حركة فتح خمسون عاماً من الكفاح ومازالت

تابعنا على:   11:13 2014-12-31

أحمد يونس شاهين

بدايةً أدعو بالرحمة لشهداء هذه الحركة العملاقة وعلى رأسهم الشهيد القائد أبو عمار والفرج القريب لأسراها الميامين القابعين خلف القضبان، مر خمسون عاماً على انطلاقة الثورة الفلسطينية وانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " ومازالت فتح بنضالاتها مستمرة ورائدة الكفاح الفلسطيني وستبقى كما عهدناها منذ انطلاقتها بأول عملية كفاح مسلح في عيلبون لتثبت للعالم والمحتل الإسرائيلي أن الشعب الفلسطيني له حقوق مشروعة يدافع لأجلها ولأجل كرامته وحريته في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وهي القدس الشريف وللاجئيه حق بالعودة لأرضهم وهذا ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية.
لقد قدمت حركة فتح آلاف الشهداء من خيرة أبنائها وقادتها وعلى رأسهم الشهيد الرمز أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول والكمالين وأبو يوسف النجار وغيرهم من اللجنة المركزية وأخرهم قبل أيام الشهيد الوزير زياد أبو عين عضو المجلس الثوري وإن دل هذا فإنما يدل على أن الحركة بقادتها وكوادرها وأبناءها مازالوا يقدمون أرواحهم ودماءهم فداءً لفلسطين وشعبها المناضل المرابط الصابر.
إن حركة فتح ما زالت على العهد الذي اتخذه قادتها وعلى رأسهم الشهيد القائد أبو عمار وما زالت متمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال وتحقيق الحرية واستقلال الدولة الفلسطينية التي اعترف بها أكثر من مائة دولة، فحركة فتح بدأت مشوارها النضالي بالبندقية وكانت الرصاصة هي نقطة الانطلاق لها وللثورة الفلسطينية، ولكن لكل مرحلة ظروفها وأساليب نضالية للتعامل معها وفقاً للمتغيرات الداخلية والخارجية والتي تفرضها طبيعة كل مرحلة، فالنضال السياسي بمثابة استكمالاً للكفاح المسلح وما أنجزته حركة فتح بقيادة الرئيس أبو مازن من الحصول على اعترافات دولية متتالية بالدولة المستقلة وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره والخلاص من الاحتلال وأيضاً حصول فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة فما هو إلا انجاز سياسي أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية من خلال قرع أبواب الأمم المتحدة وفرض اسم فلسطين على الخارطة الجغرافية الدولية .
على المستوى الداخلي لحركة فتح فلاشك أن الحركة تعاني من وضع داخلي متردي فرضته المتغيرات الداخلية والخارجية, وهذا الوضع بحاجة إلى عملية استنهاض حيوية يتطلب من قيادة الحركة وكوادرها بذل جهد كبير لترميم البيت الفتحاوي وتحديداً في المحافظات الجنوبية من الوطن, فليس من المنطق ولا يعقل بأي حال من الأحوال أن تبقي حركة فتح ومستقبلها رهينةً للتجاذبات والمصالح الشخصية وردود أفعالها وهذا ما شهدناه للأسف في قطاع غزة, فحركة فتح تعني الانتماء لا التبعية العمياء لأشخاص وأجندات خاصة قد تحرف البوصلة عن مسارها الحقيقي وتؤثر على مستقبل حركة فتح وتعمل على وأد ماضيها النضالي, وقد شهدت الآونة الأخيرة خطوات عملية في الاتجاه الصحيح إيمانا من القيادة حتى العناصر بمبدأ الديمقراطية فقد جرت الانتخابات التنظيمية في كافة الأقاليم والمكاتب الحركية تحضيراً لانطلاق المؤتمر السابع لحركة فتح الذي من شأنه العمل على تأسيس مرحلة جديدة في مستقبل حركة فتح والتي ستبقى موحدة قوية بأبنائها وقادرة على مواصلة النضال من أجل فلسطين.

اخر الأخبار