من قتل 'جوليانو' ؟

تابعنا على:   19:57 2014-12-27

كتب حسن عصفور/ نجحت حركة 'حماس' وبسرعة وضع يدها على قتلة المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني، وقتل من قتل من قتله سيبقى رمزا لتحدي الحصار وسجن من سجن ، وبلا أدنى شك هو مكسب أمني هام يسجل لحركة حماس وقواتها الأمنية ، رغم أن النتيجة قتل اثنين من المشتبه بهم كونهما قاوما الأمن واختارا الموت على السجن ، نهاية أملنا أن تكون ختامها القضاء والنيابة ، ولكن ما حدث ليس بحدث عابر ، ورغم أن قتل المتضامن الإيطالي قد يربك حركة التضامن الدولي لكسر الحصار الإسرائيلي لأهل قطاع غزة ، لكن نجاح حماس السريع بمعرفة القتلة وإلقاء القبض على بعضهم قد يخفف من ردة فعل سلبية لو تواصل غياب القتلة عن يد العدالة ..

لن يعود أريجوني ثانية لغزة ، لكن روحه قد تساهم في تغيير شكل العلاقة بين حماس وأهل القطاع ، وأن تكون الرسالة واضحة أن التشدد مع خصم سياسي كفتح وقوى أخرى ، والتساهل مع حركات يشكل التطرف منهجا لها ، لا يخدم سيطرة حماس بل سيشكل رسالة عدم أمان وأمن للمواطن الفلسطيني وللدور المستقبلي في كيفية إدارة الحياة العامة ، رغم سرعة الوصول إلى مرتكب الجريمة، فالأمن يبدأ من منعها وليس ملاحقة من فعلها خاصة أن جهة التنفيذ تحت 'السيطرة الأمنية' لقوات 'حماس' ،وهو ما يجب أن يكون درسا قد يساعد في إعادة طريقة التفكير في أسلوب التعاطي مع مختلف القوى لاحقا، وعلها تكون فائدة تقدمها روح أريجوني الصاعدة من أرض غزة ..

وفي مفارقة أمنية غريبة، مع تمكن 'أمن حماس' الوصول لقتلة أريجوني ، يخرج مسؤول أمني فلسطيني في الضفة الغربية ليخبر الشعب بأنهم ما زالوا يبحثون عن من قتل المخرج الفلسطيني بجوازات متعددة مير صليبا خميس، والذي قتل في وضح النهار في مخيم جنين ، الرجل الذي اختار طريق خدمة فلسطين عبر مسيرة تغيير أداتها تدريب الروح من خلال فن المسرح لمقاومة المحتل وبناء الإنسان الفلسطيني ، اختار مخيم جنين ليكون حله ومقامه ، ولكن الحقد الأسود وصل إليه واغتالته يد جبانة منذ أسابيع ، الأمن الفلسطيني في الضفة ما زال يبحث عن القاتل ،رغم مضي زمن طويل على قتل ابن الأرض الفلسطينية وابن المناضل صليبيا خميس .. وبعد أن تسربت أنباء منذ فترة عن اعتقال من قتل خنيس وشعرنا يومها أن العدالة ستعيد بعض حق عام للشعب الفلسطيني ،ها نحن نسمع أن البحث جار عن قتلة أو قاتل مير..

لا شك أن الأسئلة عديدة ستبرز من مفارقة الأمس حيث تمكن 'حماس' من الوصول لقتلة إيطالي وخلال أيام معدودة ،بينما مازال البحث جاريا عن من قتل مير خميس.. سؤال في رسم الحكومة وقيادة البلد متى يمكن معرفة القاتل أو القتلة .. هل سؤال كهذا يبدو غريبا ، ربما ، ولكن بعد معرفة من قتل أريجوني لا يبدو كذلك ..

ملاحظة: مع التقدير لنجاح أمن حماس الوصول إلى قتلة أريجوني .. لكن مطلوب أيضا معرفة لما قتل الرزاينة داخل سجن لحماس.. الأولى لا تصادر الثانية..

تنويه خاص: ما نشرته الواشنطن بوست الأمريكية عن مساعدات أمريكية للمعارضة السورية وقنوات فضائية ومؤسسات إعلامية ،عبر منظمات غير حكومية قد يفتح نقاشا واسعا عن أهداف أمريكا من حقيقة دعم كهذا في بلادنا.. سؤال برسم من يرغب التفكير ..

تاريخ : 20/4/2011م  

اخر الأخبار