
الفضيحة..
بعد أن عاد رئيس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب ملقيا خطابا سيدونه التاريخ كأكثر الخطابات زيفا وكذبا وتفاهة، دون أن يتجاهل أنه قام بتحريض الكونغرس الأمريكي بالعمل لشل المشروع النووي الإيراني حتى لو أدى لاستخدام القوة العسكرية لوقفه، يوم واحد فقط بعد تلك الغزوة النتنياهوية ، تكشف صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية واسعة الانتشار بأن حكومة نتنياهو تتجاهل كلية وجود 200 شركة إسرائيلية تعمل في مجال الاستثمار وخاصة في مجال الطاقة المزود الرئيسي للمفاعل النووي الإيراني، وتقول الصحيفة إن قيام تلك النشاطات يأتي بمخالفة صريحة لتوصية الكنيست الإسرائيلي بوقف نشاطات أي شركة تعمل هناك..
التقرير المنشور اليوم، هو أبرز نماذج الكذب والنفاق والخداع التي تقف عليها حكومة الفاجر نتنياهو، وهي تكشف تماما أن لا خطر ولا يحزنون من أي نشاط نووي إيراني على دولة الاحتلال، ولا يوجد ما يهددها ،بل إن إسرائيل هي صاحبة المصلحة في هذا القطاع النووي ، ولعلها تقوم بكل ما يمكن إيران من الحديث الدائم عن القدرة على الوصول إلى مرحلة التخصيب، كي تبقي للعالم وهما وفرية 'الخطر النووي' الذي يتهددها، وعليه تتمكن من تحريف مسار المواجهة السياسية معها دوليا..
تقرير الصحيفة الإسرائيلية يعيد للذاكرة ذلك التعاون العسكري في بداية الثمانينيات بين حكومة إسرائيل، بالصدفة أيضا كانت ليكودية كما هي حكومة اليوم، وإيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية، فضيحة سجلها التاريخ السياسي، وتناساها العرب في مواجهة الخداع الإسرائيلي، وهي المسألة التي تجيد إسرائيل كيفية إجبار العالم تناسي فضائحها السياسية.. وها نحن نقف أمام فضيحة مدوية أكثر من تلك التي كانت سابقا، كونها تتعلق بالمشروع الذي تقوم جل الدعاية الإسرائيلية لاستخدامه فزاعة رعب وترهيب، 'فضيحة النووي - نووي - GATE'..
لعل الصحيفة الإسرائيلية، التي تقف في مواجهة سياسة معاكسة لتوجهات الحكومة الأشد عنصرية في تاريخ إسرائيل، تقدم بكشفها حقائق التجارة النووية ودعم مشروع إيران عمليا وعلميا مادة تخدم المواجهة العربية – الفلسطينية لحكومة نتنياهو، خاصة أن كذبة الأمن والتهديد إحدى بوابات النفاق الإسرائيلي، وما زال حديث نتنياهو عن الأمن والخطر لم ينته صداه بعد، في صراخ تمثيلي داخل مبنى الكابيتول الأمريكي..
مجددا تفتح صحيفة إسرائيلية طريقا لمساعدة المعركة مع حكومة تتجاهل كل ما له علاقة بمستقبل بلا حرب أو بمستقبل له صلة بالسلام، مسألة يجب أن تقوم القيادة الفلسطينية المرتبكة في بيانها الأخير، بترجمة التقرير وتوزيعه وتقديمه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل من يقرأ ويكتب، وأن تقوم حملة سياسية مكثفة لفضح أكاذيب هذه الدولة، وأن كل ما تتحدث عنه بخصوص الملف الأمني والنووي ليس سوى كذب في كذب..
تقرير جاء في زمانه ومكانه لو أريد معركة حقيقية مع حكومة فاشية كحكومة نتنياهو، خاصة أن ردود الفعل العالمية بعد خطابه العنصري الاستعلائي جلب له عداء أكثر كثيرا من تصفيق ممثلين لا يرون في المنطقة سوى دولة الاحتلال، والأيام القادمة ستكشف كم هي حالة الغضب الدولية من ذلك المشهد التمثيلي، لكن المواجهة معه وخاصة بعد تقرير الفضيحة النووية لاتكون وفقا لمضمون بيان القيادة ردا على الخطاب، حيث غابت الرؤية السياسية وآلية العمل للمعركة القادمة، وعادت لغة التوهيم والضبابية، والتأتأة السياسية، ونظرية' إذا..' التي أصبحت وكأنها علم بذاته.. بيان لم يتصل برؤية جادة لمعركة ترتقي بمصلحة الشعب الفلسطيني.. ومع هذا ليكون تقرير الفضيحة هذا سلاحا جديدا في مواجهة آتية رغما عن 'التأتأة' التي يراد فرضها علي الموقف الفلسطيني.. فنتنياهو لن يترك لكم خيارا غير أن تختاروا ما يجب أن يكون.. وبيدكم اليوم دليل له صفة ومصداقية لا يجب أن تنتهي في حقائب البعض وملفاتهم..
ولعل التقرير يكشف حقيقة وجهة بلاد فارس وحقيقة مشروعهم وموقفهم مما يدور في بلادنا .. تقرير قد يزيل الغشاوة عن البعض المخدوع بكلام 'ناري' من بلاد فارس وأنصارها..
ملاحظة: أحسن تيسير خالد القيادي الفلسطيني بتوضيح موقف من بيان القيادة الفقير جدا في مضمونه..
تنوييه خاص: أول ثمار المصالحة فتح معبر رفح، خطوة سيكون لها فرح غير محدود لأبناء القطاع..شكرا مصر ..
تاريخ : 26/5/2011م
أخبار محلية

الرئيس عباس يعزّي بوفاة الدكتور سعيد عسّاف
-
"بيت مال القدس" تشارك بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
اللجنة الشعبية للاجئين بالبريج تحي ذكر النكبة والنكسة وتأسيس المنظمة في مهرجان ثقافي وفني
-
"الديمقراطية": وفاؤنا لشهدائنا وشهداء الشعب الفلسطيني بمواصلة النضال حتى العودة وتقرير المصير والاستقلال
-
التجمع الإعلامي الديمقراطي: رحيل الزميل فتحي طبيل خسارة نقابية كبرى للإعلام الفلسطيني