إلى متى سيبقى هكذا حالك يا غزة؟

تابعنا على:   06:59 2015-02-12

أحمد يونس شاهين

تعيش غزة أزمات حقيقية لا يشعر بها إلا من يعايشها وتكمن هذه الأزمات في ثلاثة أسباب الأول: الانقسام الفلسطيني وما نتج عنه من نتائج أضرت بوحدتنا الوطنية وانعكست آثاره على المجتمع الغزي من كافة النواحي الاقتصادية والسياسية وكذلك الاجتماعية ولا أريد الحديث عن عن آثاره السياسية كثيراً فقد تحدثت عنه في مقالاتي السابقة.

والسبب الثاني الحروب المتعاقبة على غزة خلال ست سنوات متتالية وما نتج عنها من دمار لبيوت المواطنين والمساجد والمؤسسات والبنى التحتية وغيرها من المرافق العامة ذات الصلة بحياة المواطنين، وهذا هو محور حديثي في هذا المقال حيث أن ظروف معيشية صعبة يعيشها سكان غزة المنكوبة وهي كثيرة لا حصر لها في ظل غياب الإعمار للبيوت المدمرة والتي شرد أهلها في مراكز الإيواء وتهديد وكالة الغوث بين الفينة والأخرى بوقف المساعدات المالية عنهم ولمن استأجروا منازلاً ليعيشوا فيها بدلاً من منازلهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في ظل عدم البدء بمرحلة الإعمار التي أعاقت استمرارية حياة المواطنين ولا تتوقف عملية الإعمار عند هذه الفئة من سكان غزة بل أن هناك الآلاف من الشباب ينتظر بدء الإعمار كي يبنوا عشش الزوجية ويستقروا فيها ناهيك عن حالة البطالة التي أحاطت بمستقبلهم وجمدت طموحاتهم وآمالهم بمستقبل يحفه النجاح الذي حلموا به ولو استطلعنا حالة الزواج في غزة لوجدنا أنها شبه متوقفة لأسباب إضافية فرضتها العادات الاجتماعية الحديثة وتتمثل في مطالب ذوي الفتيات مثل توفر وظيفة أو عمل لدي الشاب المتقدم للزواج من ابنتهم أو مسكن مستقل وهذا ما يمنعه عدم توفر مواد البناء وأهمها الاسمنت، أزمات كثيرة يعيشها سكان غزة كالكهرباء التي لا تصل بيوتهم إلا ساعات محدودة خلال اليوم في الوقت الذي يتدفق فيه الوقود بشكل يومي إلى غزة ولكن شركة الكهرباء لديها الأعذار المسبقة لجدولها الذي تفرضه على السكان وعليهم تقبله دون نقاش أو اعتراض.

السبب الثالث يتمثل في إغلاق المعبر فحدث ولا حرج فالمعبر مغلق منذ سنوات لا يتم فتحه إلا أيام معدودات بين الحين والآخر ويترتب على ذلك تعطيل الكثير من مصالح المواطنين وخاصة المرضى ولدي حالة تخصني جداً، ومنهم جرحى حرب الخمسون يوماً الأخيرة ولديهم متابعات لعلاجهم خارج حدود الوطن.

مرحلة تٌدق فيها أجراس الخطر تنذر بحالة انفجار يصعب السيطرة عليها في ظل غياب المسؤولية والتطلع للمصالح الضيقة بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والمصلحة العليا الفلسطينية، إن عدم ممارسة حكومة التوافق كامل أعمالها في غزة لهو سبب حقيقي يمنع إعادة الإعمار وتوفير الحياة الكريمة لسكان غزة وهذا لا يعفي الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه بحق

شعبنا الفلسطيني فهو السبب الرئيس في كل ما حل بشعبنا في غزة ولذلك يتوجب على القيادة الفلسطينية أن تسارع في التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل وضع حد لممارسات الاحتلال التي طالت الشجر والحجر والبشر، كما يتوجب على الفصائل الفلسطينية دون استثناء العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني بشكل فعلي لا بالقول والتقاط الصور التذكارية بمزيد من الابتسامات الكاذبة.

إلى متى سيبقى حالك هكذا يا غزة هاشم؟ إلى متى سيبقى أهلك يعانون الأمرين .......

اخر الأخبار