
عجلة الانتخابات .. الأهم الغائب عنها
كتب حسن عصفور / عادت روح 'الديمقراطية' تطل في بعض من فلسطين ، وإدارة العجلة المتوقفة بقرار ' ظلامي' إلى جانب من يستخف بهذه القيمة السياسية – الفكرية ، والتي يجب أن تصبح جزءا من ثقافتنا الوطنية وأحد قوانينها التي يجب ألا تكون خاضعة لهذا وذاك .. فالانتخابات حق لا يحق لأي كان العبث به كما حدث في الانتخابات الأهم ، الانتخابات الرئاسية والعامة ..
عاد العمل الانتخابي في فلسطين أو بعضها ، عبر بوابة انتخابات مهنية ونقابية ، لتعيد ذاكرة الفعل الذي توقف بفعل فاعل ، كما عادت الروح لنقابات كاد الصدأ يصيبها بسبب غياب المسؤولية الوطنية لدور النقابة وأهميتها ، وسيادة فهم استئثاري دون وجه حق ، ومتعذرين دوما بسبب وهمي أو اختراع ذرائع سرعان ما تسقط لحظة اتخاذ قرار بإجراء الانتخابات ..
تعود عجلة الانتخابات المهنية مجددا ، بدأت بنقابة الصحافيين والتي أثارت لغطا شديدا حولها ، وبعيدا عن ما لها وعليها ، فهي خطوة لابد منها كي لا تصادر العملية الانتخابية كما غيرها ، ونظرا لكل ما قيل عن الانتخابات فربما يصبح مفيدا أن تكون الانتخابات الماضية خطوة انتقالية لإعادة تنظيم عمل النقابة وتصويب أوضاعها ، وتحديدا تصحيح وتنظيف وترتيب العضوية فيها ، حيث هناك أقوال لا حصر لها على جدول العضوية عموما ، كما عليها أن تتعامل مع قطاع غزة بشكل مختلف وروح مختلفة ، وأن تفتح حوارا جادا مع الصحافيين جميعا ما دام لهم رغبة أن يكونوا جزءا منها .. خطوات تعيد الاعتبار لنقابة مفترض حضورها بقوة في مرحلة الارتباك السياسي العام ..
إن فتح ملف الانتخابات داخل الوطن ، بما يمثله من ضرورة يجب ألا تعيقه مبررات وذرائع ، وقد أحسنت حركة فتح بعد مؤتمرها الأخير أن تعيد هذه الذاكرة لعدد من النقابات المهنية والنقابية ، ولكن مع هذه الأهمية القصوى للاستمرار فيما بدأت ، تقفز إلى الواجهة أسئلة جوهرية تتعلق بمجمل الأجسام النقابية والمهنية ، خاصة تلك التي لم تعرف طريقا لتفعيلها منذ سنوات طويلة ، وكذا مفاهيم باتت وكأنها مسلمات يتم التعاطي معها بطريقة تستخف بكل القيم الوطنية ..
فالحديث عن ' النقابات' يطرح السؤال الأكبر لفصائل العمل الوطني هل سيستمر' التقسيم التاريخي' في النقابات الواحدة ، وهل يصبح لداخل الوطن جسمان نقابيان متماثلان ، وكيف يمكن أن يكون هناك نقابة مهنية ثم يكون هناك اتحاد بذات الاسم والصفة ..
ولتحديد الكلام ، هل ستسمح الفصائل الوطنية ببقاء حال نقابات العمال في فلسطين بما هي عليه ، اتحادان ، قيادتان ، مهام مختلفة تصل أحيانا إلى حد الاشتباك ، فيما نجد اتحادا للمهندسين ونقابات للمهندسين ، واتحاد للكتاب والصحافيين ونقابات لفرعيه ، فيما تنتشر المجالس الطلابية المنتخبة في كل جامعات الوطن ومعاهده التعليمية ، إلى جانب أجسام شبابية إلى جانب الاتحاد العام لطلبة فلسطين ، ولو بحثنا تفصيلا لوجدنا ذلك الحال في مختلف النقابات المهنية ، حيث استمر الحال على ما كان عليه قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية .. نقابات ' الداخل ' هروبا من ' إجراءات الاحتلال' لا تزال تقريبا تعمل وكأن الأمر على ما هو عليه .. مسألة تستحق من قيادة فتح ومعها فصائل العمل الوطني إيلائها جهدا حقيقيا لوحدة النقابات تعبيرا عن وحدة الوطن ..
وتبرز بعض المسائل التي تحدث خللا في الوعي الوطني العام ، عندما تجد بعض نقابات مهنية لها قوانينها الخاصة ومنقسمة على ذاتها بين ' نقابات قطاع غزة' ومثيلاتها في ' الضفة الغربية ' ، بل بعضها ما زال مرتبط بنقابة مماثلة لها بالأردن ، مسألة لا تزال باقية رغم فك ' الارتباط ' منذ العام 1988 وقيام السلطة منذ العام 1994 ..
أهمية عودة عجلة الانتخابات وإزالة الصدأ عنها ، تشكل خطوة حيوية جدا كي لا تختطف ' العملية الديمقراطية' ولكن بات ضروريا مراجعة شاملة لواقع النقابات والاتحادات المهنية والشعبية كي تصبح أداة موحدة وليس منخورة بثقوب لا حاجة لها .. ولعل تجربة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية تمثل نموذجا يمكن الاستفادة منه .. لتستمر حالة التجديد في النقابات ولكن لابد من صياغتها لتكون أداة موحدة لكل الشعب داخل الوطن وخارجه ، ولنغلق كل الملفات المستندة إلى ما قبل قيام السلطة الوطنية .. مهمة تفوق بأهميتها السياسية ' البعد الإجرائي ' الذي يتم الآن ..
ملاحظة : نشرموقع ' المحطة الصفراء إياها ' تقريرا حول انضمام عناصر فتح للتنظيمات السلفية .. تقرير يستبق قيام حماس بشن حملة اعتقالات في صفوف ' السلفيين' .. تقرير بريء أليس كذلك ؟
تنويه خاص : ذكرى اغتيال الحريري تمر باردة جدا ، كم هي مختلفة عن ما سبق ، هي المصالح حيثما تذهب .. المبادئ للكتابة عنها تبدو أفضل ..
التاريخ : 14/2/2010