اسرائيل بين العصا والفيتو

تابعنا على:   02:37 2014-12-20

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

وأخيرا حزمت القيادة الفلسطينية بمساندة عربية ودولية أمرها وقررت إشهار عصا الحق الفلسطينية في وجه الطغاة الذين يعملون على الدوام مصادرة حقوق الشعوب وخاصة شعبنا الذي مضى على مصادرة حقوقه قرابة 100 عام من قبل المجتمع الدولي بشكل عام والادارة الامريكية بشكل خاص ضد القضايا العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص وحماية للمصالح الصهيونية والعمل على تعطيل القانون الدولي ضد من يخرق هذا القانون في وضح النهار بحجج عدة ,ولكن وبعد سنوات المفاوضات والتي خلصت القيادة الفلسطينية الى حقيقة أن الادارة الامريكية لا تنوى سوى إعطاء اسرائيل المزيد من الوقت لكي تمارس المزيد من القهر والظلم بحق شعبنا ومصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية وتثبيت المزيد من الوقائع على الارض لكي تكون معوقات امام مشروع الدولة الفلسطينية .

وهنا أذا كانت الادارة الامريكية صادقة فيما تتدعي بأنها تؤمن بحل الدولتين لشعبين لماذا لا تخطوا الخطوات التي تقرب شعبنا من هذا الحل ولماذا تغض الطرف عن كل الممارسات الصهيونية التي تقوض هذا الحل ولماذا تعمل على عرقلت كل خطوات القيادة الفلسطينية لجعل هذا الحل واقع ملموس .

أن القيادة الفلسطينية بدعم عربي ودولي تضع الادارة الامريكية اليوم على المحك وبين خيارات كلاهما مر وعليها أن تختار لحلفائها الصهاينة ,فأما الفيتو الذي سوف يكون بمثابة صفعة جديدة لإرادة المجتمع الدولي الذي ساند حق شعبنا وكانت أخر مساندة دولية بشبه أجماع أممي يوم 18/12/2014حين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان 'حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير'. وكانت نتيجة التصويت (180) دولة لصالح القرار' إن هذا التصويت هو استمرار للدعم الدولي شبه الجماعي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير'.

وقد عارضت القرار(7) دول هي (إسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، وبالاو، وميكرونيزيا، وجزر المارشال، وناورو) فيما امتنعت (4) دول عن التصويت وهي (الكاميرون، وتونغا، وجنوب السودان، والباراغواي(.وبتمعن بمجموع الدول الممتنعة والمعارضة نجد بأن العالم يساند حقوقنا ويساند القيادة في خطواتها التي تتطلب أكثر ما تتطلب التفاف شعبي وجماهيري من قبل كل قوى شعبنا على هذه الخطى ومساندة القيادة والظهور بمظهر وطني جارف ,لكي تكون تلك الخطوة أولا الخطوات نحو جعل الحلم الفلسطيني واقع ملموس وخاصة وأن هذا القرار أو المطلب محدد بقترة زمنية بضمانة دولية .

من هنا نجد اليوم الإدارة الامريكية تسير في حالة حذر شديد وكأنها تسير في طريق الاشواك الذي أخذته أليها القيادة بخطى موزونة ومتزنة ودون عجلة من أمرها لكي لا يكون هناك ذريعة في مثل هذا اليوم أمام من يريد أن يعطل الشرعة الدولية أمام من يدعي على الدوام أنه مع حرية الشعوب وتتدعي أنها تحرك الجيوش الامريكية وتعمل على الاصطفاف الدولي ضد الانظمة الدكتاتورية ,من هنا نجد أن الادارة الامريكية عملت بكل ما في وسعها لكي تصل الى مثل هذا اليوم الذي تنعدم فيه الخيارات أمامها وتكون ضعيفة أمام ارادة شعب مصمم على التحرر والانعتاق من أخر احتلال على المعمورة ,لذى نجد امريكيا اليوم تارة تهدد بأنها سوف تستخدم حق الفيتو لكي تعطل المشروع الفلسطيني ,هذا الفيتو الذي استخدمته ضد المصالح العربية وحماية للكيان الصهيوني (60)مرة وضد القضية الفلسطينية بشكل خاص (38)مرة وتارة تقول أنها لن تخالف الاجماع الدولي وهنا بكل تأكيد تعي أمريكيا اليوم أن الشعب الفلسطيني ل يعد بلا مخالب ولم يعد غير قادر على المجابهة وتعريتهم أمام شعوب الارض وتعي أيضا أن الخطوة القادمة بعد الفيتو لن تكون مزيدا من اليأس لشعبنا بل سوف يكون مزيدا من الإصرار والمجابهة وسيكون الانضمام الى كل المؤسسات الدولية التي لن يكون لأمريكيا وغيرها ممن يساند الظلم أثرا في مقرراتها وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية التي باتت الملفات الفلسطينية جاهزة للعرض عليها والموثقة بشهادات دولية و بالصورة والصوت على مسلسل الجرائم المتواصل ضد الانسان والشجر هنا سوف يكون كل القادة الصهاينة أسرى دولة الاحتلال ولن يتمكنوا من مغادرتها وسيكونون مطاردين للقضاء الدولي كمجرمي حروب ومرتكبي مجازر أضافة الى كافة المستوطنين الذين يعيثون فسادا في الارض الفلسطينية ,وكذلك ما تتعرض له غزة من حصار قاتل منذ ثمان سنوات دون مبرر وخاصة ما تعرضت له من دمار في الحرب الاخيرة التي أفقدت الكثير من المدنيين أرواحهم ممتلكاتهم .من هنا نجد بأن الادارة الامريكية والكيان الصهيوني تعمل دون كلل أو ملل على زعزعة البيت الفلسطيني من خلال مجموعة من الادوات التي باعت نفسها لشيطان وتظهر لنا اليوم بمواصفات وتصريحات متعطفة بمعاطف الوطنية والحرص على المشروع الوطني في تساوق مع تصريحات وتلميحات قادة الكيان لخلق ذرائع مجانية تخدم العدو في المحافل الدولية ليقول بأن التمثيل الفلسطيني ناقص ومشكوك فيه ,والسؤال لماذا هذه البداية الموحدة بين كل تلك الجوقة وما هذا السر العظيم الذي وحد من كانوا بالأمس القريب يظاهرون العداء والاتهامات لبعضهم أقلها الخيانة الوطنية وتسليم المقاومين ,وما هذا الحرص على الديمقراطية والحرية المجزئة لشعبنا ,فبالأمس القريب يخرجن حرائر فلسطين ضد الانقسام يطاردن بالهراوات واليوم يخرج من يعمل على شق صفوف حركة فتح توفر لهم الحماية .

وهنا لابد من القول بأنه يجب أن توحد الصفوف في المعارك المصيرية وأن تطوى صفحت الخلافات وتؤجل ولتكون وفق القانون والعدل الذي يسمح لكل ذو حق أن يأخذ حقه وفق المعايير القانونية والديمقراطية بعيدا عن شخصنة الأشياء وأن يكون الميزان الشعبي والجماهيري وفق القواعد الديمقراطية المعمول بها فلسطينيا هي الاساس الذي يصعد هذا أو يخفض ذاك دون اللجوء الى استغلال حاجات الناس وحقوقها في تلك المعارك الجانبية

 

اخر الأخبار