• الثلاثاء 23 ابريل 2024
  • السنة السابعة عشر
  • En
تنويه أمد
خيار نتنياهو التفضيلي بموت الرهائن، قد يبدأ الحديث عنه بعد معركة رفح، والتي ستكون المحطة الأخيرة لإعادة احتلال قطاع غزة، والذهاب الى ترتيبات اليوم التالي.

متى يبرئ الإخوان أنفسهم؟!

تابعنا على:   09:08 2013-11-21

سليمان جودة

حين سقط المقدم محمد مبروك، مسؤول ملف جماعة الإخوان فى جهاز الأمن الوطنى، قتيلاً أمام بيته فى مدينة نصر، على يد مجهولين، فإن كثيرين، لم أكن من بينهم، سارعوا إلى اتهام «الجماعة» بقتله.

وربما لم يتوقف البعض، من بين هؤلاء الكثيرين الذين اتهموا الإخوان بالمسؤولية الكاملة عن الجريمة، عند حدود الاتهام وحده، وإنما اتجهوا مباشرة إلى إدانتهم، أى أن هذا البعض، وهو معذور على كل حال، كما سوف نرى حالاً، قفز فوق مرحلة التحقيق فى الواقعة، وفوق مرحلة محاكمة الذين يثبت التحقيق مسؤوليتهم عنها، وذهب إلى الإدانة بشكل مباشر.

وهو، أى هذا البعض، معذور، لأنه نظر إلى المسألة برمتها بالمنطق الذى يقول إن مرتكب أى جريمة، هو غالباً الطرف المستفيد من وقوعها، ولأن المقدم مبروك كان مسؤولاً عن ملف الإخوان، ولأنهم يمكن أن يكونوا أول مستفيد من غيابه، فلابد أنهم، وفق المنطق المشار إليه، هم قاتلوه!

من ناحيتى، لا أحب التعميم فى الأحكام، أولاً، ثم إننى، ثانياً، طالبت وأطالب الإخوان بأن يتوقفوا عن الدعوة إلى خروج مظاهرات، حتى لا يأتى من يشاء، فى ظل الأجواء التى تشيعها المظاهرات فى العادة، ويرتكب ما يشاء من عنف، ثم يكون الإخوان مسؤولين عنه، لأنهم هم الطرف الظاهر أمامنا على الأقل، ولأنهم، لسبب غير مفهوم بالمرة، لا يريدون أن يقطعوا الطريق على كل من قد يرتكب جرائم باسمهم وتحت ستار مظاهراتهم!

لقد قالوا مراراً إن المظاهرات أو المسيرات التى يدعون إليها سلمية تماماً، ولا تجنح إلى ممارسة عنف، ولا تحرض عليه، وقد كان الرد الجاهز على مثل هذا الكلام منهم، أننا نصدقكم فعلاً، ولكن المشكلة أن كل مظاهرات «سلمية» تخرج من جانبكم تنتهى فى الغالب بالعنف، وليس هناك سوى أحد احتمالين، إذا ما بحثنا عن المسؤول عن العنف فى مثل هذه الحالة.

أولهما، أن يكون الحديث عن سلمية المظاهرات مجرد كلام، وسوف نستبعد هذا الاحتمال، إعمالاً بحسن الظن.. وثانيهما أن يكون هناك طرف آخر لا نعلمه، ينتهز فرصة كهذه، ويخرج ليمارس عنفاً، وهو مطمئن إلى أن هناك طرفاً غيره يمكن تحميله المسؤولية فوراً، وهو هنا الإخوان طبعاً.

لهذا كله، فإن «الجماعة» إذا كانت حريصة حقاً، على تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها، ففى وسعها أن تعلن منذ الغد، توقفها كلياً عن الدعوة إلى مظاهرات جديدة، وإدانتها الكاملة لأى عنف، وعندها سوف لن يكون لأحد أن يسارع إلى اتهامها، بل إدانتها، بما قد تكون هى بريئة منه براءة تامة.

يا عقلاء الإخوان.. اقطعوا الشك باليقين.

 عن "المصري اليوم"

اخر الأخبار