
يا شماتة "نتنياهو" فينا
خالد معالي
التفجيرات التي حصلت مؤخرا في لبنان وسيناء، وراح ضحيتها أناس أبرياء، وكذلك التفجيرات التي تحصل أو ستحصل في بقية المنطقة العربية؛ تشير إلى أن المنطقة ستشتعل قريبا بحرب أهلية طاحنة لا يعلم مداها إلا الله، ويا لشماتة "نتنياهو" فينا!.
يشمت، ويفرح "نتنياهو" ويبتهج كثيرا عند رؤيته جنود مصريين يقتلون، ويسر كثيرا لرؤيته قتلى في الضاحية الجنوبية في لبنان؛ لأنه وبكل بساطة يعتبر كل المسلمين أعداء له، سواء كانوا من إيران أو مصر، أو سوريا. "نتنياهو" يستثمر أي قضية خلاف عربية أو إسلامية لصالحه بتعميقها وتقويتها.
ما يوجع القلب والعقل معا؛ هو نجاح "نتنياهو" ومعه الغرب بتفريق المسلمين لطوائف، وتيارات متناحرة، ولسنة وشيعة، فكلنا مسلمين ولا يجوز أن نتفرق، فالفرقة تبقي يد دولة الاحتلال هي الطولى، لتصول وتجول كما تشاء.
أيا كان من يقف خلف التفجيرات الأخيرة؛ هو لا يخدم الإسلام ولا القضية الفلسطينية؛ بل يخدم الاحتلال؛ لأنه بكل بساطة يقتل ويستبيح الدم، بغير ما أحله الله، وهناك طرق أخرى كثيرة سليمة وغير عنيفة يمكن العمل من خلالها لإبراز أي قضية وتحقيق نتائج مرجوة منها، لا تصل حد القتل والعنف الغير مبرر على الإطلاق.
كنا نتمنى أن يسقط القتلى والجنود شهداء خلال مواجهة أو حرب مع الاحتلال؛ وليس خلال داحس والغبراء، وتمزيق بعضنا البعض، شر ممزق، ونصبح فرجة لدول وشعوب العالم، يضحكون على جهلنا وتخلفنا.
في ظل التعقيدات التي تحصل في المنطقة العربية؛ صار الحليم حيرانا. سهل جدا على طرف ما أن يفبرك أحداث وقصصا كثيرة؛ وكل جهة تتبنى عمل ما بشكل أو آخر؛ وقد تكون هي فعلا أو غيرها من قام به؛ ولكن بالإجمال العنف والدم والقتل والتفجيرات وقتل الناس الآمنين لا يخدم أية قضية؛ بل يخربها ويعطلها.
خطأ قاتل يحصل في منطقتنا العربية، بان يتحول الصراع مع الاحتلال والاستعمار؛ الى صراع ما بين سنة وشيعة، وصراع ما بين قوى سياسية معينة مع قوى أخرى، وتكون اللغة المتعارف عليها بينهم هي لغة الدم؛ بدل لغة الحوار والتفاهم؛ فهذا ضرب من الجنون واللاعقلانية، والسير نحو الهاوية بسرعة.
من حق أي دولة في العالم ان تبحث عن أسباب القوة؛ وهو ما ينطبق على دولة إيران؛ بالمقابل أين نحن العرب من أسباب القوة والعزة؛ ألسنا نهدر أموالنا بلا طائل! ونفتش عن عيوب بعضنا البعض! ونقتل بعضنا البعض! ونزيف ونفبرك الحقائق! ونتراجع سنوات للخلف! فيما دول العلم تبحث عن أسباب القوة والمنعة، والتقدم والازدهار.
دولة الاحتلال هي حالة تاريخية طارئة، وخلل مؤقت في الجسم العربي والإسلامي، سيزول سريعا؛ ولكن بالمقابل لن يزول هذا الخلل ما دامت الصراعات والخلافات تشتعل بين بعضنا البعض؛ ولذلك وجب أن تتوقف الصراعات والخلافات، ونعمل لذلك عبر جهود الأوفياء والشرفاء؛ حتى نتفرغ، ونقرب ساعة رحيل الاحتلال. فهل نحن فاعلون؟!