دماء المسلمين بين " سياسة الوقت " و " الحسم العسكري "

تابعنا على:   22:51 2013-11-23

أشرف الظاهر

مقدمة :-

مقال طويل بعض الشيء لكنه يستحق القراءة ... هذا المقال عبارة عن قراءة وتحليل سياسي موجز لما تشهده المنطقة اليوم من أحداث وتحالفات وخطط وهو ما يحتاج fبدوره من القارئ الكريم التروي في قراءته بتمعن وهدوء مع قليل من الصبر والتصبر عليه وذلك لفهم وإدراك حقيقة معانيه وما جاء فيه وخصوصا مع وجود بعض المحاولات التي عملت على منعي من نشره ...

مع تعدد المشاريع الغربية المختلفة في المنطقة واشتداد واحتدام الصراع فيما بينها كان أن أخذت دماء المسلمين تسيل بغزارة مع تزايد عمليات القتل والتفجير والاغتيالات التي تحدث هنا وهناك فالكل على ما يبدو أصبح اليوم في خانة الاستهداف سواء كان مخلصا أو تابعا أو عميلا بعد أن أصبح الغرب مستعدا للقتال فيما بينه حتى أخر قطرة دم من دماء المسلمين ...

ومن هنا كان إن أخذت مخططات الغرب ومشاريعه المختلفة تتفاوت في شكلها ولونها ما بين الوضوح تارة و وما بين الغموض تارات أخرى ولما كان هذا هو الحال كان لابد لنا هنا بصفتنا مسلمين وبصفة أن دمائنا وأرواحنا وبلادنا هي المستهدفة أن نلقي المزيد من الضوء على هذه الخطط ونعمل على كشف ما استطعنا منها وذلك كله تحذيرا لأنفسنا ولغيرنا من المسلمين من الوقوع في حبائل الكفار ومشاريعهم ولما كان أن جاء المخطط الأمريكي واضحا في شكله الخارجي كان أن أخذت العديد من الشواهد والمؤشرات في الفترة الأخيرة تتزاحم فيما بينها في إثبات حقيقة تبني أمريكيا لمشروع إقامة خلافة إسلامية يهدف خطف هذا المشروع لصالحها عبر حليفتها إيران والذي اخذ يظهر بقيام أمريكيا بمجموعة من المناورات السياسية والإعلامية هنا وهناك لكسب مزيد من الوقت لصالح إيران لتقوم بتهيئة نفسها سياسيا وإعلاميا وعسكريا ولم الجماهير العربية والإسلامية من حولها تمهيدا واستعدادا للقيام باحتلال كل من العراق وسوريا ولبنان والأردن تحت شعار المقاومة والممانعة كخطوة أولية لها في الهيمنة على المنطقة كلها.. ومن هنا كان لابد لنا من إلقاء المزيد من الضوء على حقيقة هذا المخطط الأمريكي الخفي الذي يقوم بدوره على الإسراع في حسم المعركة في سوريا والمنطقة عسكريا لصالحها....

لن يكون خافيا على احد من المراقبين والمتابعين والمحللين السياسيين وغيرهم ممن لهم اهتمامات في مراقبة ومتابعة ما يجري اليوم في المنطقة وفي سوريا تحديدا من أن أمريكيا قد أخذت تلعب على سياسة الوقت في التعامل مع الثورة السورية متخذة من قاعدة عدم الحسم خيارا استراتيجيا لها في احتواء الثورة ومنع الثوار المخلصين هناك من إقامة دولة إسلامية حقيقية تكون متجردة من التبعية للغرب وحضارته الرأسمالية والتي تلخصت بدورها في ممارسة حالة من الضغط العسكري على الثوار من خلال روسيا وإيران لأحبار الثوار على الجلوس مع النظام على طاولة المفاوضات ومناقشة خطة الحل الأمريكية ..ولما كان هذا هو الحال سابقا كان أن جاءت الصورة واضحة وجلية في إثبات أن ما شهدته و تشهده سوريا اليوم من إحداث هو في حقيقته احتلال روسي إيراني فعلي لسوريا تحت مظلة النظام والتي كانت قد عملت أمريكيا وحلفائها به على استبعاد غيرها من الدول المنافسة لها وتحديدا بريطانيا في أن يكون لها حصة في مغانمها ولما كان هذا هو الحال مرة أخرى كان أن جاءت العديد من الشواهد والمؤشرات في الفترة الأخيرة لتشير إلى استمرار أمريكيا باللعب على سياسة الوقت ولكن هذه المرة ليس لفرض حلها السياسي كما تزعم وإنما لكسب بعض الوقت في تهيئة نفسها وحلفائها عسكريا لحسم المعركة في سوريا والمنطقة لصالحهم سائرة في ذلك في خطين وهما :-

1- توسعة حجم تحالفاتها في المنطقة لتضم تركيا أيضا فضلا عن إيران وروسيا ولعل هذا ما يشير بدوره إلى أن الشعب السوري يقاتل اليوم على أكثر من جبهة وأكثر من جيش ممثلا بجيوش إيران وروسيا والعراق ومن التحق بهم من مليشيات حزب الله وبمساعدة لوجستيه وسياسية من أمريكيا وتركيا.

2- إعطاء هذه الدول وتحديدا إيران دورا عسكريا اكبر وهامشا أوسع في لمناورة لكسب بعض الوقت في تهيئة نفسها وسماحها لها برفع شعار العمل على إقامة خلافة إسلامية حقيقية .

إما فيما يتعلق بطبيعة تقاسم المهام والأدوار في ذلك فتتمثل في :-

1- قيام كل من روسيا وتركيا وإيران بمهمة حسم المعركة عسكريا والسيطرة على الجزء الشرقي من العالم العربي ( الغني بالنفط ) وتقاسم مغانمه بينهما لاحقا بعد السيطرة عليه

2- قيام أمريكيا بالهاء غيرها من الدول العربية في الجزء الغربي منه وتلجيمها عن المشاركة في هذه الحرب.

ومن هنا كانت أن أخذت أمريكيا وحلفائها تتلاعب بغيرها من الدول في كسب المزيد من الوقت لصالح تهيئة نفسها وحلفائها عسكريا لهذه المهمة. أما ما هي شكل المناورات السياسية التي أخذت تقوم بها أمريكيا في كسب بعض الوقت لصالح إيران وإخفاء حقيقية سعيها لحسم المعركة عسكريا في المنطقة فيمكن إيجازها وتلخيصها في المظاهر التالية :-

1- إبداء رغبتها في الإسراع بإنجاح مؤتمر جنيف 2 عبر قيامها بمجموعة من الأعمال التي توحي بذلك والتي منها :-

• التكثيف من حجم الضغوط العسكرية على الثوار في الداخل السوري عبر بعث إيران المزيد من مليشياتها إلى سوريا.تحت ذريعة الضغط على الثوار لإجبارهم على التوجه لمؤتمر جنيف2

• إبداء رغبتها في استبعاد الأسد من أي مشهد سياسي قادم كمناورة تسير بها لإقناع الجماهير العربية بحقيقة سعيها لإنهاء الحرب هناك وتقديم رؤى جديدة للحل والتي تهدف بها ذر الرماد في العيون

• تلميع مؤتمر الائتلاف كممثل عن المعارضة وتلقيحه ببعض الوجوه الجديدة " كقدري جميل" نائب رئيس الوزراء السوري.الذي قام الأسد بطرده من منصبه تلميعا لوجهه أو لوجهيهما معا..

• الظهور بمظهر الحريص على إيجاد دعم دولي وإقليمي لإنجاح مؤتمر جنيف2 بتسليط الضوء أكثر على جولات الأخضر الإبراهيمي المكوكية التي يقوم بها اليوم والمتمثلة بدعوة الجامعة العربية وإيران للمشاركة في إنجاحه .

• اختزال وحصر قضية نجاح مؤتمر جنيف2 في تحديد موعدا لعقده وذلك في رسالة أرادت أن ترسلها أمريكيا للجميع أنها قد باتت جاهزة وحلفائها للتحرك وذلك مصداقا لتصريحات السيد حسن نصر الله لجريدة السفير اللبنانية والتي أعلن فيها بأنه وحلفاءه باتوا اليوم في الربع الساعة الأخيرة من تحقيق انتصار تاريخي واستراتيجي جديد.

• قيام روسيا هي أيضا بالعديد من المناورات السياسية بإعلان هذه الأخيرة عن رغبتها في عقد اجتماع أولي بين المعارضة والنظام وإعلانها عن إمكانية عقده في الثاني عشر من الشهر القادم.

• إعلان مؤتمر الائتلاف عن تشكيل حكومة انتقاليه وغيرها من مناورات.

• ظهور الائتلاف بمظهر الراغب في إقامة دولة علمانية ديمقراطية في سوريا

• طبيعة التغطية الإعلامية التي تمارسها اليوم بعض القنوات الفضائية التابعة لامريكيا ولمافياتها الإعلامية والاقتصادية في المنطقة في إخفاء حقيقة سعيها لحسم المعركة عسكريا.بتسليطها الضوء أكثر على أعمال مؤتمر الائتلاف السياسية .وجولات الأخضر الإبراهيمي المكوكية

2- المناورات السياسية التي تقوم بها اليوم كل من أمريكيا وإيران وبتنسيق كامل بينهما في التلاعب بدول ال 1+5 لكسب مزيد من الوقت أيضا.

إما ما هي الشواهد ومجموعة المؤشرات الكثيرة والكبيرة التي أخذت تشير إلى أن هدف أمريكيا الحقيقي من قيامها ببعض المناورات السياسية هنا وهناك هو إخفاء حقيقة عملها في تحضير نفسها وجملة حلفاءها وشركائها الجدد سياسيا وعسكريا وإعلاميا لمهمة حسم المعركة عسكريا في سوريا والمنطقة لصالحهم فيمكن إجمالها وتلخيصها في الشواهد التالية :-

1- التشديد من حجم الضغوط العسكرية على الثوار في الداخل السوري بدفع كلا من النظام ومليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمالكي إلى تحقيق العديد من الانجازات العسكرية في الداخل وإرسال المزيد من جنودهما وأسلحتهما إلى هناك بهدف تمهيد الطريق من أمام إيران لمهمة الحسم العسكري الكامل .

2- إقامة جسر جوي بين كل من إيران وسوريا عبر الأجواء العراقية لنقل المزيد من الأسلحة للمليشيات الإيرانية المتواجدة هناك .

3- حالة التصعيد التي تقوم بها المليشيات العراقية والإيرانية في جنوب دمشق وشرق حلب والتي تكشف عن وجود خطة عسكرية تضع قيها المقاتلين بين فكي كماشة

4- الإنباء التي تواردت عن قيام إسرائيل بقصف بعض السفن الروسية المحملة بالصواريخ.

5- الإنباء التي أشارت إلى وجود تقارب في وجهات النظر بين كل من تركيا وإيران فيما يتعلق بالثورة السورية والتي تمثلت بدورها برفض تركيا مساعدة إسرائيل في أي جهود للاعتداء على أي بلد إسلامي بالإضافة إلى عملها على إغلاق العديد من مكاتب المخابرات السعودية التي كانت هذه الأخيرة قد فتحتها في بعض المناطق التركية القريبة من الحدود السورية بهدف مراقبة الثورة والثوار ومجموعة الكتائب الثورية العاملة فيها.

6- ما يقوم به " الحوثيين " حلفاء إيران من إعمال عسكرية تصعيديه في مدينة " دماج " بمحافظة صعده اليمنية الشيعية واستغلال امريكيا لقضية الجنوب وبعض أتباع علي عبدالله صالح في إشعال المزيد من الاضطرابات في اليمن وذلك على ما يبدو لإلهاء اليمن والسعودية بها وإشغالهم بأنفسهم ولعل ما اخذ يثبت حقيقة وقوف إيران خلف هذه الفوضى الأمنية الحاصلة هناك هو إعلان اليمن عن تمكنه من إلقاء القبض على سفينة ( جيهان1) الإيرانية المحملة بالسلاح والتي كانت متوجهة إلى " الحوثيين " في صعدة.

7- طلب المالكي المزيد من طائرات ( اف - 16 ) من أمريكيا بحجة محاربة تنظيم القاعدة وبعض الجماعات المتطرفة

8- عمل أمريكيا على زج الأكراد بشكل لافت في أتون المعارك الدائرة اليوم في سوريا لمساعدة إيران بالأنباء التي أخذت تشير الى عمل "حزب العمال الكردستاني " في العراق على تزويد بعض الجماعات الكردية السورية بالسلاح.

9- حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تجري اليوم في كل من ليبيا وتونس والتي تمثلت بقيام بعض الكتائب "الثورية" في ليبيا بخطف رئيس الوزراء الليبي والسيطرة على بعض منابع النفط وإعلان بعض رجالات العشائر هناك عن تشكيل مجلس شورى في " برقة " شرق ليبيا.بالإضافة إلى حالة الاضطرابات السياسية التي تعيشها تونس اليوم.

10- إثارة بعض القلاقل هنا وهناك بهدف الهاء العرب بها ولفت انتباههم عن العمل العسكري الذي ستقوم به إيران لغزو العراق وسوريا ولبنان والأردن ودول الخليج العربي من بعدها كأزمة الصحراء المغربية

11- تشديدها الخناق على حكومة حماس في قطاع غزة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لدفع الناس في غزة للقيام بثورة الجياع ضد حكومة..

12- تشديدها الخناق على جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة ولا سيما في مصر والتي تمثلت بدورها بتمكن نظام " السيسي" من إلقاء القبض على " عصام العريان " احد قادة جماعة الإخوان في مصر والذي كان له اثر واضح في إضعاف نشاطات الجماعة في مصر مؤخرا وجعل الكثير من أتباع الجماعة الصغار يتململون من وعود بعض قادتهم لهم..

13- . عمل روسيا على إرسال المزيد من سفن الأسلحة لهذه الدولة وتلك وإعلانها عن قرب عقد اتفاق تسلحي جديد مع مصر.

14- إبداء أمريكيا رغبتها في تخفيف حجم العقوبات على إيران بهدف تمكين إيران من امتلاك السلاح النووي والذي سيمكنها بدوره من القيام بمهامها العسكرية في المنطقة على المستوى المطلوب..

15- ما اخذ يلاحظ من زيارات يقوم بها مجموعة رجالات وعائلات وأتباع أمريكيا ووسطها السياسي للعديد من الجهات المحلية بشكل لافت وكبير ومكثف واهتمامهم بإظهار وجود تحالف بين الأردن وحماس وإسرائيل بالإضافة إلى عملهم على حشد الجماهير حول إيران لإقامة الخلافة .

16- مساعدة أمريكيا لإيران فعليا وعلى كافة المستويات بعملها على إزالة كافة العوائق التي يمكن لها أن تقف أمام إيران في إنجاح مهمتها في الحسم العسكري والتي لن يكون أخرها على ما يبدو كما أخذت تشير له بعض الشواهد التخلص من بعض الشخصيات السياسية هنا وهناك والتي تسير في خط مختلف لتوجهاتها بطرق وأشكال متعددة ومختلفة .

17- العمل على إبراز التيار السلفي في مصر ودفعه للدخول في أتون صراع مع الإخوان ليكون ندا إسلاميا لهم هناك لتقديم الدعم لإيران سياسيا ودينيا لقيادة دولة الخلافة.

18- اهتمام أمريكيا في الفترة الأخيرة بإظهار تحالفها مع إيران على حساب إسرائيل بدفاع كيري عن إبرام اتفاق مع إيران في الكونغرس الأمريكي و وصفها لتفجير مفر السفارة الإيراني في بيروت بالعمل البذيء وذلك في الوقت التي أخذت تدفع فيه بريطانيا ودول أوروبا العجوز من خلفها على الظهور بمظهر المتحالف والمؤيد لإسرائيل فضا للجماهير العربية والإسلامية من حولها عبر إعلان فرنسا رفضها لهذا الاتفاق وقيام رئيسها " ليموند " بزيارة القدس وذلك كله على ما يبدو إدراكا منها لحقيقية أن إظهار وجود إسرائيل في أي تحالف جديد في المنطقة من شانه أن يفض الجماهير العربية والإسلامية من حوله لما تشكله هذه الدولة من حساسية مفرطة عند الشعوب والجماهير العربية والإسلامية .

19- قيامها بمجموعة من الأعمال التي تصب في صالح تلميع بعض أتباعها في الداخل السوري كقيادة المجلس العسكري الثوري ولواء التوحيد والتي تمثلت بالتخلص من بعض الوجوه القديمة فيها والتي بان عوار تبعيتها لامريكيا والتي تمثلت بمقتل " عبد القادر صالح " وهروب " عبد الجبار العكيدي " بتقديمه لاستقالته من قيادة المجلس العسكري الثوري وذلك بهدف تلقيحه ببعض الوجوه الجديدة لإعطائهم قوة ودورا اكبر في تقديم المساعدة لإيران عسكريا في احتلال سوريا ولعل هذا هو حال بعض من زانت الدنيا في عيونهم اذ يتم التخلص منهم على يد أسيادهم بعد أن يستنفذوا حاجتهم منهم ليخسروا بذلك دنياهم وأخرتهم وذلك هو الخسران المبين لذلك فانا نسال الله تعالى أن تكون هذه الحادثة عبرة لغيرهم .

هذا ما يمكن تلخيصه حتى هذه اللحظة من مشاهد وأعمال تشير إلى حقيقة سعي أمريكيا لحسم المعركة عسكريا في المنطقة لصالحها وصالح حلفائها الجدد وإذا كان لنا الحق هنا أيضا في استكشاف بعض الشواهد والمؤشرات التي أخذت تشير إلى " قرب " حسم أمريكيا للمعركة هذه المرة فيكمن حصرها في الشواهد التالية أيضا والتي منها:-

1- قيام " السيسي " بتأجيل محاكمة مرسي إلى الثامن من شهر يناير القادم وذلك على ما يبدو بناءا على طلب أمريكي وجه إليه بذلك بما يصب في تهدئة الأمور هناك لحين انتهائها من مهمة حسم المعركة في سوريا وهذا بدوره ما اخذ يكشف عن الفترة الزمنية التي تحتاجها أمريكيا للوصول إلى مرحلة الحسم العسكري في سوريا والتي ربما تكون اقرب بكثير من هذا التاريخ ولعل أكثر ما دل على أن هذه الخطوة من السيسي كانت بتوجيه ورغبة أمريكية هي أنها جاءت على اثر زيارة جون كيري الأخيرة لمصر .

2- حرص السيسي وحكومته على إظهار أنفسهم في مظهر المعادي لإيران وذلك حرصا منه على أن تقوم مصر بترصد قمة و قيادة أي حرب قادمة مع إيران نيابة عن العرب والذي يصب بدوره في صالح حصر نتائجها في مجموعة حلفائها سواء كان بالانتصار او الهزيمة وهو ما اخذ يظهر بوضوح بعمل أمريكيا اليوم على إلهاء غيرها من الدول العربية في المشاركة في هذه الحرب بالإضافة إلى عمل روسيا على تزويد مصر بالسلاح .

3- قطع المالكي لزيارته الأخيرة لواشنطن بشكل مفاجئ وإصدار مكتبه الإعلامي بيانا خاصا يهاجم فيه التيار الصدري ومقتدى الصدر بالتعاون مع بعض دول الإقليم على حساب العراق

4- نفي الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية عن وجود أي قوات إيرانية في سوريا وذلك بعد أن أعلن احد أعضاء البرلمان الإيراني عن وجود المئات من مليشيات وكتائب الحرس الثوري الإيراني هناك وبعث المزيد منها.

5- ما صرح به السيد حسن نصرالله لجريدة السفير اللبنانية مؤخرا من انه وحلفاءه باتوا في الربع الساعة الأخيرة من تحقيق انتصار تاريخي واستراتيجي جديد في المنطقة.

6- تصريحات جون كيري الأخيرة والتي اخذ يهدد فيها الإسرائيليين من مغبة السياسة الاستيطانية التي يمارسونها اليوم قائلا لهم بأنه لا يغرهم الهدوء فغدا تتغير الظروف والجيران وشحطتين تحت الظروف والجيران .

7- مجموعة الأعمال العسكرية التي هدفت إلى تلميع مجموعة مليشياتها في الداخل السوري .

8- تحقيق الكثير من الانجازات العسكرية التي اخذ يحققها النظام ومليشياته في الداخل السوري وتفجير مقر السفارة الإيراني تصديا لحملة " قادمون "

9- تفجير مقر السفارة الإيراني الذي حدث في بيروت والذي جاء بدوره ليصب في صالح الإسراع في إيجاد المبررات لإيران لتقوم باجتياح سوريا تحت حجة محاربة الإرهاب عبر تبني تنظيم القاعدة أو ما يسمى بكتائب عبدالله عزام !!!!!!!!!!!!!! لهذا التفجير

10- وصف وزير الخارجية الإيراني " محمد جواد ظريف " لتفجير مقر السفارة الإيرانية في بيروت بأنه يشكل " جرس إنذار "

ولعل ما تجب الإشارة له هنا وفي هذا المقام أيضا هو إنه إذا ما بقيت جيوش "العهر" العربية صامته عن مشاركة ومساعدة إخوانهم الثوار في القضاء على الأسد ونظامه عسكريا وإعلاميا ومنع المليشيات الإيرانية والروسية من التغلغل والتوغل والتكدس في سوريا فان من شان ذلك ان يجعلها أيضا عرضة لوصول هذه المليشيات الإيرانية والروسية إليها بعد أن أخذت تنظر هذه " العهور" اليوم للمشهد من بعيد منتظرة أن تقوم الشعوب أو " أولاد الشوارع " التي لا تمتلك شيئا بالقتال نيابة عنها في الوقت التي تقوم فيه كل من روسيا وإيران والعراق ومليشيات حزب الله باحتلال سوريا فعليا بأسلحتهم وجيوشهم بل وبتعزيز حجم وجودهم العسكري هناك ناسية هذه " العهور " العربية أنها لن تكون بمنأى هي الأخرى من وصول هذا الزحف الإيراني إليها ولقنواتها الفضائية لتجرهم أمريكيا وإيران وروسيا وملحقاتهم بذلك في طرقات وأزقة شوارع انتصاراتهم .. وقولوا " اشرف الظاهر " ما قال...

أما ما هي طبيعة وشكل الأسباب والدوافع التي يمكن أن تكون قد دفعت أمريكيا إلى الإسراع في انجاز مهمة الحسم العسكري فيمكن تلخيصها وإجمالها في الأسباب والدوافع التالية والتي منها :-

1- إدراكها لحقيقة انه إن لم تقم هي وشركائها بالإسراع بحسم المعركة لصالحهم في المنطقة فهناك دول ستقوم بهذا العمل نيابة عنهم وخطف مغانم المنطقة كلها منهم

2- إدراكها لحقيقة ما نصحها به الأخضر الإبراهيمي سابقا من ان عملها على إطالة عمر الأزمة السورية من شانه أن يشعل المنطقة بأسرها ويساعد ويساهم في سيلان مظاهر الأزمة إلى دول الجوار وهو ما كان قد تنكرت له أمريكيا سابقا.

3- إدراكها لحقيقية سعي غيرها من الدول على فك تحالفات أمريكيا في المنطقة بعملهما على كسب ود حلفاء أمريكيا كإيران وتركيا وتحريضهم على التنكر للسير معها والذي اخذ يظهر بمغازلتهما إيران في ملفها النووي والتساهل في قضية ضم تركيا إلى أللاتحاد الأوروبي .

4- إدراكها أن من شان الاستمرار في اللعب على سياسة الوقت دون حسم المعركة أن يذيب عنها ذالك القناع التي تحاول به إخفاء حقيقة تحالفها مع كل من روسيا وإيران في إدارة الأزمة السورية وقتل السوريين.

5- إدراكها لحقيقية إن الإسراع في حسم المعركة من شانه أن يكون له انعكاسات ايجابية على قناعها التصالحي في الظهور بمظهر الساعي لوقف ماسي الشعب السورين .بعيدا عن الحلول السياسية التي تطرحها والتي أصبح واضحا للجميع بأنها سبب استمرار الأزمة سوريا وابادة السوريين

6- إدراكها أيضا لحقيقة أن الاستمرار في اللعب على سياسة الوقت ومنع غيرها من الدول في القضاء على بشار وحسم المعركة عسكريا من شانه أن يكون له نتائج سلبية كبيرة على قناعها التصالحي ويساهم في تلميع اقنعة غيرها والذي عملت بعض الدول على استغلاله في تشويه وجهة أمريكيا التصالحي باتهام النظام السعودي لامريكيا بإفشال أي تحرك عسكري دولي من شانه أن ينهي مأساة السوريين وتصريح " كاثرين اشتون" والذي أبدت فيه انزعاجها من استمرار الأزمة السورية بقولها " إن استمرار الأزمة والإحداث في سوريا يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية "

7- إدراكها لحقيقية أن سياسة الوقت التي اتبعتها في التعامل مع الثورة السورية من شانها أن تصب أيضا في صالح غيرها من الدول المنافسة لها والتي أخذت تحضر نفسها جيدا هي الأخرى عسكريا للانقضاض على الثورة السورية وخطفها لصالح انجاز مشاريعها الخاصة بها في المنطقة بعيدا عن أمريكيا.

 ,ومن هذا كله يمكن لنا إدراك أن أمريكيا قد أخذت تسير بخطوات واثقة نحو انجاز مشروعها التصالحي مع المسلمين بحرفية وإتقان عالي عبر انتهاجها لنهج جديد في التعامل مع العديد من القضايا والتي تقوم على :-

1- الإسراع في حسم المعركة عسكريا في سوريا والمنطقة لصالحها وهو ما سيجعلها تظهر بمظهر المخلص للشعب السوري من ماسيه بعيدا عن ما يسمى بالحل السياسي والذي قد بان عوار أمريكيا به بأنها هي من تقف خلف مناصرة بشار في استخدام السلاح الكيماوي وجرائمه التي يقوم بها بحق للسورين..

2- إظهار رغبتها في التصالح مع المسلمين عبر حلفائها في المنطقة كإيران واردوغان على حساب حلفاء أللانجليز ومواليهم بسماحها لإيران برفع شعار العمل على إقامة الخلافة .

3- إظهار فك تحالفها مع إسرائيل وعدائها لها والذي اخذ يشير له بوضوح ما صرح به " هنري كيسنجر" في احد لقاءاته باعترافه أن وجود إسرائيل في المنطقة لا يمثل أكثر من كونه مصلحة لامريكيا قد تتغير وتتبدل بناءا على نظرية المصالح بالإضافة إلى عملها اليوم على بث سلسلة من البرامج الوثائقية عبر قناة العربية التي تحرض فيها الشعوب العربية والإسلامية على إسرائيل وتصف نظامها بنظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا وغيرها من الشواهد وذلك في الوقت التي أخذت فيه بريطانيا تحرض فيه حلفائها في الاتحاد الأوروبي على الظهور بمظهر المتحالف مع إسرائيل أمام الشعوب العربية ...

4- تقديم المساعدة الفعلية والعملية والعسكرية والمادية لإيران لتقوم بحسم المعركة في سوريا والمنطقة لصالحها عسكريا .

5- قيامها بمجموعة من الأعمال التي توحي برغبتها في التصالح مع المسلمين .

اخر الأخبار