تصريحات مثيرة جدا..

تابعنا على:   18:57 2014-12-21

كتب حسن عصفور/ كثيرة جدا التصريحات الفلسطينية هذه الأيام، بعضها يثير وسائل الإعلام أن احتوت 'نميمة' سياسية أو شخصية، أو نثرت برائحة 'الفتنة' وتكريس الانقسام، وبعضها يمر مرورا عابرا كأنه سحابة صيف، ولكن ما أثاره السيد توفيق الطيرواي عضو مركزية حركة 'فتح' ومسوؤل ملف التنظيمات الشعبية يوم أمس من خلال إحدى الصحف العربية، يستحق التوقف في أكثر من عنوان، تبرز منها مسألتان وهو القول بما تهربت منه أوساط عديدة من التحديد الدقيق بخصوص المصالحة الفلسطينية، فقد أوجز الطيرواي المسألة بما هي فعلا، دون رتوش أو عبارات رنانة جدا تشيع الكذب والوهم، فوصفه أن ما جرى ليس 'مصالحة بل مصافحة' يشكل اختزالا واقعيا جدا للحال القائم منذ ما يقارب الأربعة شهر بعد توقيع الوثيقة في القاهرة، ومنذ تلك اللحظة وكأن الطرفين ارتضيا الانقسام بصورة جديدة ، كل منهما ارتضى التعايش والاكتفاء بالقائم، وكل بحساباته الخاصة، سياسية أو تنظيمية، مشاكل أو تحالفات، وقد كشف الطيرواي أن 'المصالحة لا تزال بعيدة لاسباب تنظيمية'، وأن مسألة رئيس الوزراء ذريعة لا أكثر..

قد تعيد هذه التصريحات كيفية تناول قضية الانقسام بسؤال لم يرد الجواب عنه، بعد أن انكشفت النوايا بأن المصالحة وإنجازها ليست 'هدفا سياسيا' لطرفي الأزمة، بل إن كلا منهما يبحث عن ما يكفل تعزيز الافتراق وليس الاقتراب، ويتلاعب كل منهما بالزمن عله ينتج 'أوراقا' تساعدهما في 'الخروج من مأزق التوقيع'، فمن ينتظر نتائج أيلول ومستحقاته وكيف ستدور عجلة العلاقات الدولية، ومن ينتظر نتائج حراك تأتي بتيار سياسي يساعد طرفا في فرض كلمته وتحكمه، والقول بهذا ليس 'اختراعا' بل هو ترجمة لما يدور من فعل، خاصة أنه لم يتم تحقيق أي مسألة يمكن الاعتداد بها، حتى قضايا' حسن النوايا' لم ير منها المواطن ما يغلق فمه أو يسكت قلمه عن النقد لمسيرة مضحكة اسمها 'حوار' التصالح.. والشاهد ما تم في لقاء القاهرة الأخير من توافق على بعض التطبيقات.. ولكنها لم تأت، ربما ستكون ضمن 'رزمة العيد' ..

أما القضية الثانية والتي يجب على النائب العام وفقا لمسؤوليته الوطنية متابعتها بكل الاهتمام والجدية، ما قاله الطيرواي بخصوص قضية 'اغتيال الزعيم الخالد أبو عمار'، حيث تحدث بنفي التقرير الذي تم تسريبه من بعض الأوساط الفلسطينية لاتهام محمد دحلان باغتياله، تقرير قدم خدمة نادرة لدولة الاحتلال، ومنحها براءة مجانية حكمها الحقد الأعمى والكره الأسود وضحالة الرؤية وانعدام القدرة على إدارة المعارك، تقرير نشرته وسائل إعلام من كل حدب وصوب، بعضها مواقع إعلامية رسمية معروفة تماما، نشرت تقرير الاتهام دون تفكير لثانية أنه تقرير لا يبحث عن الحقيقة بقدر ما يريد تزويرها، ولذا ما تحدث به توفيق الطيرواي بصفته رئيس لجنة التحقيق في اغتيال الزعيم وتبرئة دحلان منها، يحتاج إلى تدخل سريع من النائب العام الفلسطيني للكشف أولا عن 'صاحب التقرير – الخديعة – المدسوس' وإجبار كل المواقع التي نشرت 'تقرير الخديعة' على نشر أقوال الطيرواي باعتبارها الحقيقة التي تبقي باب ملاحقة دولة الاحتلال قائما..

هل يمكن للنائب العام القيام بأحد أهم واجباته المهنية في حماية الوضع الداخلي من 'مجموعة تبرئة إسرائيل من دم ياسر عرفات' ونشر الكذب لصالح طغمة فاشية إسرائيلية .. هل يكون ملاحقة من يعمل لصالح العدو بهدوء  شديد وتحت 'ستائر وطنية'.. مسألة برسم مكتب النائب العام الفلسطيني.. وليت بعض من أعضاء المجلس التشريعي يتابعون تلك الأقوال بما يستحق من اهتمام سياسي – أمني..

 

ملاحظة: تصريحات أبو ردينة ردا على نجاد قد لا تكون في مكانها.. ليس تأييدا لقول نجاد، لكن تلك مهمة غير السلطة الوطنية..

تنويه خاص: سيف المال والسياسة لا يزال مشرعا فوق أرض فلسطين.. الحذر واجب ممن ينتمي لوطن وشعب له قضية..

تاريخ : 27/8/2011م  

اخر الأخبار