نسألك التوضيح يا دكتور

تابعنا على:   20:06 2014-12-27

كتب حسن عصفور/ من بين التصريحات المتتالية لكبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات، أوقفني تصريح يوم أمس لإذاعة فلسطين في الفترة الصباحية، جاء فيه بأن الطلب الفلسطيني لن يتراجع ولكن لا نعرف بعد متى سنتقدم به زمنيا، وهو ذاته أعلن قبل ساعات من انعقاد لجنة المتابعة العربية في الدوحة بأن الطلب سيتم تقديمه في نهاية شهر يوليو – تموز، تصريحان يحملان البعد الإجرائي، وما كان بهما ما يثير أي ريبة سياسية لو أن التصريح الثاني لم يأت على تحديد زمن لتقديم الطلب.. ولكن ما جاء لاحقا لفتح الفترة الزمنية وإلغاء تحديد تاريخ محدد لتقديم الطلب وتركه مفتوحا، يعيد التساؤل لماذا هذا الكلام..ماذا يعني عدم وجود زمن محدد للتقديم..

أسئلة كثيرة جدا يفتحها هذا التصريح الغائم والعائم والغامض إلى درجة إدخال الريبة في عدم إمكانية أن يكون أيلول هو الموعد المحدد لتقديم الطلب، وكأن المسألة التي يجري البحث عنها وفيها هو كيفية العمل على تجنب الذهاب إلى الأمم المتحدة، وليس ترتيب كل الأوراق لخوض معركة سياسية أشمل من كون الاستحقاق القادم عملية إجرائية، فما بعد أيلول سيكون ليس كما قبله، وفقا لما سيكون، هذا هو الأصل في البحث والعمل، والترتيبات التي تجري اليوم هي ترتيبات باتجاه واحد كيفية الذهاب وهل بالإمكان التخلي عنها مقابل وعد أو وعود تريح الكل من 'مأزق الفيتو' وفقا لما يراه عزام الأحمد ..

المشكلة التي يمكننا لمسها أن هناك بعض الإرباكات تسود الموقف السياسي الفلسطيني في القضية الأبرز على جدول أعماله، فمن يرى بضرورة عدم الذهاب من الأصل، والبعض يعتقد أن النتائج في حال تأييد الطلب الفلسطيني لن تؤدي لتغيير على الواقع القائم سياسيا، وآخرون يبحثون ليلهم ونهارهم بكيفية الخلاص من هذه ' الورطة' التي وجدوا أنفسهم بها، في حين غالبية الشعب الفلسطيني يراها معركة سياسية تستحق الفعل والإقدام، بل إن التساؤلات تقود إلى البحث عن خطة عمل ورؤية أشمل للقضية الإجرائية التي يتم 'حشر' المسألة بها، وكأنها نذهب أو لا نذهب فقط، رغم أن المعركة الحقيقية ستكون فيما بعد الإجراء سواء تم القبول أم لم يتم، فلن تنتهي القضية هنا ومن ثم يسود القول 'كفانا الله القتال'.. الحقيقة التي لا يتم التعامل معها كما يجب أن يكون هو ما هي رؤية القيادة الفلسطينية لما بعد عرض الاستحقاق، وليس نذهب أم لا نذهب فهذه قضية باتت محسومة والتراجع عنها بأي ذريعة أو خديعة سيكون نكسة سياسية تفوق بردة فعلها ما كان بعد تقرير غولدستون، وسيمنح إسرائيل تفوقا سياسيا بلا حدود، ولذا بات من مسؤولية المجلس المركزي بعد غد الأربعاء 27الحالي، البحث أيضا فيما بعد الخطوة، خطة ورؤية ومواقف وكيفية التعامل مع كل ما يمكن أن يكون..

تلك هي الغائب الأكبر فيما يتم التعامل معه، ولذا يأتي تصريح الدكتور صائب ليفتح بابا مواربا لرؤية ما يتم العمل عليه في بعض الدوائر، بأن المسألة لم تنته بعد ولم تأخذ قرار الحسم المطلق في تاريخ تقديم طلب فلسطين، كلام يفسر أن التردد هو 'سيد الموقف'، تردد يشكل خطرا لا يجب الاستهتار به، ويبدو أنه يكشف لماذا لا يتم دراسة ما يجب أن يكون بعد الاستحقاق وليس قبله..

 

ملاحظة: الفرحة لنجاح طلبة التوجيهي لم تكن موحدة في بقايا الوطن.. غزة فرحت قبل الضفة بساعات..حتى الفرحة الوطنية أرادوا تقسيمها.. أي مسؤولية تلك التي نرى ونعيش..

تنويه خاص: يجدد عزام الأحمد كلامه المثير، فرغم توضيحاته المتتالية عن تصريح مدو.. ها هو يقول إنه غير راض عن أداء لجنة فتح المركزية..لكنه لم يحدد لماذا وأين وكيف وووووو...

تاريخ : 25/7/2011م  

اخر الأخبار