القرضاوي واكتشاف'الطائفية' في سوريا..

تابعنا على:   14:35 2014-12-21

كتب حسن عصفور/ يلعب الشيخ يوسف القرضاوي في الآونة الأخيرة دورا مختلفا عما كان عليه الحال في الفترة السابقة، وبلا شك له حضوره وتأثيره الكبير والواسع والمؤثر في محطات معينة ، مستفيدا أيضا من رقعة الانتشار التي يسجلها حضور ومشاهدة قناة'الجزيرة' ، وأيضا خطبة الجمعة التي باتت سلاحا تستغله القناة أيضا ، ومع أن الشيخ القرضاوي كان يحضر في مناسبات معينة لكنها تختلف عما هي عليه اليوم ، حتى وصل به الأمر لـ'إصدار فتوى قتل' القذافي رغم ما تحمله من مخاطر مختلفة ومتباينة ، وقد رأها بعض الشيوخ أنها ليست صحيحة ولا مناسبة وهي 'فتوى سياسية'، ولكن هذه 'زنقة' من الصعب النقاش فيها ، كون الفتاوى عند البعض باتت وفقا لهوى ورغبة المفتي ، خاصة أن هناك من قتل من الحكام أضعاف ما قتل القذافي ولم تصدر به 'فتوى قرضاوية'  ..

ما أثار الاهتمام جدا يوم أمس هو خروج الدكتور يوسف القرضاوي على المألوف في كلامه ، عندما وصف الرئيس السوري بأنه 'أسير طائفته العلوية' وهي التي تشكل أقلية مقابل غالبية حاسمة للسنة، وذهب القرضاوي إلى الأبعد بقوله إن سوريا أولى بالثورات من جيرانها ، عبارة قصمت صمتا طويلا لموقف الشيخ من النظام في سوريا ، خرجت عن المسكوت عنه في دولة قطر وكذلك قناتها التي صدق بعض من يديرونها بأنها 'تصنع الحدث' ولا تنقله، غرور إعلامي لا صلة له بالواقع بل قد يكون قولا يراد به وضع القناة من حيث لا تريد موضع الشبهات ، ففي سوريا حدثت الانتفاضة الشعبية والقناة صامتة تماما عما يحدث ، بل هي موضع الاتهام من قبل 'أهل سوريا' ، كما أن ثورة مصر انطلقت بقوة شبابية قرروا أن يقولوا لا وقت أن صمتت 'جماعة الجزيرة وأخوانها' ، لكنها لحقت بها كما لحق الإخوان ونجحت في سرقة الضوء إلى حين ، كما يحاول البعض سرقة مسار الثورة المصرية ،المهم أن القرضاوي تحدث أخيرا في خطبة الجمعة لينقل مؤشر المحطة كي تلقي بعضا من حضورها لما يحدث في سوريا..

ما قاله الشيخ خروج عن 'المألوف' في العلاقة السياسية مع سوريا وتنكر كلي لتحالفها مع حلفاء الشيخ بأنها بلد المقاومة الأول ، وحاضنة لها ( تستضيف مشعل وقيادة حماس منذ سنوات) ، تحدث الشيخ بلغة طائفية جدا عن سوريا ، رغم أن هناك عشرات القضايا التي يمكن له الحديث عنها ، من مصادرة الديمقراطية وغياب حقوق الإنسان تقريبا والسجون التي تغص بآلاف المعتقلين ، وتنكر الحريات السياسية وقانون الطوارئ، وحرية اعلام مصادرة ومزورة في غالب الأحيان ( تخيلوا وزير إعلام سوريا يقول إن الهدوء مطلق في سوريا ...!! وقبل ذلك كله الفساد ومنظومته الرهيبة فيها، إنه إعلام الكارثة والإسقاط) ، كثيرة هي القضايا السياسية والديمقراطية التي يمكن الحديث عنها في سوريا ، لكن أن يسحب النقاش نحو 'البعد الطائفي' فهذه مسألة غاية في الخطورة وتؤسس لمرحلة من القلق والخوف السياسي عما ينتظر المستقبل العربي ، لا ينكر أحد أن الحكم في سوريا أساسه وجبروته يستند إلى العلويين ، لكن الوضع السياسي في سوريا لم يتدهور في مجال الحرية كونه 'حكم علوي' ، بل كونه نظام لا يريد رؤية البعد الديمقراطي في الحياة السياسية ، نظام أسس للتوريث الجمهوري قبل غيره ، فكانت البداية للتغيير.. القمع والقهر وغياب الحرية ليست مسألة طائفية' ، ولعل مصر واليمن وقبلها العراق وليبيا وقطاع غزة وكل المنطقة تقريبا دليل أن القمع 'أممي وقومي' وليس 'طائفي' ، وهناك مئات من أبناء الطائفة العلوية هم ضحايا النظام السوري ودفع بعضهم حياته ثمنا لخلاف مع الأسد وقت أن كان الشيخ وبعض إخوانه يشيدون بحكمة الرئيس ومواقفه القومية ..

الخطر كبير لو تحولت دفة النقاش السياسي من بعض الحركات وجهة 'طائفية' وسوريا ليست البحرين ولن تكون ، المسألة ليست 'صراع ديني' ، بل هو تناقض الحكم مع الحرية والديمقراطية فلا يجوز حرف الجدل الوطني الساخن ببعد طائفي خطير ..

ملاحظة: الإصرار على زيارة غزة من قبل الرئيس عباس يجب ألا يفتر نتيجة 'نصائح' بعض قومه الخاصين جدا بغير ذلك.. تجاهل قولهم فهم قوم حاقدون..

تنويه خاص: سأل أحد 'خبثاء' بلدي ،يا ترى ماذا سيقول 'المفكر الهارب من وطنه لدولة قطر' عن الرئيس السوري بعد أيام لو طلب منه ذلك في القناة إياها حيث يقيم .. جوابي لا أظن أنه 'ناكر للجميل' ..فالأسد ليس القذافي عند الرجل..

تاريخ : 26/3/2011م    

اخر الأخبار