بالفيديو...البرغوثي: المقاومة الشعبية تتصاعد قدماً نحو انتفاضة حقيقية

تابعنا على:   19:45 2014-12-28

أمد/ رام الله : أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن المقاومة الشعبية تصاعدت بشكل واضح وتتصاعد قدماً نحو انتفاضة شعبية حقيقية وأظهرت مفارقة كبيرة رغم الانقسام الداخلي وأن هناك استعادة لوحدة مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة والشتات والداخل.

وأشار إلى أن ذلك يؤكد أن الاستراتيجية الوحيدة لتغيير ميزان القوى هو جعل الاحتلال مكلفا عبر المقاومة الشعبية الواسعة والمقاطعة وسحب الاستثمارات ودعم صمود الناس وبناء مقاومة شعبية موحدة.

جاء حديث البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده، الأحد بمركز وطن للإعلام حول "حصيلة عام 2014 بالأرقام والإحصائيات، والتحديات المستقبلية أمام الشعب الفلسطيني".

 

مجلس الأمن

وأوضح البرغوثي أن حركة المبادرة اعترضت على المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن لأنه "لايجوز أن يكون الذهاب للمجلس بديلاً أو تعويضاً أو تأجيلاً للذهاب لمحكمة الجنايات الدولية، ولأن المشروع المقدم كان يشمل التجزئة والتأجيل، وهذا يمكن أن تستفيد منه إسرائيل لتكرر ما جرى خلال اتفاق أوسلو".

كما أوضح أن المشروع المقدم "فيه مساواة بين الطرفين عندما يتحدث عن التطلعات المشروعة للطرفين، وفيه قضايا إشكالية تتعلق باللغة فيما يتعلق بالاستيطان والقدس واللاجئين والأسرى والحدود واستعمال كلمات غريبة كالتحريض والإرهاب والعنف".

وأضاف البرغوثي أنه "قيل أن هناك تعديلات لكن نحن لم نر هذه التعديلات بشكل رسمي"، مؤكداً أن الطريق الصحيح سحب القرار وإعادة صياغته والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية بالتوازي مع تقديم مشروع لمجلس الأمن.

 

العدوان على غزة

وعرض البرغوثي تقريراً دقيقاً عن حجم الدمار والإجرام التي ارتكبته إسرائيل خلال 51 يوماً من العدوان على قطاع غزة، أوضح خلاله أنه تم تدمير 96 ألف منشأة معظمها بيوت دمرت بشكل جزئي أو كلي ومنها 18 ألف بيت دمر بشكل كامل، و7 آلاف بيت مسحت عن الوجود، و78 ألف منزل ومنشأة دمرت بشكل جزئي تشمل: 145 مدرسة و8 مستشفيات، 13 مركز صحي، 180 مسجداً منها 71 مسجداً تم إزالتها بالكامل و9 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية خرجت جثامين الأموات منها.

وأوضح أن إسرائيل خلال العدوان قلصت مساحة قطاع  غزة من 360 كيلو متر مربع إلى 180 كيلو متر، أدت للتضييق على مليون و850 ألف فلسطيني وحصرهم في بقعة لا تتجاوز 180 كيلومتر مربع.

وأشار البرغوثي أن حصيلة العدوان حتى اللحظة بلغت 2272 شهيدا 83% منهم مدنيين، واستشهد منهم 85% داخل البيوت، مشيراً إلى أن عدد الشهداء الأطفال بلغ 580 طفلاً، و261 امرأة، و101 مسناً، كما أصيب 11117 مواطناً منهم 3500 جريح سيبقوا معاقين طوال حياتهم.

وعرض البرغوثي مقارنة بين عدد الشهداء الفلسطينين عام 2013 حيث بلغت 38 منهم 27 بالضفة و11 في غزة بينهم 12 طفلاً، في حين ارتفعت الحصيلة عام 2014 بنسبة 61 ضعفاً، فقد استشهد 2324 مواطناً بينهم 52 في الضفة الغربية و 2272 في غزة و592 طفلاً.

وبلغت حصيلة الجرحى عام 2014، 16797 بينهم 5680 في الضفة و11117 في قطاع غز و4420 طفلاً من المجموع الكلي، في حين بلغت الحصيلة عام 2013، 3964 بينهم 3881 في الضفة لغربية و83 في غزة، مشيراً إلى أن عدد الجرحى في غزة عام 2014 كان 133 ضعف عدد الجرحى عام   2013و ان ،25% من الأطفال.

وقال البرغوثي "لو أن حجم العدوان على قطاع غزة حصل في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه سيروح ضحيته 400 ألف قتيل و مليون 934 ألف جريح، أمريكا رداً على أحداث سبتمر شنت 7 حروب ماذا ستفعل لو سقط 400 ألف قتيل".

ونوه البرغوثي إلى أن 91 عائلة أبيدت بالكامل أي شطبت من السجل المدني نتيجة العدوان على غزة، وأن 145 عائلة فقدة 3 أو أكثر من أبناءها، في حين تم تدمير 31 جمعية تخدم 200 ألف إنسان، وشرد أكثر من 520 ألف إنسان من بيوتهم.

 

حجم الأسلحة

وتحدث البرغوثي عن حجم الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في غزة خلال الـ 51 من العدوان، مشيراً إلى أن تعادل 100 ضعف ما استعمل في الثلاث حروب السابقة، فقد استخدم 21 طناً من المتفجرات بما يعادل قنبلتين نوويتين، ويساوي خمس أضعاف الدمار الذي أحدث في مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت قذائف تحتوي على "مواد الدايم والتنجستن واليورانيوم المنضب وهي مواد مشعة ممكن أن تسبب السرطان ومخاطر على الصحة على المدى البعيد"، كما استخدمت إسرائيل قنابل مسمارية وأن أكثر من 11 شهيد ارتقى بسبب انفجار مخلفات الاحتلال.

وعرض البرغوثي خلال المؤتمر صور لبراميل متفجرة قال أنه سلمها للقنوات الأجنبية والعالمية ولكن لم تنشرها لأنها تفضح وتعري الرواية الإسرائيلية حول عدد الشهداء في غزة ويفند ادعاءاتها بأن الفلسطينيين استشهدوا لأن المقاومين استخدموهم دروع بشرية وكذلك عن الأهداف التي استهدفتها إسرائيل، مؤكداً أن استخدام البراميل يهدف لإيقاع التدمير الأوسع وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بحق الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن إسرائيل أحدثت دماراً هائلاً في شبكات المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي، والذي أدى لانتشار العديد من الأوبئة.

ونوه البرغوثي إلى أن سيارات الإسعاف لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية، فقد تم تدمير 36 سيارة إسعاف، واستشهد 22 مسعفاً وعاملاً صحياً، كما تم تدمير 8 مستشفيات، وأن 18 صحفياً استشهدوا برصاص وقذائف الاحتلال خلال العدوان.

كما شنت إسرائيل اعتداءات على مراكز الإيواء حيث تم الاعتداء على 7 مراكز تابعة لوكالة الغوث بالقصف، رغم تقديم المنظمة الدولية إحداثيات المراكز لإسرائيل واستشهد فيها 40 مواطناً وأصيب 240  شخصاً.

 

حقل تجارب

وأوضح البرغوثي أن إسرائيل شنت خلال الثمانية سنوات الماضية أربعة حروب ضخمة في (2006، 2008،2012،2014).

وأشارإلى أن هناك أدلة قاطعة أن إسرائيل ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم تصدر للهند ما مقداره مليار دولار من الاسلحة   هذا العام، قد استخدمت قطاع غزة كميدان للتجارب على أسلحتها المدمرة مرة تلو الأخرى، وأحد أسباب الحروب أن إسرائيل تستخدم قطاع غزة والفلسطينيين كميدان تجارب  لأسلحتها.

 

إعادة الإعمار

وشدد البرغوثي على أن" موضوع إعاة الإعمار كبير، فرغم مرور 4 أشهر على انتهاء الحرب وبعد مؤتمر عظيم ووعود بمليارات الدولار قالوا فيها أن هناك 5 مليارات إلا أنه لم يصل منها إلا 2% واتضح أن 3 مليار منها غير مخصص للإعمار وإنما للنفقات الجارية للسلطة، وبعد كل هذه الشهور فأن 96 ألف منشأة ومنزل لم يتم إعادة إعمار منزل واحد منها حتى اللحظة وهذه جريمة لا يمكن السكوت عليها".

وأكد أن عملية إعادة الإعمار معطلة لأن هناك شروط قاسية فرضت على الأمم المتحدة من قبل اسرائيل ولم يكن يجب أن تقبل بها، مشيراً أنه "حسب الاحصائيات والمعلومات الدقيقة فإنه إذا اعتمد فقط في دخول المواد عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل فإن الأمر سيحتاج إلى 50 سنة حتى لو عملت بكل طاقتها".

وشدد أن تلك المعابر لا تعمل بكل طاقتها وتستخدمها إسرائيل للابتزاز السياسي، مؤكداً أنه "لا يمكن الإعمار بدون ممر بحري وميناء أمن مستقل عن إسرائيل، وبدون ذلك فإن كل عملية الإعمار كذبة كبيرة يروج لها".

 

الوضع في غزة على وشك الانفجار

وقال البرغوثي أن الوضع بغزة على وشك الانفجار نتيجة البطالة التي تصل إلى 100% بين الخريجين الجدد، والبطالة التي تضرب بالقطاع بأسرة من انقطاع بالكهرباء وأزمة في المياه حيث هناك 95% من المواقع في القطاع فيها المياه مالحة لدرجة عدم الاستخدام البشري وإما ملوثة، وكل التقديرات الدولية تقول أنه إذا استمر الحال بالقطاع حتى عام 2020 لن تكون غزة صالحة لحياة البشر، وأن المجاري مدمرة وغير مرممة والآفات تنتشر والفقر شديد وحصار قاتم وحالة انعدام أمن.

 

القدس

وفيما يتعلق بمدينة القدس، قال البرغوثي إنها كانت هدفاً رئيسياً للعدوان الإسرائيلي خلال العام، وأكثر المستهدفين المسجد الأقصى، وأن إسرائيل تعتبر أنها وصلت في عملية الضم والتهويد إلى مستوى يتيح لها الآن الاعتداء على المسجد الأقصى.

وشدد البرغوثي أنه "إذا ضاع المسجد الأأقصى ضاعت القدس وإذا ضاعت القدس ضاعت فلسطين، لذلك كان رد الفعل الشعبي الفلسطيني رائعا ورأينا مظاهرات شعبية رائعة والشبان يذهبوا بالمئات للسجون ولكن لا يتخلو عن القدس، وأن مظاهر المقاومة الشعبية هي التي تحمي القدس رغم القمع الإسرائيلي والحصار والتنكيل".

وفيما يتعلق بهجمات المستوطنين، قال البرغوني أنها تصاعدت، فقد بلغت عام 2013، 94 هجوماً ألحق خسائر من شهداء وجرحى بمجموع بلغ 399 هجوم، وأن عام 2014 وصل العدد 131 هجوماً بمجموع 327 عام 2014، كما أن هذا العام شهد ارتفاع في وتيرة التوسع الاستيطاني بنسبة 140% أكثر مما كان عليه عام 2012.

 

الأسرى

وأوضح أن عدد الأسرى ارتفع من 4763 عام 2013 إلى 6500 أسير عام 2014، وأن عدد الأسيرات ارتفع من 15 إلى 16 أسيرة، وعدد الأسرى الإداريين ارتفع من 148 معتقلاً إلى 500 أسير إداري.

وأوضح أن هذا العام هناك 3 آلاف حالة اعتقال جديدة، وأن من بين الأسرى 28 نائباً في المجلس التشريعي، بالإضافة إلى 182 طفلاً.

 

نجاحات كبيرة لحملات مقاطعة الاحتلال BDS

وفيما يتعلق بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، قال البرغوثي إن هذا العام شهد تعاظماً غير مسبوق فقد نجحت خلال عام 2014 بأن تقرر الكويت مقاطعة 50 شركة تتعامل مع الاحتلال أو المستوطنات وألحق خسائر مالية كبيرة بحقها.

وأوضح أن شركة الحراسة( G4S) البريطانية التي تتولى أنشطة داخل السجون الإسرائيلية أصبحت هدفاً للمقاطعة في العالم بما في ذلك بلدية درم البريطانية التي قررت مقاطعة الشركة، والتي خسرت ملايين الدولارات.

وأضاف أن شركة صودا ستريم عانت من خسائر شديدة واضطرت أن تنقل مصانعها بعد أن خسرت 9% من دخلها نتيجة حملة المقاطعة، في حين شركات مثل فوليا وألستم خسرت مليارات الدولارات نتيجة إنشائها لقطار القدس بما يخرق القانون الولي، ومؤخراً خسرت عقود بـ 4 مليارات دولار في بوسطن و750 مليون دولار في الكويت.

وأضاف البرغوثي أن شركة البت وهي إسرائيلية خسرت مؤخراً بعد أن تم التعاقد معها من مقاطعة برازيلية نتيجة ضغوط حركة المقاطعة في البرازيل خسرت الشركة عقداً بـ17 مليون دولار.

وأشار إلى أن الجامعات في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا تتصاعد فيها حملات المقاطعة والمساندة مع فلسطين، فخلال 2014 كان هناك 90 حملة داخل جامعات أمريكا بما يعادل ضعف ما تم من حملات عام 2013 وأن هناك عدد كبير من الكنائس والجامعات والنقابات تقاطع إسرائيل.

وعلى صعيد حركة المقاطعة المحلية عام 2014، قال البرغوثي "نجحنا في تحقيق نتائج غير مسبوقة وخلال العدوان على غزة بشكل خاص ارتفعت حركة المقاطعة وأدت لانخفاض المبيعات الإسرائيلية بنسبة 60% وارتفع بيع المنتجات الوطنية بنسبة تتراوح بين 20-40%.

وأوضح أن أكبر التأثيرت التي حصلت نتيجة حركة المقاطعة وصمود المقاومة في غزة ونتيجة خسائر  الاقتصاد الإسرائيلي، ولأول مرة منذ 10 سنوات انخفض الناتج المحلي الإسرائيلي الذي كان يصل إلى 4-7% نمو سنوي إلى ناقص 0.5% وهذا يؤدي لانخفاض الشيقل وتم تخفيض مرتبة الاستثمار لإسرائيل في العالم.

 

المصادرة والهدم

وأشار البرغوثي إلى أن 2014 شهد تصاعد في مصادرة الأراضي وهذا خطير جداً لخدمة الاستيطان، كما شهد تصاعد في عمليات هدم المنازل.

وأكد البرغوثي أن ما جرى عام 2014 يجعله العام الأكثر دموية وإجراماً في تاريخ إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وداخل أراضي عام 1948.

وأضاف "في أذار انهارت ما سميت بالمفاوضات التي قامت أصلاً على أساس غير صحيح بدون وقف الاستيطان واعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه المحتلة، ونتيجة التعنت الإسرائيلي المبيت وخرق ما تم الاتفاق عليه من الإفراج عن دفعة الأسرى".

وأكد أن التصعيد بدأ بشكل خطير جداً  في شهر أيار من عام 2014 حيث اتخذ الاحتلال قرارا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المشاركين بالمظاهرات السلمية واستشهاد كلاً من نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر وبعدهم محمد دودين وما جرى في القدس من إجرام وتنكيل واختطاف وحرق الطفل محمد أبو خضير، وكذلك ما جرى للطفل طارق أبو خضير الذي يحمل الجنسية الأمريكية في القدس .

وأضاف أن 2014 شهد مظاهرات شعبية هي الأكبر في تاريخ المقاومة الشعبية السلمية في هذه الفترة، كما حدث ليلة القدر في رام الله والخليل وما ارتكبه الاحتلال من جريمة بإطلاق النار على المتظاهرين، حيث أصيب 211 بالرصاص الحي في رام الله خلال ثلاث ساعات، وأكثر من 111 في الخليل واستشهد في اليوم التالي 12 مواطناً برصاص الاحتلال.

وأكد أن ما شهده العام 2014 هو مظاهر انتفاضة تختلف عن الانتفاضات الثلاث السابقة وأن عزلة إسرائيل تتعاظم بشكل غير مسبوق.

وطن للانباء

اخر الأخبار