مباراة 'التعامل الحكيم'

تابعنا على:   21:10 2014-12-16

 كتب حسن عصفور / كان من المفترض أن تكون مباراة مصر – الجزائر يوم غد الخميس ' عرسا عربيا' في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية ، مباراة كان يتفرض لها أن تكون 'حدثا رياضيا ' يعيد صورة بعض ' تفوق عربي' في مجال ما وسط حالة ' الخنوع' و' التبعية' وظلامية تريدها أمريكا وإسرائيل لبقاء أمتنا وشعوبها خاضعة للغير العربي الإقليمي ، عجما ويهودا ، .. مباراة كانت لها أن تكون فرحا ومفترجا للمواطن – الإنسان العربي والفلسطيني وسط رماد ' حطام الأمل ' ..

ولكن ، ومع آثار تلك المباراة التي حدثت قبل فترة ، وما رافقها من ' أحداث عار عربي' أفرح بني صهيون وأشباههم من غير العرب ، بات لزاما أن يعيش العربي ' حالة خوف وترقب' وبدلا من أن يتابع مباراة في كرة القدم ، سيذهب عقله وتفكيره في اللحظة التالية ، سينشغل تفكيره فيما هو معتقد أن يكون غير كرة القدم .. رعب التوتر ، رعب المشكلة ، رعب لاشتباك غير أخلاقي وغير سياسي وغير عروبي .. كلها تعبيرات ستسيطر على عقل المشاهد غدا لمباراة كان لها أن تكون رسالة ، أن العربي بصفته وانتمائه فوق ' التعصب' و'الكراهية' و'الحقد' ، الذي أراد أعداء الأمة زرعها بين صفوفنا وخلف ظهرانينا من قوى عاشت طويلا في الظلام ولا تفكر بغيره ، قوى أرادها الاستعمار منذ زمن طويل عنصر فتنة وخنجر في جسد وحدة شعوب وقبائل ..

حسنا فعل وزيرا خارجية مصر والجزائر بالاتصال الهاتفي بينهما ، ومطالبتهما بـ' التعامل الحكيم' مع هذه المباراة التي باتت محط ' أنظار العالم ' أجمع ، وللأسف ليس لقيمتها الرياضية ولا الفنية ، وليس للفرجة على مهارة لاعبي البلدين ، بل ترقبا للأسود والأبشع .. منتظرين ' معركة إنسانية ' .. اتصال الوزيرين خطوة جاءت متأخرة جدا ، لكنها ضرورية جدا أيضا .. ولعل الواجب القومي والإنساني وصورة العربي كان يفرض سفر عشرات المسؤولين السياسيين ومشاهير البلدين ويطوفا أرض الملعب قبل المباراة  يدا بيد ، يحمل كل منهما علم الدولة الشقيقة .. يتسامرون بصوت عال ، يضحكون ، يجلسون في ذات المكان بين مصري ومصري يجلس جزائري ، يصفقون لكل ما هو جميل ويغضبون لغيره ..

كان المفترض قرارا سياسيا بتسهيل سفر ' نجوم السياسة والمجتمع ' كما سافروا قبلا ، أن يسافروا هناك ، وليغني نجوم الطرب والفن ممن يحملون روح مصر والجزائر لهما .. مبادرات لا تكلف موازنة البلدين كثيرا ، فطائرة خاصة من هنا وأخرى من هناك كفيلة بحل معضلة تشكلت بسبب ' جهالة وتعصب' .. الوقت لم ينته بعد ، هي فرصة ليت من يقرأ ورقا يدركها ..

فالغد سيكون يوما خاصا ، إما الانتصار لروح الإنسان أو' لمنطق القبيلة في غابتها ' ، إما نصر لروح أمة تستحق أن تفرح لفريق وتفرح بفريق أو تنكسر بفعل فريق من فريق .. مباراة ' التعامل الحكيم ' هي أكثر من مباراة في كرة القدم يوم غد .. باتت وبقوة الفعل الماضي مباراة في كل شيء إلا القدم .. حتما ودون أي ترجي سيربح فريق ولن يربح آخر في نتيجة هذه المباراة ، ولكن سيربح أو سيخسر الطرفان وفقا لمسار غير حسابات تسجيل أهداف في مرمى الحارسين ..

يوم غد ، بات يوم ' الحسم' ولكنه ليس حسما لموقعة رياضية بل لموقعة إزالة كل شوائب المأساة التي حدثت سابقا .. ليفعلها أحفاد ' الفراعنة والعروبة ' في مصر و' ثعالب الصحراء وأحفاد الجبل المقاوم' في الجزائر ويهزم كل منهما تخلفا تسلل إلينا عبر مباراة .. لتنتصر روح العروبة قبلا ..

ملاحظة : 'يهود إسرائيل ' يقيمون ذكرى حرب ' النازية' ضد اليهود وكوارثها الإنسانية .. لكن هل من بقي حيا يتذكر أن سلوك دولتهم يعيد إنتاج سلوك ليس بعيدا عن جلادهم السابق .. ليتذكروا قتلاهم وأيضا مستقبلهم في ظل دولة عدوان واحتلال لشعب لن ينهزم أبدا .. شعب فلسطين..

تنويه خاص : مكوكية ميتشيل الجديدة ربما تصبح صورة هزلية لمكوكية كيسنجر الأولى .. يمكن كآبة الحال العربي تحتاج ' هزلية' جديدة .. ياااااااااااااه شو بنخزي ..

التاريخ : 27/1/2010

اخر الأخبار