تحيا الندالة

تابعنا على:   09:46 2013-11-26

صلاح منتصر

نعم تحيا الندالة التي تسرق من النفوس المشاعر‏,‏ وتمسح من الذاكرة جهد السنين وشقاء العمر وانحناءة الظهر ولا تجامل أو تحنو ولا تحن او تمن‏.‏تحيا الندالة التي اذا شاخ المرء في عمله أصبح السؤال هو عايش ليه ؟.
تحيا الندالة التي تعمي عين القادر ولا تجعله يري نفسه يوما عاجزا, ولا تجعل صاحب السلطة يحسب يوما يصبح فيه زائرا لكل عزاء لعل أحدا يتذكره!
أميرة الميكروفون وصوت الأمل كما أسميتك يوما لا تحزني فلم يعد في العمر وقت للحزن.غلطتك أنك تزحلقت مع أنك مازلت في السابعة والثمانين, وما كان عليك وأنت تجرين لتسجيل برنامجك الذي داومت عليه55 سنة أن تقعي بهذه السهولة وتصابي بالكسر الذي أصابك ثم تطمعين بعد ذلك في العلاج!
الدفاتر تقول انك تلهفين كل شهر ثلاثة الاف جنيه علي البرنامج الذي ينتظره الملايين كل يوم جمعة وتجرين طوال الاسبوع بحثا عن شخصيات جديدة. صحيح أنك سجلت مع أم كلثوم وعبد الوهاب وتوفيق الحكيم وأحمد زويل وناقشت كل المشاكل التي عرفتها مصر, وإيه يعني? وما الذي تريدينه من الاذاعة بعد ذلك? برنامج وتذيعه لك كل اسبوع.. فلوس ومغرقينك تلات تلاف جنيه كل شهر.. حتي في رمضان احتفظوا لك بفوازيرك التي يضبط المستمعون مؤشر الراديو عليها, فكيف بعد هذا تتجرئين وتطلبين علاجك في مستشفي خاص لان الجراح المتخصص الذي أجري لك العملية لا يعمل إلا في هذا المستشفي? هل تريدين سجن المسؤلين إذا خالفوا لوائح الندالة ؟ إن اللوائح تقضي بان يكون علاجك في مستشفي عام ولكنهم أكرموك وأخذوا علي مسؤليتهم استثنائك وتخصيص سرير لك في غرفة مشتركة بدلا من عنبر ؟ فاي كرم يقدمونه لك اكثر من هذا ؟ صعبان عليك أن جميع من مروا عليك منذ دخلت الإذاعة عام51 لم يتذكرك أحد بتليفون ؟ لماذا لاتقدرين مشغوليتهم ومسؤليتهم.. ياه ياآمال.. انتي لسه فاكره زمان ؟ ده كان زمان, أما اليوم فلتحيا الندالة!
ملاحظتان: الأولي شكرالرئيس عدلي منصور كسر لوائح الندالة وتولي الرئاسة علاج الإذاعية الكبيرة, والملاحظة الثانية أنني إستخدمت كلمة الندالة دون استئذان الكاتب الكبير أحمد رجب بمقتضي قانون الندالة!
عن الاهرام