خمسون عاما ولازالت المسيرة مستمرة

تابعنا على:   15:01 2014-12-30

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

خمسون عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية ، خمسون عاما على انطلاقة المارد الفتحاوي ، خمسون عاما كاملة على طريق النضال والمقاومة لتحرير فلسطين ، خمسون عاما من الفعل النضالي والسياسي والإعلامي لتحقيق الهدف ، خمسون عاما مرت ولازال الطريق يزداد بعدا ، خمسون عاما دون توقف في طريق كله صعاب وجبال وبحار وأشواك ،، خمسون عاما ذهب خلالها قادة عظام وجند مخلصون باعوا اغلى ما يملكون من أجل هدف سام ،، خمسون عاما والأقصى ينتظر لحظة الوصول ليستريح في ساحاته الجند وينامون ،، خمسون عاما وكل فلسطين تسمعهم من بعيد ويتوقعون أن يقتربوا منهم أكثر ..
لازال المشوار يزداد بعدا والطريق تطول أكثر وأكثر من تحقيق الهدف ، هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ولازالت عيون اللاجئين تسمع ترانيم العودة من قلب كل مناضل حمل سلاحه أو قلمه ، ولازالت كل فلسطين تستمع لأناشيد الثورة التي غنت لكل مدينة وبيت وشارع ، ولازالت تردد " طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحاره وشارع " ، ولازال الشتات الفلسطيني يفخر بهذا الحراك الثوري العظيم الذي تفجر منذ خمسون عاما واتسع للكل الفلسطيني دونما تمييز ، وأصبح للشعب حركة واسعة شاملة تدعو الكل لها ..
حركة التحرير الوطني الفلسطيني لم تكن ابدا حزبا سياسيا محددا ،، ولم تكن أبدا حركة جامدة على قياس أحد مهما كان فكره أو حجمه او مرجعيته ،، ولم تكن فصيلا ضيقا محددا ولم تحمل ايدلوجية تتعارض مع الكل الفلسطيني ،، كانت حركة فلسطينية شاملة للكل الفلسطيني بل والعربي والدولي واتسعت أكثر لتشمل كل محبي فلسطين وعاشقي الحرية .
حركة التحرير الوطني الفلسطيني كانت ولازالت ولم ينافسها أحد بعد أكثر من خمسين عاما مثالا على الديناميكية الشاملة والقدرة على استيعاب الأحداث كل الأحداث ، لم ينافسها أحد في طرحها لشمولية الحل وشمولية التفكير والإبداع ، وقدرتها على التحمل واستمرارية القيادة حتى وإن تعرضت لبعض الانتكاسات وسوء الفهم أو سوء القيادة ، وهي الأقدر على تحمل قراراتها حتى وإن ثبت خطؤها فيما بعد ..
خمسون عاما مرت والكل ينتظر الوصول الى المحطة الأخيرة ولكنها لم تصل ، وهذا سؤال كبير لماذا تأخر الوصول ؟ هل كل تلك السنوات لم تكن كافية ؟ هل كان هناك خلل على مدار الخمسين عاما ولم يتم اكتشافه بعد ؟ أم أن حجم المؤامرة أكبر مما نعتقد مما جعلنا ننتظر طوال تلك المدة ؟
ومع كل ذلك بقيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني تمثل النموذج الحر والذي يخاطب العقل الفلسطيني دائما وأبدا ، حركة تكشف لشعبها كل خباياها وهي الحركة الوحيدة التي من حق الكل الفلسطيني أن يتدخل في شئونها ويعترض عليها أو يتوافق معها ، هي الحركة الوحيدة التي يقول الشعب رأيه مباشرة في قيادتها ، بل الحركة الوحيدة التي تتحمل انتقاد ابناءها لها ودائما تعترف بالتيارات الفكرية بداخلها ما بين اليسار واليمين والوسط ، فلا تجد نفسك غريبا كلما اقتربت منها مهما كانت أفكارك وميولك الفكري او الأيدلوجي .
اليوم يطل برأسه من هناك في رام الله الرئيس الرمز ياسر عرفات – رحمه الله – لتخاطبنا روحه ان سيروا ولا تيأسوا ولا تلتفتوا للوراء كما كان يفعل دائما ، اجعلوا عيونكم نحو الهدف وفقط نحو الهدف ومن يشعر بالتعب ليذهب ويستريح ويرسل ابنه ليكمل المشوار ، ليس المهم كم مضى من الوقت ولكن الأهم لا تفرطوا بحقوقكم وثوابتكم ولا تعترفوا بصعوبة الواقع وتحدياته .
حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " كل التحية لك منذ يومك الأول وحتى الأخير ،، كل التحية والرحمة لأرواح شهدائك جميعهم وعلى رأسهم القائد الرمز ياسر عرفات وكل الشهداء القادة ، والتحية لكل من يحمل الراية وينطلق بها نحو الفجر القادم ..

رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
www.imadfalouji.ps

اخر الأخبار