
لعبة إسرائيل بـ' الداخل الفلسطيني'..
كتب حسن عصفور / بعض المتابعة لما يتم نشره وكتابته في وسائل الإعلام الإسرائيلي ، تحديدا في الآونة الأخيرة، سيجد أن هناك 'حرب دون هوادة' ضد الشرعية الفلسطينية والرئيس عباس ونشر أخبار هدفها إثارة الفتن والجدل الفلسطيني ، في حين هناك عشرات المقالات والأخبار والتصريحات التي تحاول إبراز حركة ' حماس' بشكل مميز ، ومنحها صفات ' القدرة' والشجاعة' و' القوة' مقابل ' الوهن' و'الضعف' و' التردد' للسلطة ورئيسها عباس ..
وتنشر الأخبار ' الإيجابية ' عن حماس مقابل ' السلبية' عن فتح والرئيس عباس في كل فترة يراد بها الضغط من أجل فرض قرار أو موقف ، ولذا منذ انتهاء لقاء نتنياهو – أوباما بدأت مجددا هذه ' العملية الخبيثة' لهدف واحد هو ابتزاز سياسي صريح من أجل إكراه الرئيس عباس والشرعية على الذهاب إلى ' المفاوضات المباشرة' وإلا هناك من سيكون ' بديلا' في حالة الإصرار على الرفض والمواجهة السياسية القادمة ..
عدد من مقالات الصحف الإسرائيلية تمجد فيما لـ' حماس' من إمكانيات وفعل من خلال سيطرتها المطلقة على قطاع غزة ، ونجاحها اللامحدود بحماية 'أمن إسرائيل' جنوبا بمنعها أي عملية عسكرية ضدها ، وحرص حماس على التهدئة والهدوء في قطاع غزة ، وكذا وجود شاليط وما يحتاجه من ' سلوك تفاوضي' معها ، ولذا تنشر إسرائيل خبرين لا يبدو أن لهما صلة مباشرة ببعضهما البعض ، فخبر يقول إن رئيس الشاباك يزور جنين ورام الله مرتين من أجل ' التنسيق الأمني' مع أجهزة أمن السلطة ، في حين تنشر صحف إسرائيل أن ' الشاباك ' يحاور ويفاوض ' سجناء حماس من أجل إطلاق سراح ' شاليط ' ، الرسالة هنا تهدف لإظهار طرف بمظهر 'المستسلم ' لأمر التنسيق المكروه شعبيا ، وآخر المقاتل وهي السمة التي يبحث عنها الفلسطيني ، علما بأن الخبرين خاصة الأول له أن يحدث يوميا دون أن يعرف أحد به ، وكذا الثاني تم سابقا مرات عديدة ولم يحتل مثل هذه المكانة الإعلامية ولا الحيز الحالي ..
المسألة التي تريدها ' غرفة صناعة الفتنة' الإسرائيلية هو خلق جو فتنوي وإثارة نقاش وإرباك داخلي فلسطيني ، وللأسف كثيرا ما يقع بعض طرفي ' أزمة الانقسام الكارثي' في ' لعبة إسرائيل ' هذه ، وتستخدم مواد تنشرها إسرائيل كقرائن ضد الآخر ، وتنهال الأقلام المؤيدة لهذا وذاك تكيل تهما من كل حدب وصوب لغيره ، وتنفتح حالة سجال بنفي أو تأكيد أو توضيح تلك العملية الخداعية ، وتحتل مساحة إعلامية على حساب الأساس الوطني ، وهو راهنا معركة القدس ومعركة صلابة الموقف الفلسطيني برفض 'التفاوض المباشر' ..
هي لعبة تتكرر ولكنها اللعبة التي تجد دوما ضحاياها ومن يقع في شركها ، رغم التحذيرات والكلام المعسول عن ' خديعة إسرائيل' ولكن أطراف ' الأزمة الوطنية' لا يتعظون ، بل يكررون كل ما يجب عدم تكراره ، حالة وهن وضعف مصابين بها لتبرير مأساة الانقلاب والانقسام .. بل هناك بعض من يعتقد أنه بات مطلوبا كـ'بديل أو شريك قائد' للمسيرة السياسية الفلسطينية يأخذ من هذا القول الإسرائيلي ليبني عليه مواقف سياسية تبتعد به عن دائرة التجاوب الوطني للمصالحة ..
قراءة سريعة لما تنشره وسائل إعلام إسرائيل خلال عام سيكتشف مدى ذلك الاستخدام للانقسام وكيفية التلاعب بالداخل الوطني من خلاله ، وكيفية تفاعل طرفي المشهد مع ما تنشره إسرائيل ، لنكتشف مدى المصيبة التي نعيش .. هل لها أن تتوقف .. مستحيل.. هل لها أن تخف أو يتم إدراكها نسبيا .. يا ريت ..فتلك باتت هدفا وطنيا بأن لا نسمح بتلاعب إسرائيلي مكشوف .. فلا منظمة التحرير مطلوبة شريكا ، وحماس لن تكون أيضا ، فليترك البعض أوهامه الخاصة ..
ملاحظة : سفينة ' الأمل' الليبية ذهبت إلى العريش بهدوء ودون ضجة عسكرية.. ما هو الهدف المسبق إذا لإبحارها نحو غزة ... بعض التعقل مفيد...
تنويه خاص : بدأ حراك وطني لتحصين موقف الرئيس عباس لرفض ' المفاوضات المباشرة' .. فعل مهم يجب استمراره وتطويره ، وليته يصبح حركة شعبية واسعة الحضور .. المواجهة السياسية مع دولة المحتل قادمة ..
التاريخ : 14/7/2010