غزة وهمومها ...

تابعنا على:   13:37 2014-12-16

 كتب حسن عصفور / وأخيرا بانت بشائر الحل لمشكلة طالت ما يقارب السنوات الثلاث ، وهي ما عرفت بمشكلة تفريغات 2005 والتي شغلت وقتا ونقاشا أخذا وردا ، وصل أحيانا للخروج عن المألوف الوطني في التعامل ، لكن الحكومة أخيرا تصل إلى ما كان يجب أن يكون منذ البداية ، دون أن تشعل ما أشعلته ، وهي بذلك تكون أقدمت على إنصاف شباب لا ذنب له فيما حدث وما كان سببا لإشكاليات حزبية داخلية ، ولعل حكومة د.سلام وبالتعاون مع قيادة فتح في القطاع وضعت بداية جديدة للتعاطي مع الوضع العام في قطاع غزة ..

فالقضية التي تم حلها ، ولو بشكل غير نهائي طرحت السؤال الكبير حول موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية ، المدنية منها والأمنية ومستقبلهم المهني والكفاءة الوظيفية في ظل حال سكون منزلي أو شوارعي أو تسكع بلا معنى ودون معرفة منذ ثلاث سنوات ، لا صلة لهم بالسلطة سوى نهاية الشهر واستلام الراتب ، وهو ما يعني حرمان الموظف من ' نعمة العمل ' ذاته وإحساسه بما عليه من واجب تجاه بلده ,إنه ليس عالة اجتماعية على موازنة السلطة الخاضعة أصلا لحصار من نوع خاص ، فالعمل بذاته ضرورة لإثبات الذات والإحساس بقيمة الحياة الإنسانية ، مع أهمية الحصول على الراتب الذي لا يوجد سواه لعشرات آلاف من موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية ..

وما دامت الحكومة تحركت نحو البحث عن 'حلول' لما كان عالق ، فلم لاتكمل المشوار وتفتح نقاشا وطنيا مع فصائل منظمة التحرير وهيئة العمل الوطني في قطاع غزة حول مسألة العمل الحكومي والدوام الوظيفي وما هي السبل الكفيلة بتجاوز ' الخطيئة الكبرى' التي ارتكبها البعض بالدعوة لاستنكاف الموظفين عن الذهاب للعمل في ظل سيطرة حماس على مقاليد ' السلطة ' في قطاع غزة ، ولأن ' العصبوية الحزبية' وعمى البصيرة السياسية كان سيد الموقف آنذاك ، تمت الدعوة لعشرات الآلاف من الموظفين المدنيين والأمنيين للجلوس في المنازل وانتظار آخر الشهر ، كما هم حاملوبطاقة الأونروا الشهرية ، والنتيجة كانت عكس ما اعتقد صاحب ' الاختراع المغري' بتفريغ المؤسسات من موظفيها ، فكان أن استغلت حماس ذلك بيسر وسهولة لتوظيف آلاف جدد وصل وفقا لإحصائية حمساوية إلى 32 ألف موظف ، بينما جلس الآخرون يعدون الأيام ..

ولم يقف الأمر هنا فحسب بل خسر هؤلاء الملتزمون بنظرية ' فراغ المؤسسة الحكومية' كل ما للموظف من امتيازات في الترقية والعلاوة والتدريب والدورات الخارجية التأهيلية ، وبالتالي حصل سكون تأهيلي للموظفين ، لمدة 3 سنوات ، مضافا لها أن لا موظف جديد لأهل القطاع في أي مؤسسة حكومية أو شبه حكومية ، وهو شكل من أشكال ' العقاب الجماعي ' غير المسبوق نتيجة التزام الموظفين بقرار ' غبي' في حينه ، وباتت المسألة تشكل قلقا وطنيا يحتاج لدراسة عميقة قبل البحث في المصالحة الوطنية لحل مشكل ' جيل' يتجه إلى حالة ضياع ، تعيد بالذاكرة بعضا من تجارب توقف التعليم لفترات في لحظات سابقة ..

إن واجب الحكومة اليوم ، سواء سيكون هناك تغيير أو تعديل أو تحديث ، أن تفتح نقاشا مع كل القوى الوطنية في قطاع غزة وليس مع فتح وحدها ، لبحث الوضع الوظيفي العام هناك ومسألة الانقطاع الوظيفي وما يترتب عليها من نتائج ، إلى جانب البحث في كيفية التعاطي مع مشكلات قطاع غزة بطريقة تبعتد عن 'جدار حماس' وتطويقها العام لمشكلة الوضع هناك .. قضية يمكن لدكتور فياض أن يصل بحيويته الخاصة ، عندما يريد أن يجد لها حلا وطنيا مرضيا ، بالتعاون مع فصائل العمل الوطني جمعاء ..

ملاحظة : نأمل من حماس أن تنشر رسائل هنية إلى أوباما علها تفيد ' التفاوض المباشر' ببعض ' النصائح الوطنية' ...

تنويه خاص : إسرائيل نفت أنها منحت ضمانات بوقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية .. ربما تنتظر التفاوض المباشر .. مسكين هالشعب الفلسطيني ..

التاريخ : 9/5/2010

اخر الأخبار