مذبحة تستوجب الرد

تابعنا على:   23:34 2015-02-24

د.عصام عدوان

في فجر يوم الجمعة 25/2/1994م نفَّذ المستوطن اليهودي الهالك باروخ غولدشتاين جريمته الكبرى بالتعاون مع قوات جيش الاحتلال الصهيوني بقتل 29 شهيداً وأكثر من مائتي جريح داخل الحرم الإبراهيمي وهم يؤدون صلاة الفجر، واستشهد كرد فعل على هذه الجريمة 22 شهيداً وعشرات الجرحى خارج الحرم الإبراهيمي ممن حضروا لإنقاذ إخوانهم، فكان المجموع 51 شهيداً. اليوم بعد 21 عاماً نستذكر تلك المجزرة الرهيبة والألم يعتصرنا إذ لا زالت مستوطنة كريات أربع قائمة على أرض الخليل الطاهرة. تلك المستوطنة التي سكنها المستوطن الهالك منفِّذ المجزرة، والذي أصبح قبره بجوارها مزاراً دينياً لدى اليهود الذين يقدِّسون الإرهاب.

لقد حاول الشهيد القائد يحيى عياش أن يثأر لدماء مجزرة الحرم الإبراهيمي، فنفَّذ سلسلة من العمليات البطولية، باركها شعبنا الفلسطيني، وخلَّد بمداد من نور اسم قائدها الشهيد عياش، ولا زال شعبنا ينشد المزيد من الرد.

إن الرد الحقيقي والمتكافئ مع تلك المجزرة يكون بتدمير مستوطنة كريات أربع وطرد المستوطنين منها، ولاشك أنه مطلب عظيم، لكنه واقعي وممكن، وهو بحاجة إلى عزائم الرجال كعزيمة يحيى عياش.

لقد ردت الخليل ذات يوم على محاولة اليهود الاستيلاء على حائط البراق في عام 1929م بقتل حوالي ستين يهودياً، عندما لم يكن هناك سلاح بيد الفلسطينيين، وكان هناك احتلالان؛ البريطاني واليهودي. ولا شك أن الخليل بشعبها الأبيّ المجاهد لقادرة على إيلام العدو اليهودي، وتدفيعه ثمن جرائمه. وهي من أجل ذلك قادرة على تذليل الصعاب وتخطي عقبات وجود الاحتلال وقوى الأمن الفلسطينية التابعة له. وهي قادرة بإمكانات بسيطة، بل وفردية أيضاً أن تنفِّذ سلاسل من الهجمات ضد الوجود الإحلالي الاستيطاني داخل مدينة الخليل وفي محيطها، وجهل نهار المستوطنين ليلاً لا يهنأون في العيش فيها. إننا بحاجة فقط إلى الإرداة وإلى حسن التوكل على الله، عندذاك سوف تتفكك كريات أربع. "وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا" (الإسراء 51)

اخر الأخبار