في حياتها وهو يوم عرسها ,

فقالت و ما زالت تقول :

" لا يوجد في هذا العالم من يسد مكان أبي , فكيف أتزوج وهو غائب " ..

ألاء , يا عالم الظلم والظلام , ولدت و أبيها في سجون الاحتلال وتحت الاعتقال الإداري اللعين , وكبرت ألاء , و أصبحت عروساً تطلب للزواج لكن ’ تدور الأيام دورتها ليكون أبوها في الاعتقال الإداري من جديد !! وكلما حفظت وجه أبيها عاد الإحتلال ليعتقله من جديد , و بل أبعده إلى مرج الزهور وهي ما زالت طفلة لم تتعلم بعد أن تنطق كلمة بابا ,, فنطقتها وهو هناك بين جبال و وديان مرج الزهور في البرد القارص ..

ألاء , ما زالت تبحث عن فرحة تسرقها من بين كل الآلام .. تنتظر مستقبل حياتها وسط هذا الركام ,, تريدُ عبور جسرَ أمل فوق هذا الحطام .. تريد أن تعيش حياتها ككل فتيات الأرض , تريد أن تلقي بنفسها في أحضان والدها ليمسح لها دمعها و يزفها عروساً في ثوبها الأبيض ..

ألاء , تجلس في غرفتها باكية رافعة شكواها إلى السماء , وقد ازدادت حقداً على بني صهيون , و كارهةً على من خذل أباها الأسير ..

ألاء , يا بنت الأسير عزام , هي حياة الكرام , يعيشون في دنيا كلها ظلم و إجرام ,, يدافعون عن شرف أمة تاهت و ضاعت و وهنت , يرفضون المساومة على فكرهم و مواقفهم و مبادئهم , و أبيك عزام , تتحطم على صخرة صموده كل أوهام السلام , و قسماً سيعود لكِ ليعوضك عما مضى من مرِّ الأيام ..

فكوني صبورة , كأبيك الصابر , و افخري به دوماً , كيف لا وهو الشامخ رغم كل السنوات التي قضاها في السجون ؟ كيف لا وهو من رباك على العزة و الكرامة و حب الوطن ؟ ارفعي رأسك به .. فكل الأحرار عزام , و كلنا عزام .

اخر الأخبار