• الاربعاء 24 ابريل 2024
  • السنة السابعة عشر
  • En
تنويه أمد
خيار نتنياهو التفضيلي بموت الرهائن، قد يبدأ الحديث عنه بعد معركة رفح، والتي ستكون المحطة الأخيرة لإعادة احتلال قطاع غزة، والذهاب الى ترتيبات اليوم التالي.

إرهاب الإخوان هو الأصل.. والنهاية

تابعنا على:   08:47 2013-11-24

جلال عارف

مع اقتراب عملية وضع الدستور المصري الجديد من نهايتها، تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية تنهي الفترة الانتقالية، يزداد جنون الإرهاب ويحاول قطع الطريق على مسار بناء النظام الجديد، بتوجيه ضرباته المنحطة في كل مكان!

ومع انهيار التواجد الشعبي لتنظيم الإخوان وتهافت الأعداد التي يحشدونها في محاولات التظاهر الفاشلة، يظهر الوجه الحقيقي للجماعة وتنهار كل محاولاتها لتسويق نفسها كتنظيم معتدل، وتعود لاستئناف تاريخها الحافل في ممارسة العنف والاغتيال وإثارة الفوضى ومحاولة إحراق الوطن.

الاختباء وراء تنظيمات وهمية، أو لافتات تصدر البيانات التي تزهو فيها بممارسة الإرهاب، لم يعد يجدي. حين يتم اغتيال ضابط الأمن المسؤول عن ملف الإخوان، بعد تقديمه دلائل تورط المعزول مرسي وإخوانه في قضايا تخابر وتجسس، فلا مجال للحديث عن عدم تورط الجماعة التي احترفت الاغتيال منذ أنشأ حسن البنا الجهاز السري الخاص عام 38، وبعد عشر سنوات فقط من نشأة الجماعة بأموال الإنجليز والفرنسيين!

وحين تتوالى العمليات الإرهابية ضد جنود الجيش والشرطة في سيناء وفي عدد من المدن المصرية، فعلينا أن نتذكر أن التحالف الذي يقيمه الإخوان ليس مع أتباع غاندي ولا أنصار السلام، بل مع جماعات أيديها ملوثة بدماء المصريين ومع "قيادات!" مثل محمد الظواهري شقيق زعيم القاعدة، والزمر ورفاقه أصحاب التاريخ الطويل في الإرهاب منذ قتل السادات وحتى الآن!

ومع ذلك فعلينا هنا أن نقف أمام حقيقتين أساسيتين:

الأولى أن ما يحدث من موجات إرهابية كان متوقعاً بعد السقوط الذليل لحكم الإخوان الفاشي.

الثانية أن هذا الإرهاب ليس دليل قوة، بل هو علامة انهيار ودليل يأس من جماعة قررت الانتحار.

وبالنسبة للحقيقة الأولى، فلم تكن حكاية "اعتدال الإخوان" تخدع أحداً في مصر. وكان الجميع يدركون أنهم لن يقبلوا الهزيمة بسهولة، وأن التنظيم الخاص وأتباع سيد قطب الذين تحكموا في الجماعة في سنواتها الأخيرة، قد رضعوا العنف مع أفكار سيد قطب، وتربوا على تكفير "المجتمع الجاهلي" الذي هو كل المسلمين وغير المسلمين من غير أعضاء الجماعة.. أو بالأصح من غير الأعضاء القطبيين فيها!

أمر آخر كان يؤكد اتجاههم للعنف، وهو تحالفهم مع الجماعات الجهادية التي اعتنقت التكفير والإرهاب، وتقديم كل التسهيلات لهم في عام حكمهم الأسود.

ولعلنا هنا نتذكر ما سمعناه من تهديدات من على منصة رابعة بأن "رؤوسا قد أينعت وحان قطافها"، وأن "قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة"، وأن الإرهاب في سيناء سيتوقف فقط في اللحظة التي يعود فيها مرسي والإخوان للحكم!

كان اللجوء للعنف والإرهاب متوقعاً من الإخوان وحلفائهم بعد السقوط الذليل، لكن عاملاً آخر أكد أن ما تواجهه مصر من إرهاب لن يكون سهلاً، حين انتقل التخطيط الدولي المساند لإرهاب الإخوان، من الدعم المالي والسياسي والإعلامي إلى التخطيط لتصعيد الإرهاب، حيث اجتمعت منظمات الإرهاب، ومنها الإخوان والقاعدة وغيرهما من ممثلي المخابرات الأجنبية الداعمة لهم، في "لاهور" بباكستان، وكأنهم يعدون لأفغانستان أخرى!

بعد هذا اللقاء تطورت أعمال الإرهاب في مصر، وظهرت السيارات المفخخة والعمليات الإرهابية، وانتقل إطلاق النار العشوائي إلى استهداف شخصيات بعينها،مع إرسال التهديدات بأن هناك قوائم بأسماء المستهدفين من الساسة والإعلاميين والقضاة وضباط الأمن!

الإرهاب كان متوقعاً, والموجة الحالية منه لن تكون الأخيرة، ولكنه ـ رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه من أنظمة وجماعات وأجهزة مخابرات - لن ينجح أبداً في كسر إرادة مصر.

في الوقت ذاته يدرك "الإخوان" أنهم فقدوا قدرتهم على الحشد، وأن الضربات الأمنية التي أودعت قياداتهم في السجن، وقطعت الكثير من سبل التمويل قد أضعفتهم كثيراً، وأن عداء المواطن العادي لما يفعلونه لم يبق لهم وجوداً مؤثراً في الشارع.

ولأن الإخوان لا ينسون ولا يتعلمون، فهم يكررون ما كانوا يفعلونه دائماً في مثل هذه الأزمات.. وربما بطريقة أسوأ! فعلى مدى تاريخهم، ومع كثرة الأزمات التي واجهوها، لم يتعلموا أبداً أن يراجعوا أنفسهم وأن يعترفوا بأخطائهم، وأن يعتذروا عما فعلوا، وأن يصححوا مسيرتهم.

في كل المراحل السابقة، كان الإخوان يبدأون بادعاء المسالمة، ثم يمارسون الانتهازية السياسية من أجل السلطة والنفوذ، ويقفون دائما في الموقع الخطأ.. في العصر الملكي وقفوا ضد "الوفد" الذي كان يمثل الشعب وتحالفوا مع أحزاب الأقلية، ثم كانت النهاية في طريق العنف والاغتيال الذي انتهى بالرد عليهم باغتيال حسن البنا وحلّ الجماعة!

مع عبد الناصر أتيحت لهم كل الفرص، فطلبوا فرض الوصاية على الثورة، ورفضوا حل الجهاز السري ثم أطلقوه لاغتيال عبد الناصر، وبعد سنوات عادوا ليتآمروا بقيادة سيد قطب ويزرعوا فكر التكفير واستحلال دماء المسلمين، الذي ما زلنا نعاني منه حتى اليوم.

ومع السادات حالفوه ثم قتلوه، ومع مبارك كانوا جزءاً من النظام، ومع الثورة انقلبوا عليها وأقاموا نظامهم الفاشي الذي أسقطه الشعب في 30 يونيو، فعادوا لسيرتهم الأولى في الإرهاب وممارسة العنف ومحاولة تدمير الوطن. وكالعادة، يكتب الإخوان نهايتهم حين يغرقون في مستنقع الإرهاب والعنف والاغتيال. كانت النهايات قبل ذلك مؤقتة، لأنهم كانوا يصطدمون بالحكومات. الآن يصطدمون بالشعب..

ويحتمون بحلفائهم من باقي جماعات الإرهاب، ويتوهمون أن القوى الأجنبية التي أوصلتهم للحكم قادرة على إنقاذهم من مصير كتبوه بأنفسهم، حين خانوا الثورة وأكدوا ما قلناه مراراً من أنه لا يوجد إرهاب معتدل.. ولا مكان في مصر لمن يجمع بين الخيانة والإرهاب!

 عن "البيان" الإماراتية

اخر الأخبار