اوكرانيا : هل ينجح الاعلام بنقل الوقائع ام سيكون اسير التجابات السياسية ...!!!

تابعنا على:   02:12 2013-11-26

د.خالد ممدوح العزي

احتلت صورة الرئيس الاوكراني فيكتور يانكوفيتش وسائل الاعلام الاوكراني والغربي والروسي كافة طوال الشهر الماضي. فوسائل الاعلام على اختلافها، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، كانت جميهعا مشغولة طوال هذه المدة بعملية الصراع السياسي التي تعيشها اوكرانيا وفي كيفية نقلها الى الجماهير. فأوكرانيا التي تعيش حالة من الصراع السياسي بسبب تقرير مصيرها السياسي والذي كان محورها الرئيس الاوكراني نفسه الذي كان مشغول بزياراته المكوكية بين كييف وموسكو وعواصم الاتحاد الاوروبي. فالإعلام الذي يسلط الضوء على مسألة عقد الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي والانزعاج الروسي منها، حيث كان هناك اتفاق على توقيع شراكة فيما بينهما في 27-28 نوفمبر\ تشرين الثاني في العاصمة الليتوانية "فيلنوس"\ . فالإعلام الذي كان منهمكا ومازال بإعطاء صورة حيوية لما يحدث في داخل كواليس السياسة التي تنهي بها مشكلة اوكرانيا وعلاقتها بالمحاور القائمة. والجدير بالذكر بان اوكرانيا تعيش في هذه الفترة مابين السندان الاوروبي الذي يحاول فرض شروطه القاسية على كييف، ابتدأ من اخلاء سبيل رئيسة الوزراء السابقة يوليا تموشينكو، والسماح لها بالعلاج في الخارج، وهذا الشرط الذي قد يطيح بأي اتفاق قادمة، بينهما لكون اوكرانيا تعتبره شرطا تعجزيا وتدخلا سافرا في شؤونها القضائية والداخلية، وبين مطرقة روسيا التي تهدد اوكرانيا بان اي اتفاق بينها وبين الاتحاد الاوروبي لن يمر من خلال تهديدها وتلويحها المبكر برفضها لاتفاقية الشراكة الاوروبية الاوكرانية ،لرغبة موسكو بضم اوكرانيا الى الاتحاد الاوراسي الاقتصادي ، مهددة كييف بحال تمت الاتفاقية ستقوم موسكو بفرض رزمة عقوبات اقتصادية قاسية عليها ابتدأ من رفع سعر الغاز والتأشيرات على مواطنيها وعدم استيراد بضائعها الخ ...

مابين هاتين النظريتين، يحاول الاعلام الاوكراني تبيان وجهة نظر ثالثة ثمتل وجهة نظر الشعب والسياسة الاوكرانية التي تحاول ان تبقيه بعيداً عن الانضمام الى اي محور من هذه المحاور، معبرا عن رأي الرئيس فيكتور يانكوفيتش نفسه القائم على انه من الممكن ان تكون اوكرانيا جسراً للتواصل والتلاقي بين الاتحاد الاوروبي والاتحاد الاوراسي الاقتصادي بسبب موقعها وعلاقتها الجيدة مع الطرفين.

طبعا هذه المشكلة هي مادة اعلامية دسمة تسيطر على الاعلام المعني وبخاصة الاوكراني، الذي يفرد مساحة واسعة جدا للتغطية الميدانية لما يحصل، (نقل الاراء والتصريحات والحوارات المختلفة التي تهتم بهذا الموضوع وبلغات مختلفة)، نظرا لتشعب الازمة وارتباطها بمواقع القرار المختلفة . لكن تبقى الكلمة الفصل ، ولمن تكون الغلبة في النهاية ، وما هي الصورة التي سوف تسيطر لاحقا على مواكبة الاعلام الاوكراني والغربي والروسي ، صورة المعارضة تيموشنكو السجينة او صورة الرئيس الحالي الطليق فيكتور يانكوفيتش ،او صورة اخرى تفرضها الحالة الشعبية، بحيث تفرض شروطها على الجميع في لعبة الأمم والإعلام ؟

 

اخر الأخبار