كما يعلم أصدقائي فإنني مقل في الكتابة وعندما أكتب يكون قد فاض بي الأمر .. وأكتب عسى أن أحرك المياه الراكدة ..

ما دفعني للكتابة هو ما أبلغني به أحد أبنائي الطلبة .. فبالرغم من أنني أمضي هذه الأيام خلوتي المعتادة والتي أقضي بها منعزلا عن الشعب والبلد لأريح عقلي من كل المشوشات إلا أن اتصال أحد أبنائنا الطلبة على رقمي عدة مرات فشعرت أن الأمر مريب ورغم ترددي في الرد على الهاتف إلا أنني بعد أن سمعت القصة تندمت على ردي على التلفون لما سمعت منه من أمر حصل معه ومع مجموعة من الطلبة أثناء مشاركتهم حفل تأبين الشهيد القائد أبو عمار بنقابة الصحفيين والذي نظمته حركة فتح .. حيث كما روى لي الطالب العزيز أنه دخل وزملائه المهرجان يحملون أعلام فلسطين فتوجه لهم أحد القائمين على الحفل وهو كما علمت عضو لجنة اقليم بالقاهرة ومنعهم من رفع أعلام فلسطين وعند استفسارهم منه عن هذا التصرف ابلغهم أنه يوجد قرار تنظيمي بمنع رفع أعلام فلسطين في الحفل ... وأكمل تعليماته لهم أنا أصدر القرارات التنظيمية وعليكم الالتزام ...

بعد سماعي الموضوع من أخي الطالب حاولت أن أفهم تفاصيل الأمر حتى لا أظلم أحد خاصة أن الأمر بالنسبة لي صاعقة .. ففتح التي تربينا بها وحاربنا من أجلها في كل المواقع كانت أداتنا للوصول لفلسطين وليست هدف بحد ذاته .. وأخي أبو عمار شهيد الشعب الفلسطيني كان دائما يهتف بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين .. حتى وان زل بعضنا وهتف بالروح بالدم نفديك يا ختيار ونحن في أتون المعارك كان يرد بكل صلابة بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .. هذا ما تربينا عليه ولكن ليس غريبا أن أسمع مثل هذا الأمر من دخلاء فتح الجدد والذين ساعدتهم الكولسة والمحسوبية للوصول لمواقع تنظيمية تكليفية حسب أهواء مسؤولين موتورين .. هدفهم البقاء في مواقعهم على حساب الوطن ورموزه ..

متى سيستيقظ أخوتنا في قيادة فتح ويربوا من يختاروه للعمل التنظيمي تربية تنظيمية وأتحدى إن كان معظم لجنة اقليم القاهرة يعرفون أهداف الحركة ومبادئها فالكل مجهل ومغيب ولكن بصيم ويأتمر بأمر الرب التنظيمي .. اللهم إحمي فلسطين وفتح من هؤلاء الدخلاء وأعدكم بكشف كل ما أعرفه عنكم إن لم تضعوا حد لهذه المهازل التي تمس تاريخنا والذي رسمناه بدمنا منذ خمسون عاما .. وان غذا لناظره قريب .