مؤتمر اقليم نابلس .... روح فتحاوية عائدة

تابعنا على:   12:10 2014-12-28

جهاد حرب

انتصب أعضاء مؤتمر حركة فتح اقليم نابلس وقوفا على الحان اغنية "طل سلاحي من الجراحي" ، شيبا وشبابا، منهم من كان يسمعها على امواج صوت الثورة الفلسطينية سرا في الارض المحتلة ، ومنهم من شارك في الهام كاتبها بمشاركتهم باعمال الثورة، زمنهم من سمعها بعد علانية بعد انشاء السلطة الفلسطينية ومنع الحظر غلى اغاني الثورة الفلسطينية في الاراضي المحتلة. وجميعهم يحفظ هذه الاغنية  لاشتراكها بأمرين ؛الاول: المقاومة المسلحة لحركة فتح. والثاني: التضحية من اجل الهدف " دربي مر دربك مر ... ادعس فوق ضلوعي ومُر" وتلك هي فكرتهم وجامع وحدتهم.

تشاهد في مؤتمر اقليم نابلس الاجيال المتتابعة لحركة فتح المتنوعة في التجارب وساحات العمل الوطني والتنظيمي، كما تلحظ التنوع الملاصق لهذه المحافظة بمدينتها ومخيماتها وريفها، والمفاصل المختلفة في كل تقسيم ديمغرافي كما هو الجغرافي.  هذا التنوع اكسب مؤتمر هم نكهة الاختلاف الفتحاوية؛ فتجد مقاتلي السبعنيات ومناضلي الثمانينات وشباب التسعينيات من القرن الماضي في تفاعل خلاق حول مستقبل حركتهم وقدرتها على حَمْلِ المسؤولية واعبائها، وان كان الاختلاف على اختيار الاشخاص  المرشحين لحملها وهي مسألة لا حرج فيها بل هي سنة كافة الاحزاب في انتخاب شخوص قياديتها من المؤتمرات القاعدية أو  العامة.

لكن ميزة مؤتمر اقليم نابلس عام 2014 التفاعل الكبير  لأعضاء المؤتمر سواء خلال افتتاح المؤتمر  أو بكثافة التصويت الذي وصل الى حوالي 90% من مجمل اعضاء المؤتمر ( أي 1800 مقترع من حوالي 2100 عضو)،  والتقاء كادر كبير من حركة فتح في محافظة نابلس بعد انقطاع سنوات عديدة أكثر من 14 عاما غلبت حينها هموم الحياة وهوامش الطرق وخلاف الرأي والاجتهاد. وهي بالتأكيد دليل صحة وعافية في جسد الحركة التي تقود الحركة الوطنية ومشروعها.

تشعر  خلال التنقل بين حلقات النقاش سواء خلال جلسة الافتتاح أو  في ساعات الاقتراع، وإن لم يكن النقاش يتعلق بشكل جوهري بالبرنامج السياسي للحركة بل بأشخاص الناخبين، كأنك تعود لسنوات الهمة والافتخار، أو كما يقال سنوات العز  التي شهدتها الحركة. أو لعلاقات حفرتها زمالة الزنزانة أو الأسر أو ايام المطاردة في الانتفاضة الاولى والثانية، والتضحية والعطاء.

في مؤتمر  الشهيد زياد ابو عين ترى فتح من جديد وكأنها اعادت احياء ذاتها أو  كأنها تشير  لمنطق جديد على الاقل في محافظة نابلس أو أن كوادرها في هذا الاقليم، بوعي أو دون وعي، يشكلون حالة الانبعاث مع حلول الذكرى الخمسون لانطلاق حركتهم، أو أنهم يبعثون رسالة مفادها المسؤولية امانة بغض النظر عن الفائزين الجدد في لجنة اقليمهم في مؤتمرهم الثالث ومن اي "تحالفات" كانوا، حيث كتبت هذه المقالة قبل ظهور اية نتائج لانتخاباتها أو ردود افعال اقطابها. وكطبيعتها نابلس لا تسمح لاحد بالظفر بالفوز وحدة دون مشاركة الاخرين أو تمثيل لتنوعها الديمغرافي والجغرافي والتحالفات العابرة لهما.

اخر الأخبار