
توريث بنكهة حمساوية..!
كتب حسن عصفور/ يبدو أن تبعات صفقة شاليط لم تنته بعد، فكل يوم يمر نسمع جديدا عن ما بها، وتبرز من حين لآخر بعض من تطبيقات لم تعلن قبل الصفقة أو بعدها، وكأن المطلوب كان فقط أن يرى الناس الصورة المشرقة فحسب، وأن تبدو الصفقة بلا أي انحناءة من قبل حركة حماس، وكما قيل سابقا فالأيام كفيلة بكشف كل ما بالصفقة ولها، فلا يوجد أسرار في عالم اليوم يمكنها أن تدوم طويلا، ولكن من ارتدادات الصفقة ما ليس منها مباشرة، فمثلا بات قائد كتائب القسام الفعلي أحمد الجعبري نجما إعلاميا وحاضرا في وسائل الإعلام صوتا وصورة، وهي مسألة كانت إلى وقت قريب من المحرمات، بل إن حماس حاولت أن تجعل من تغيبه عن الإعلام وكأنه فعل مقدس، أرادت أن تجعل من غيابه حالة مقاومة، رغم أنه ظهر علانية في أوقات سابقة وخاصة بعد فوز حماس بالانتخابات، ولم يكن سريا على الاحتلال، ولكن مستوجبات 'الإثارة' أرادت أن يكون ذلك التعتيم الإعلامي، وكانت الصفقة التي قيل بأنه بطلها،فرصة لظهوره وتقديمه بشكل جديد، بعد أن تمت إزاحة الزهار عن الوفد المفاوض إثر خلافات مع مشعل ونقده العلني لمواقفه وسياسته فيما يخص المواقف التي أطلقها يوم توقيع المصالحة في القاهرة، لجهة فترة السماح التفاوضي للرئيس عباس لمدة عام، والإقرار بدولة على حدود 1967.. فهل ظهور الجعبري شكلا من أشكال 'توريث سياسي' لمرحلة جديدة.. سؤال يلح بقوة على المشهد الحمساوي في المستقبل..
ولكن هناك ما هو مثير بطريقة تختلف عن 'دور الجعبري القادم'، خبر نشرته وسائل إعلام أردنية خلال استقبال الأسيرة المحررة أحلام التميمي في مطار عمان، انتظرها والدها وشقيقاها وزوجة الأسير القسامي إبراهيم حامد، ورافق الأسيرة الشاب عبد السلام إسماعيل هنية، ابن رئيس المكتب التنفيذي لإدارة حماس في القطاع، وتكتمل غرابة الخبر بسبب وجود الشاب هنية، بأنه حضر مكلفا من والده لتسليمها ''درع البطولة''، هكذا وبكل بساطة يتم إرسال شاب بلا صفة رسمية في صفوف حماس أو مكتبها التنفيذي الحاكم في القطاع، سوى أنه يعمل في الجانب الرياضي.. لنتخيل مثلا أن الرئيس محمود عباس أرسل أحد أبنائه ياسر أو طارق ليقوم بتسليم الأسيرة المحررة وسام القدس أو أي نجمة بمستوى الوسام وظهر بجانبها في مطار عمان أو مقر إقامتها، ماذا سيكون رد فعل إعلام حركة فتح أولا، والقنوات العربية ثانيا والإسرائيلية ثالثا وإعلام حركة حماس وتحالفها في تيار 'الإسلام السياسي' المنتعش جدا هذه الأيام لأسباب لها زمن التوقف أمامها، لنتخيل الكلمات والمقالات والحبر الذي سيسال تنكيلا بالرئيس ، سيقال به ما لم يقله 'مالك في الخمر'، ستبدأ بأنها خطوة استخفافية بالأسرى وحريتهم وأنها دليل على أن القضايا الوطنية يتم التعامل بلا حساسية .. كلام لن يبقي مجالا للرد.. وقد يغطي حدث كهذا على الصفقة ذاتها..كونها ستكون تكريسا للتوريث الذي لفظته الشعوب العربية..
أما أن يكون الشاب عبد السلام ، لحسن حظ الشعب الفلسطيني ابنا لقائد بارز جدا من حماس، فتلك حالة لا تثير الإعلام ولا تشكل شكلا من أشكال 'التوريث المنبوذ'، فعلة مشينة ومعيبة تمر دون أن يراها المصابون بحول الرؤية وكذب الكلام ونفاق الموقف، أن يرسل هنية ابنه لا يشكل استخفافا عند كتاب الزفة هذه الأيام.. أليس عيبا ألا تتوقف حماس أمام هذه الفعلة التي لا تليق بمكانة الأسيرة أحلام، ألم يكن بالإمكان أن يأتي مندوب غير الابن البار ( بالمناسبة هو شخص لطيف جدا على المستوى الشخصي والاجتماعي، وله صلات مكثفة مع بعض قادة فتح في المجال الرياضي)، ألم تكن أحلام تستحق أن يحمل لها الوسام الخاص شخصية سياسية حمساوية مرموقة كم كان إلى قطر، وهناك من يحضر إلى الأردن منهم.. ولكننا أمام ظواهر مستحدثة فلسطينيا بأسماء مستعارة لعشق السلطة والتسلط..
الشعب يريد الاعتذار ياحماس على هذه الفعلة..
ملاحظة: إسرائيل قالت إن الدفعة الثانية ستكون لإطلاق سراح 'الجنائيين واللصوص'، بينما ذكرت حماس عكس ذلك.. لماذا لا تنشر الصفقة كاملة.. هل بها ما يعيب أو يمنع النشر..
تنويه خاص: تركيا تتعرض لحملة أمنية مضادة عقابا لها على موقفها من تل أبيب.. هل ينتبه بعض المختلفين معها عربياعلى عدم التورط..
تاريخ : 20/10/2011م