
مخابرات إسرائيل .. التمثيل الفلسطيني وحماس
كتب حسن عصفور / بعد عودته من نيويورك ومشاركته في منتدى بحثي مع كبير مفاوضي فلسطين راهنا ، د. عريقات أعلن وزير المخابرات الإسرائيلي دان ميردور الليكودي ' العتيق' بأن منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد ممثلا وحيدا للفلسطينيين ( الليكود لا يستخدم تعبير الشعب الفلسطيني ليس سهوا بل اعتقادا فكريا ) ، فهناك أيضا حركة حماس التي ازدادت شعبيتها في السنوات الأخيرة ، وفقا لقول وزير مخابرات دولة المحتل ..
ربما يجد مثل هذا الكلام ومن شخص كقائله هوى وطربا عند بعض ممن يكنون ' الحقد ' و'الكراهية ' لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ليس بصفتها تخلت عن ' الثوابت' كما يتستر البعض دوما وراء هذه العبارات ، بل لكونها أعادت ما كان يجب ألا يعود من إحياء لهوية وطنية فلسطينية وصاحبة قرار ليس تبعي وخرجت من نطاق ' الهيمنة' و' التذويب' بكل أشكاله ، وقررت أن تعيد للفلسطيني ما كان عنوانا لمؤامرة الاغتصاب العام 1948 ، تشريدا وتهويدا وتذويبا ، فكان الاسم المشتق من الوطن عنوانا لمعركة مع المحتل وليس اسما ملتبسا يخفي الهوية والانتماء للوطن والأرض ..
ولكن ' هوى' الحاقدين على الشرعية الفلسطينية بكل تلاوينهم ، يجب أن يفكروا قبل الآخرين فيما يريده وزير المخابرات الإسرائيلية ، من محاولة إضعاف للتمثيل الفلسطيني وليس ' تصويبا' له ، وهو بعض دق أسافين أجادتها الحركة الصهيونية طويلا ، وما زال إعلام دولة الاحتلال يتقنها عبر نشر أخبار مفبركة بإتقان لتصبح أحد أهم مصادر الهجوم والهجوم المضاد في المشهد الفلسطيني وبعض ' كتاب الزفة' خارج فلسطين من معميي البصر والبصيرة السياسية ، والوزير الإسرائيلي يدرك أن قوله يأتي في سياق ' معركة سياسية' قادمة بين دولة المحتل ومنظمة التحرير حول العملية السياسية المترنحة والتي فقدت كل قدرة إنتاج فعل سياسي تسووي ، كون حكومة نتنياهو وأطرافها الأساس لم تكن ' شريكا في السلام ' ( باستثناء حزب العمل ولكن ليس بقيادة المتغطرس براك) ، ولذا فتصريح ميردور يستبق الحال القادم بافتعال معركة من نوع جديد ، تتركز على ' التمثيل ' وطبيعته ، وهو متيقن أنه سيفتح ' معركة' داخلية في الساحة الفلسطينية حول مثل هذه الأقوال ، خاصة أن هناك من وسائل الإعلام صاحبة ' الفتنة السياسية' لن تطيل انتظارا لفتح ملف كما أراد وزير المخابرات الإسرائيلي ، وستنتقل حالة ' الجدل والنقاش' لتصبح حالة اتهامات متبادلة وتشكيك في هذا وذاك ، في ظل حالة الانقسام الكارثي والمرضي عنه إسرائيليا بامتياز ..
التصريح الإسرائيلي كان على حركة ' حماس' قبل ' فتح ' وفصائل منظمة التحرير بالرد عليه وقطع الطريق على الاستخدام الإسرائيلي لما تعيشه الحالة الفلسطينية ، وأن يبتعد ' التمثيل' عن ساحة الاختلاف الوطني ، خاصة أن مسألة منظمة التحرير وتوسيع باب المشاركة فيها لا يلغي طبيعتها التمثيلية الشرعية والوحيدة للشعب الفلسطيني وهذا ما أقرته حماس يوما في ' وثيقة القاهرة' العام 2005 و'وثيقة الأسرى' العام 2006 وتكرر ثانية في ' وثيقة المصالحة الوطنية ' قيد البحث ، لذا من المفترض أن حماس لا تشكك في شرعية التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير بل تطلب توسيعا وتفعيلا لمشاركة أكثر قوة ونشاطا وحضورا ، لذا كان مفروضا من رئيسها خالد مشعل أن يرد بالأمس على قول ميردور في ظل تصريحاته العديدة حول كل القضايا ، لكنه تجاهل أو تناسى أو نسي الأمر .. الوقت ما زال يسمح بالتصريح والتوضيح لقطع الطريق على المحتل ، وغير ذلك فالصمت يشكل بعضا من موافقة أو رضا أو فرح بقول لا هدف له سوى ضرب ' الشرعية الوطنية الفلسطينية ' وليس ' نصرة لحماس ..
ملاحظة : إسرائيل تبحث عن ' مخرج ' لقرار إبعاد نواب القدس من حماس .. تدخل الرئيس عباس والشرعية الفلسطينية وتفاعل النواب الإيجابي بعيدا عن ' عقدة البديل' بدأت بالتفاعل .. إلى الأمام .
تنويه خاص : أحسن السيد منيب المصري صنعا بنفي ما رددته حماس وبعض وسائل إعلام تناصرها حول ما سمي تراجع الرئيس عباس عن المصالحة .. لكن ما نشر إعلاميا كان ' تقريرا' ممن هم داخل لجنتك يا 'أبا ربيح ' .. بعض التدقيق ستعرفهم ..
التاريخ : 29/6/2010