
رئيس يستحق فريقا أفضل
كتب حسن عصفور / حدث يفرض نفسه بقوة على المشهد الكتابي ، رغم أن في بلادنا ما يستحق أيضا ، لكنه الحدث الذي سبب غما ' وقهرا' لمئات ملايين البشر في أرجاء المعمورة كافة ، وقبلهم لرئيس حاز حب الناس في بلاد الله الواسعة ، دون أوامر عليا .. هزيمة منتخب البرازيل في مباراة ' الثمن النهائي' من مباريات كأس العالم ، كانت طعنة لكل من يعشق كرة القدم أولا ' فنا ومهارة' ، وكل من تجذبه الفرجة في زمن المونديال فحسب ، فالبرازيل هي متعة كرة القدم ، ودونها تأتي المرارة شئت أم أبيت .. هزيمة سببها مدرب أراد أن يعاند فاستبعد نجوما تكفي أسماؤهم لإثارة الهلع في صفوف المنافسين ، مهما كان مستواهم ، أراد أن ' يبتكر' طريقة له عله يسجل اسمه كمن سبقه يوما وفاز دون أن يكون للبرازيل نصيب في الفوز .. قرر أن يأتي باسم البلد وتاريخه ورهبة الاسم قبل أن يحضر بفنون اللعبة .. فكان المتوقع من غالبية الخبراء خروجا لبلد ' الفرجة والمشاهدة الكروية' ..
النجم البرازيلي الأشهر ' سقراطس' ذاك الطبيب الأنيق قال قبل ضربة البداية ، بمثل هذا الفريق البرازيل ستخرج مبكرا جدا ، وكرويف النجم الهولندي الطائر تعجب أن يكون ' الملل ' هو سمة فريق البرازيل ، كثيرون قالوا ما يجب قوله ، لكن المشاهد غير الخبير يعشق الاسم وينتظر دوما تلك المهارة التي صنعت من بلد نجما ساطعا مهما خفتت مهارة الأسماء ..
لاعب ' أحمق ' تناسى أنه رياضي ، وبدلا من التركيز بعد أن عادل لمنتخب المنافس بتسجيله هدفا في مرماه ، قام بضرب لاعب هولندي كما قاطع طريق ، فكان الطرد الفوري من أرض الملعب لمن كان سببا رئيسا في هزيمة بلد وعشاق لعبة مجنونة ، ' ميلو ' اسم ربما تضعه جماهير البرازيل على ' القائمة السوداء' وقد لا يرى نور المنتخب ثانية مع مدرب يحترم تاريخ وطنه الرياضي ..
ولكن ، وقبل كل شيء لا بد من القول بأن الرئيس البرازيلي الذي سيغادر منصبه قريبا بعد حكم ديمقراطي مميز ، كانت حسرته ربما مضاعفة جدا عن كل محبي وعاشقي ' السامبا' ، فالرئيس ' لولا' عاشق حقيقي لكرة القدم ، كونه جاء من رحم الشعب عاملا قبل أن يكون رئيسا ، تمنى ذلك الرئيس المحبوب جدا في أرجاء المعمورة من خصومه قبل مريديه أن تكون ' نهاية الولاية الرئاسية' كأس العالم .. فهو رئيس يستحق وأكثر ، اسم رفض أن يتلاعب بالدستور كما غيره من رؤوساء مجاورين تحت ' ذريعة حب الناس' ، قال كلمته الشهيرة .. كفى ولن أتلاعب بدستور يحمي الوطن .. رئيس صنع نجومية سياسية واقتصادية لبلد كان يعيش أزمات اقتصادية طاحنة ، انتشله من القاع الصناعي ليضعه في مصاف الكبار ، من بلد تثقله الديون إلى بلد دائن ، عملة نقدية كانت تعيش حالة انهيار ، فرفعها لتصبح حالة مستقرة ، خرج للمرة الأولى ببلاده ليكون لها حضورا سياسيا مميزا ، فصنع ' الاتفاق الثلاثي النووي ' مع إيران وتركيا ، تحرك في المنطقة وقال قولا أغضب 'بني صهيون' ، زار أرض فلسطين كمنتم إلى روح التحرر الوطني قبل أن يكون رئيس بلد ، فعل ما لم يفعله رئيس برازيلي سابق ، وربما لاحق أيضا , شخص مبهر بابتسامة تأتي دون اصطناع أو تبرج ..
رئيس كهذا كان يستحق قبل كل الناس أن يحتضن كأس العالم رئيسا في نهاية ولايته الوشيكة .. سلاما 'لولا' وعارا ' يا دونغا'..
ملاحظة : خروج غانا الأفريقي ظلم لا بعده ظلم ، بعد ضياع ضربة جزاء .. إنها الأقدار التي قهرت عشاق أفريقيا وفريقهم الشبابي الجميل ..
تنويه خاص : أسوأ ما في كأس العالم هذا العام ' معارك هامشية' بين الساحر بيليه والساحر ماردونا .. كلامهم ليس بساحر بتاتا .. ربما نسوا أنهم كبار ..
التاريخ : 3/7/2010