هل الحركات الإسلامية هي السبب؟!!

تابعنا على:   09:57 2014-12-21

د. وائل الحساوي

أرسل إليّ أحد الإخوة الأعزاء رسالة أنشرها كما وصلتني:
نص الرسالة
أخي ابو المنذر
السلام عليكم
كنت ومازلت معجباً بك وبمقالاتك واسمح لي ان اناقشك في مقالك الاخير «لماذا فشل الربيع العربي؟»
1 - لقد نسيت حبيبي وائل ان الربيع العربي بدأ يؤتي ثماره من الانتخابات الحرة النزيهة وحرية الناس في ابداء رأيهم في ممارسات من ينتخبونهم.
2 - لقد نسيت دور المتضررين من الربيع العربي في الشرق والغرب في وأد هذه الحرية.
3 - كيف تقول إن الاسلاميين قفزوا للحكم وقد جاؤوا بالانتخاب الحر؟
4 - كيف تقول إن فكرة الاحزاب قد فشلت وانت تعلم ما من دولة من الدول المتقدمة لا يحكمها احزاب؟
5 - انني لأعجب اخي الحبيب من قولك ان الحركات الاسلامية هي سبب بروز الحركات المتطرفة وانت تعلم بان سبب بروزها هو محاولة القضاء على الحركات الاسلامية المنخرطة في العملية السياسية في بلدانها.
6 - الحركات الاسلامية المنخرطة في العملية السياسية شاركت في برلمانات دولها وكثير من مؤيديها من النخبة فكيف تردد بأنه ليس لهم خبرة، فالخبرة لديهم لاتقل عن خبرة الآخرين؟
7 - عجباً عزيزي وائل من انتقادك من حصل بالانتخابات على 54 في المئة وسكوتك عمن حصل على 94 في المئة!
التعقيب:
اشكر اخي الفاضل على رسالته الصريحة والواضحة واود ان ابين بأن ما أكتبه في الصحافة هو اجتهاد مني في فهم الواقع ولا ادعي فيه فهمي لجميع الامور ولا احتكاري للحقيقة، لذا فإني ارحب بكل نقد او تصحيح يصلني من الاخوة المخلصين لاسيما في ما يتعلق بموضوع الربيع العربي الذي حارت فيه العقول واختلفت فيه التفسيرات، وليسمح لي اخي الفاضل بالتعقيب على ما ذكره:
أولا: بالفعل فإن الربيع العربي قد أتى ببعض الثمار المرجوة كما ذكرت، ولكن يكاد يجمع المحللون بأن حالة الفوضى التي رافقت هذا الربيع وانتكاسات بعض ان لم يكن معظم دول الربيع قد ارجعت عجلة الامة العربية الى الوراء وسببت الحزن لكثير من الناس لاسيما مع سفك الدماء التي نشهدها يوميا واقتتال الرفاق وتخوين المخلصين!!
ثانيا: لاشك بأن المتضررين من الربيع العربي كان لهم الدور الكبير في وأد هذه الحرية، بل وكذلك المتمصلحون والمتآمرون، فهل نتوقع ألا يتصدى المتآمرون لحرية الشعوب ومطالبها ويسعون لقلب الطاولة عليهم، ولكن لو كانت قيادات الربيع العربي قد حزمت امرها وبذلت جهدها لمنع هؤلاء لما استطاعوا ان يسرقوا ربيعنا ويحولوه الى شتاء قارس!!
ثالثا: لم اقصد بقولي ان الإسلاميين قد قفزوا للحكم بأنهم قد انقلبوا على ثورات الربيع العربي او استولوا على الحكم عنوة، ولكن اقصد بأنهم قد تصدروا المشهد وصعدوا الى دفة الحكم - وان كان من خلال الصناديق الانتخابية - دون ان يكونوا مستعدين لادارة دفة الحكم في بلادهم، وخبرتهم السابقة لم تكن اكثر من المشاركة البرلمانية والاعمال الخيرية الاجتماعية، وتلك الأمور - كما ندرك - لا تكفي لحكم دولة مثل مصر تعاني من اخطار الفقر والتخلف والتشتت.
ويكفي ان ننظر لتجربة الرئيس المصري محمد مرسي الذي فوجئ بأن الدولة العميقة كانت هي التي تحكم مصر لا هو، فالاعلام التابع للفلول كان مسيطرا على كل شيء وهو الذي شوه صورته واضعف نفوذه، اما الجيش والشرطة فقد ظلت قياداتها في ايدي الفلول ولم يكن مرسي يسيطر إلا على اقل القليل منها، ولايتسع المجال لسرد المزيد من الامثلة.
رابعا: اعلم بأن الانظمة الديموقراطية لا تقوم إلا على نظام الاحزاب، ولكن دعنا نناقش الامر بواقعية، فهل تسمي ذلك المسخ في عالمنا العربي احزابا حقيقية ام تمثيليات هزلية وديكتاتورية اشد من سابقاتها؟!
خامسا: بروز الحركات المتطرفة له اسباب كثيرة ومنها فشل الحركات الاسلامية السياسية التي تركت الساحة فارغة، ولست بذلك احمّل الحركات الاسلامية المسؤولية، ولكنها ردة الفعل الطبيعية عندما يغيب المعتدلون فإن الاشرار يهيمنون ويقودون الركب، وانا هنا لم احدد تجربة محددة وانما ذكرتها على العموم، ولك ان تستعرض تجربة الافغان والجزائر ومصر وليبيا وغيرها.
سادسا: لله الحمد فإني لم اسكت عمن اغتصبوا السلطة او اؤيدهم، بل انتقدت الانقلاب على الشرعية في مصر قبل تاريخ 2013/7/3 وانتقدت الانتخابات الهزلية التي قامت في مصر بعد اسقاط مرسي، ولكنني اكرر بأن الواجب على الدعاة الى الله تعالى ألا يواجهوا العنف بالعنف ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، لاسيما وان الكفة غير متعادلة وان مواجهة الجيش والشرطة في هذا الوقت هو انتحار لا فائدة ترجى من ورائه.
عن الرأي الكويتية

اخر الأخبار