بعض من 'أموال دعم التدخل الخارجي' لليونيسكو..!

تابعنا على:   18:42 2014-12-21

كتب حسن عصفور/ ليس بخافيا أن الولايات المتحدة أرادت عقاب منظمة اليونيسكو على قرارها بتصحيح المسار المخطوف منذ 63 عاما بقول فلسطين دولة عضوا كامل العضوية، عقابا بوقف التمويل الأمريكي وفقا لقانون تشريعي للكونغرس يقضي بوقف أي تمويل لأي مؤسسة تعترف بفلسطين، والمبلغ وفقا لما يقال يقارب 70 مليون دولار سنويا، وسبق لواشنطن أن أوقفت تمويلها لليونيسكو وغابت عن المشاركة ما يقارب الـ20 عاما، واستمرت المنظمة ولم تنته ولكن الخاسر كان الغائب..

ولأن الفعل الأمريكي مرة ثانية ومعها دولة الكيان الاحتلالي جاء رفضا لموقف تجاه القضية المركزية للأمة العربية حسب ما يقال حتى تاريخه، وما دامت بلادنا تشهد حراكا تحت شعار الانتهاء من الاستبداد والفساد، وتقف مجموعة دول عربية خلف هذا الشعار بقوة مع بعض أطراف المعارضة مالا وتسليحا، بل إن قسما منها يعتقد أن 'التدخل العسكري الخارجي – الأطلسي' هو 'الحل المطلوب'، وهي على استعداد لتمويله بما يجب، وسبق لها أن قدمت ملايين وربما مليارات لإسقاط العقيد القذافي بالتحالف الأطلسي، بينما هناك من يقدم ملايين من الدولارات لبعض القوى السياسية لاستكمال المهمة، ولا نريد أن نقف الآن عن غايات ذاك التمويل، وهو بالقطع ليس 'عملا خيريا' بل حسابات سياسة مطلقة..

ولأن المسألة التي نريدها هو كيف يمكن أن نطالب الجامعة العربية التي لا تنقطع عن اللقاءات للتحضير لعمل ما ضد سوريا تحت أقنعة مختلفة، بأن تعقد جلسة خاصة واحدة بحضور كبار العرب هذه الأيام، لمناقشة كيفية تعويض إيقاف التمويل الأميركي لليونيسكو، وهو مبلغ يعتبر أكثر من 'تافه' في ظل فتح 'الأرصدة لدعم ما يجري'، وليكن ذاك التمويل تحت شعار إنهاء الاستبداد الأمريكي ضد المؤسسات الدولية التي تعترف بفلسطين دولة كاملة العضوية.. هذه المؤسسات أكثر حاجة وأولى كثيرا بالدعم المالي من دعم قوات الأطلسي أو قوات غيرها للخلاص من 'استبداد الحكام'، ومع ذلك لا نضع هذه مقابل تلك، ولكن تصويبا لمسار آلية الصرف العربي غير المحدود هذه الأيام، تعيد بالذاكرة تلك المليارات التي أنفقت لتوريط العراق بحرب ضد إيران، بهدف كسر شوطة البلدين، ثم تمويل الحرب في أفغانستان تحت شعار 'نصر الإسلام' وصل الرقم آنذاك ما يقارب 18 مليار دولار، ذهبت لتدمير بلد وتعزيز وجود عسكري أمريكي ولم يستفد منها 'الإسلام' بسنت واحد.. بل ربما نتج عنها من أفعال ما ألحق تشويها بصورة الإسلام والمسلمين..

التذكير بهذه المسألة لتعويض الإيقاف المالي الأميركي ليس بابا لمنع 'تمويل' من يراد تمويله، ولكن من أجل تركيز بقعة ضوء على قضية تستحق أن تكون ضمن أولويات العرب وجامعتهم، وهي ليس منحة لفلسطين بل لتعزيز صورة العرب وتحسين صورة ومكانة لهم في العالم، فغيابهم عن التعويض مع الصرف اللامحدود على ما يحدث، لن يمنح حكام صورة مشرقة لدى شعوب العالم.. بل وستكون بابا قد يثير مشاعر شعوب العرب لملاحقة من لا يساهم في التصدي ماليا لاستبداد واشنطن ضد فلسطين..

 

بعض المال لليونيسكو لن يفقر دولا تختزن من الثروات ما يفوق التصور، وبضع عشرات ملايين  لن تحيد الطريق في استكمال 'المهام الجديدة'.. ليكن ذاك الدعم تحسينا لصورة الغرق بالأطلسي ومخططاته فقد يتم غض الطرف .. وليت فلسطين قبل أن تتنازل عن رئاسة دورة الجامعة العربية لدولة قطر في هذه المرحلة، طلبت تسديد فاتورة وقف التمويل الأميركي لليونيسكو...

ملاحظة: السيد إسماعيل هنية أول رئيس وزراء من حماس يقول إن المصالحة تسير ببطء شديد.. وصف صحيح، ولكن لم يخبرنا بحكم موقعه ومكانته أسباب ذلك البطء..

تنويه خاص: الحملة على ياسر عبدربه من أوساط فتح يبدو أنها ستصل إلى مبتغاها..

 

تاريخ : 14/12/2011م  

اخر الأخبار