منصور هادي: انا القائد الاعلى للقوات المسلحة في اليمن

تابعنا على:   00:12 2015-02-25

أمد/ عدن (اليمن) - صرح احد مساعدي الرئيس اليمني الثلاثاء ان عبد ربه منصور هادي تراجع رسميا عن استقالته بعد افلاته من قبضة الحوثيين الشيعة الذين كانوا يحاصرون مقر اقامته في صنعاء.

في هذا الوقت، خطفت فرنسية (30 عاما) تعمل لحساب البنك الدولي الثلاثاء في صنعاء. وقالت الخارجية الفرنسية ان مسلحين اعترضوا الفرنسية مع مرافقتها فيما كانتا تستقلان سيارة اجرة في العاصمة اليمنية واقتادوهما الى جهة مجهولة.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "نطالب بالافراج عنها في اقرب وقت، نسعى الى تحديد مكان وجودها".

وتسيطر ميليشيا "انصار الله" الحوثية على صنعاء. واغلقت غالبية الدول الغربية وبينها فرنسا سفاراتها في اليمن ودعت مواطنيها الى مغادرة البلاد.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء ان الدعم الايراني للمتمردين الحوثيين الشيعة "ساهم" في سيطرتهم على اليمن وانهيار الحكومة فيه.

واكد كيري امام اعضاء الكونغرس الاميركي ان دعم طهران كان "مهما" لميليشيا الحوثيين.

وتدارك "ولكنني اعلم بان الايرانيين فوجئوا بالاحداث التي جرت ويأملون في ان يتم اجراء حوار".

وكان الرئيس اليمني استقال في كانون الثاني/يناير بعد مواجهات استمرت اياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر اقامته.

وتمكن هادي من الفرار من مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 كانون/الثاني/يناير. وقدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء.

وردا على هذا القرار، انكر الحوثيون في بيان على هادي اي شرعية، ودعوا الدول الاجنبية الى "عدم التعامل معه" مؤكدين ان القضاء اليمني سيلاحقه.

وفور وصوله الى عدن التي تعد معقلا لانصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر "باطلة ولا شرعية لها".

وفي رسالة نشرت مساء الثلاثاء، طلب هادي من مختلف الوحدات العسكرية تلقي الاوامر منه فقط بصفته "قائدا اعلى للقوات المسلحة".

وقال لوران بونفوا استاذ العلوم السياسية في باريس والمتخصص باليمن ان انتقال الرئيس اليمني الى عدن "يكسر دينامية نشات الاسبوع الفائت عبر الحوار بين الاحزاب والحوثيين بدعم من الموفد الخاص للامم المتحدة".

وكان بونفوا يشير الى التقدم الذي تحدث عنه الموفد الاممي جمال بنعمر سعيا الى حل سياسي للازمة في حين يبدو الحوثيون مقتنعين بانهم استبعدوا هادي نهائيا عن السلطة.

واضاف ان "عودة هادي الى اللعبة 'السياسية' تشيع بلبلة سيواجه المجتمع الدولي صعوبة في التعامل معها".

وكتب هادي في رسالة الى البرلمان "نود أن نطلعكم أننا نسحب إستقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر".

واضاف "نأمل منكم ايها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والإقتصادية في جميع محافظات الجمهورية وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض".

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة لليمن (السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وعمان وقطر والكويت) رحبت الاثنين بمغادرة هادي لصنعاء معتبرة انها "خطوة مهمة تؤكد شرعيته".

ودعت في بيان الشعب اليمني والاحزاب الى دعم الرئيس في ممارسة كل صلاحياته الدستورية بهدف وضع حد للوضع "الخطير" الذي نشأ من سيطرة الحوثيين على العاصمة.

وفي 16 شباط/فبراير، حض مجلس الامن الدولي الحوثيين على "سحب كل قواتهم من مؤسسات الدولة".

كذلك، رفضت الولايات المتحدة في السابع من شباط/فبراير تشكيل الحوثيين لـ"مجلس رئاسي" خلفا لهادي الذي كان حليفا لواشنطن في التصدي لتنظيم القاعدة الذي يتعرض لهجمات الطائرات الاميركية من دون طيار.

وازدادت شعبية هادي في صفوف اليمنيين السنة، بدليل تظاهرات الدعم الحاشدة التي شهدتها صنعاء ومدن اخرى في وسط وجنوب البلاد.

وحض الحوثيون وزراء الحكومة المستقيلة برئاسة خالد بحاح على استئناف عملهم، متوعدين بمحاكمتهم بتهمة "الخيانة العظمى"، لكنهم لم يتلقوا ردا ايجابيا.

وفي صنعاء، لا تزال الدوائر العامة تعمل في شكل طبيعي نسبيا، لكن السكان بدأوا يتساءلون عن قدرة ميليشيا "انصار الله" الحوثية على ضمان استمرار الية عمل الدولة.

في موازاة ذلك، اعتبر بونفوا ان عودة هادي الى الساحة السياسية تهدد بزيادة "الانقسام بين الشمال والجنوب".

وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، قد سيطروا على العاصمة صنعاء بدون مواجهة مقاومة في ايلول/سبتمبر. والشهر الماضي سيطروا على القصر الرئاسي وحاصروا مقر اقامة هادي ما دفعه الى الاستقالة.

وواصل الحوثيون تقدمهم باتجاه المناطق السنية جنوب وغرب صنعاء حيث لقوا مقاومة شرسة من رجال القبائل المسلحين ومسلحي القاعدة. الا ان تعز وبعض مناطق الشمال اضافة الى مناطق الجنوب باكملها لا تزال خارج سيطرة الحوثيين.

وهادي هو اصلا من الجنوب رغم انه امضى نحو ثلاثة عقود في الشمال حيث عمل وزيرا للدفاع ونائبا للرئيس قبل ان يتولى الرئاسة في 2012 عندما اجبر الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التخلي عن السلطة بعد ثورة دموية استمرت عاما.وكان هادي دافع عن توحيد الشمال والجنوب في 1990.

اخر الأخبار