ابرز ما تناولته الصحافة العبرية 16/12/2014

تابعنا على:   11:47 2014-12-16

نتنياهو يتوعد الفلسطينيين بالعقاب ويطالب فرنسا بوقف مبادرتها، وواشنطن باستخدام الفيتو ضد أي مبادرة تتعلق بالفلسطينيين

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، توعد الفلسطينيين بمعاقبتهم من خلال اتخاذ اجراءات مختلفة ضدهم، في حال توجههم الى مجلس الأمن او محكمة الجنايات الدولية.

جاء تهديد نتنياهو هذا خلال حديث ادلى به للصحفيين في روما، امس، اثر انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وحسب مراسل "هآرتس" المرافق لحاشية نتنياهو، فقد ابلغ نتنياهو الصحفيين بأنه محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قبل عدة أيام، طالبه خلالها بوقف المبادرة الفرنسية التي يدفعها وزير الخارجية لوران فابيوس، لتمرير قرار في مجلس الأمن يحدد فترة عامين للمفاوضات والاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.

وقال نتنياهو للصحفيين: "قلت لهولاند انني اعتقد ان هذه الخطوة سلبية وستحقق نتائج معكوسة مما يبدو، فهذه الخطوة هي عكس اتفاق السلام وستلغي كل مفاوضات مستقبلية وتقود الى التدهور. وقد سمعني هولاند ولا اريد قول ما قاله، لكنني قلت رأيي بوضوح كبير جدا".

 

وطلب نتنياهو من كيري، خلال اجتماعهما الذي استغرق ثلاث ساعات، ان تفرض الولايات المتحدة الفيتو على أي خطوة تتعلق بالموضوع الفلسطيني في مجلس الأمن. مع ذلك رفض نتنياهو الكشف عما اذا وعده كيري بذلك. وقال نتنياهو "اننا نتوقع تمسك الولايات المتحدة بموقفها المتبع منذ 47 سنة، منذ قرار 242، والذي يرى ان كل حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يجب ان يتم من خلال المفاوضات. لن نوافق على تقبل املاءات في هذا الشأن. انا لن اقول ماذا سيكون الموقف الأمريكي ولكنني لا ارى أي سبب يجعلهم يغيرون سياستهم".

 

واشار نتنياهو الى ان كيري لم يشترط خلال المحادثة فرض الفيتو مقابل خطوات سياسية من جانب إسرائيل. وقال: "انهم يعرفون جيدا التدهور الممكن حدوثه جراء اتخاذ قرارات كهذه في الأمم المتحدة. لقد كان هدفي هو نقل رسالة واضحة جدا واعتقد انه تم فهم الرسالة. كيري يحاول منع ذلك وانا آمل بأن ينجح".

 

يشار الى ان وكالة "أي بي" نشرت بأن القيادة الامريكية منقسمة بشأن السياسة التي يجب اتباعها في هذا الصدد، ولم يسفر الاجتماع الذي عقدته مؤخرا عن قرار في الموضوع. وحسب المصدر فقد قال كيري خلال اجتماع القيادة الامريكية انه يجب محاولة تأجيل الخطوة الفلسطينية والمبادرة الفرنسية الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. كما اعتبر العنف المتزايد في المنطقة سببا آخر لتأجيل الخطوة. اما مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فدعمت اجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين في محاولة للتوصل الى صيغة تسوية يمكن التصويت عليها.

 

وقال نتنياهو للصحفيين، امس، ان اسرائيل سترد على الخطوات الفلسطينية الاحادية الجانب، سواء ما يتعلق بمشروع القرار في مجلس الأمن او انضمام الفلسطينيين الى وكالات الأمم المتحدة او المحكمة الدولية للجنايات في لاهاي. وقال: "نحتفظ لأنفسنا بحق العمل وطرق العمل في اوضاع مختلفة، ولا فائدة من كشف ردنا المحتمل".

وفي رده على سؤال حول احتمال توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية ضد اسرائيل، قال نتنياهو انه يمكنهم عمل ذلك حتى اذا لم يتم فرض الفيتو على مبادرتهم، لكنني لا اعتقد انهم سيسارعون الى ذلك لأنهم يفهمون اننا سنقوم برد مضاد على خطوة كهذه. لا يمكنهم الاستهتار بإمكانية قيامنا بالعمل ضدهم في مجالات مختلفة. في هذا الملعب يمكن ان يلعب اثنان، هناك الكثير من المجالات، بعضها في المجال المباشر وبعضها في مجالات ابعد، وانا لا اتحدث عن عمليات عنيفة".

 

ورفض نتنياهو التطرق الى الانتخابات في اسرائيل. وخلال لقاء مع الصحفيين الاسرائيليين الذين رافقوه الى روما، سئل نتنياهو عن عدة قضايا تتعلق بالانتخابات فقال: "انا في مهمة سياسية ولذلك لن اتطرق الى مواضيع حزبية وسأتطرق الى ذلك بعد عودتي الى البلاد".

عريقات يتكهن بعدم طرح المبادرة الاوروبية للتصويت

تكهن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، بأن المبادرة الاوروبية لن تصل الى التصويت في مجلس الأمن، وانه سيتم التصويت فقط على المبادرة الفلسطينية بدعم عربي.

وقال عريقات لراديو "الشمس" امس، انه لم يتم الحصول على تأييد تسع دول حتى الآن في مجلس الامن، كي يتم تمرير القرار، لكنه يعتقد ان دولا مثل فرنسا ولوكسمبورغ ستتعامل بايجاب مع المبادرة وتدعمها. وقال ان الموقف الامريكي قد يتضح خلال اللقاء الذي سيعقده كيري مع وفد وزراء الخارجية العرب، اليوم. واوضح انه اذا فشلت المبادرة الفلسطينية، ولم تحصل على تأييد الغالبية او فرضت الولايات المتحدة الفيتو، فان الفلسطينيين سيتوجهون الى محكمة الجنايات الدولية.

واضاف: "نحن لسنا في حالة انتظار، وانما في وضع يتحتم فيه العمل، ولكن اذا قامت في اسرائيل قيادة مستعدة للتفاوض على اسس واضحة، في جوهرها حدود 1967 وانهاء الاحتلال من خلال جدول زمني محدد، فنحن سنكون دائما على استعداد لذلك". واضاف: "الصورة الآن هي ان المستوطنات تواصل النمو والبناء على اراضي الدولة الفلسطينية، ولذلك يتحتم على المجتمع الدولي العمل اذا اراد انقاذ حل الدولتين".

الأردن ينفي تسريع المبادرة الفلسطينية والتصويت عليها غدا!

في هذا السياق ادعت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان الوفد الأردني في الأمم المتحدة نفى ما نشره الفلسطينيون حول نيتهم تسريع التصويت في مجلس الأمن على المبادرة التي تدعو الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحسب الصحيفة فقد قالت سفيرة الأردن لدى الأمم المتحدة، دينا قعوار، انها تنتظر نتائج اللقاء الذي عقده جون كيري مع نتنياهو ومع نظرائه الاوروبيين بشأن الخطوات القادمة.  وأضافت: "ليست لدي انباء جديدة في هذه الأثناء".

على الصعيد ذاته، سيلتقي كيري، اليوم، بالوفد الفلسطيني برئاسة صائب عريقات، ليطلب منه تأجيل التوجه الى الأمم المتحدة لتمكينه من استنفاذ محاولاته لاستئناف العملية السياسية. كما سيلتقي كيري وفد وزراء الخارجية العرب وطلب دعمهم لاستئناف المفاوضات. 

وفي هذا السياق سيلتقي الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرس، في باريس، اليوم، وزير الخارجية لوران فابيوس، على خلفية التطورات الأخيرة: تبني مجلس الشيوخ الفرنسي لقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمبادرة الفرنسية في مجلس الأمن. وسيناقش بيرس مع فابيوس امكانية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين الى جانب الحفاظ على أمن مواطني اسرائيل. كما سيناقشان الاحداث المعادية للسامية، التي تعاني منها الجالية اليهودية.

اردان يطلب سحب المواطنة من ثلاثة مواطنين عرب

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير الداخلية غلعاد اردان قدم طلبا الى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، بالسماح له بسحب المواطنة الاسرائيلية من ثلاثة مواطنين عرب بسبب تورطهم في الارهاب.

وكان أردان قد قرر قبل شهر، سحب الاقامة الدائمة من المواطن الفلسطيني محمد نادي، الذي ادين بنقل الانتحاري الذي فجر نفسه على مدخل "الدولفيناريوم" في تل ابيب في حزيران 2001، والذي قتل 21 اسرائيليا. كما قرر اردان سحب الإقامة من نادية ابو جمل، زوجة منفذ عملية الدهس في القدس، والتي كانت قد حصلت على الاقامة في اطار شمل العائلة. وقال اردان انه "يتحتم على كل من يتورط في الارهاب المعرفة بأنه سيكون لذلك تأثيرا على عائلته".

ويسعى اردان هذه المرة الى الغاء مواطنة ثلاثة مواطنين عرب من اسرائيل هم محمد مفارنة وضرغام محاجنة وعرسان أسعد. ولأنه يمكن للمحكمة الادارية في المحكمة المركزية فقط، الغاء المواطنة، فقد توجه اردان الى المستشار القضائي طالبا مصادقته على الطلب. يشار الى ان محمد مفارنة حصل على المواطنة الاسرائيلية في صغره، بفضل والده الذي حصل على الجنسية الاسرائيلية. وفي اليوم الاخير لعملية "عامود السحاب" في غزة، في 21 تشرين الثاني 2012، قام بزرع قنبلة داخل حافلة الركاب رقم 142 في تل ابيب، والتي انفجرت في شارع "الملك شاؤول". واسفر الانفجار عن اصابة 27 شخصا. وحكم على مفارنة بالسجن لمدة 25 سنة.

اما ضرغام محاجنة وعرسان اسعد، فهما مواطنان اسرائيليان غادرا البلاد في عام 1970 وانضما الى فتح، وشاركا في عمليات ارهابية. وقد عادا الى اسرائيل قبل عدة سنوات، وحكم على احدهم بالسجن لمدة سبع سنوات، بينما لم تتم ادانة الثاني بسبب تقادم الزمن.

اعتقال خلية فلسطينية يدعي الشاباك انها خططت لتنفيذ عملية انتحارية

كتبت "هآرتس" ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت خلال الأشهر الأخيرة، خمسة فلسطينيين، بينهم مواطنة من جنين واربعة من قرية عتيل قرب طولكرم، بشبهة التخطيط لتنفيذ عملية انتحارية في منطقة تل ابيب.

وقال جهاز الشاباك الذي كشف النبأ، امس، ان الخمسة اعترفوا بالتخطيط للعملية، وانه تم تقديم لائحتي اتهام ضد اثنين منهم. ويدعي الشاباك ان الخلية كانت على اتصال مع ناشط من غزة، وعدهم بتقديم المساعدة واعداد الحزام الناسف.

وحسب الشاباك فان الشابة ياسمين شعبان (31 عاما) من جنين، كانت ستنقل الحزام بعد تنكرها بزي امرأة يهودية حامل، والحصول على تصريح بدخول إسرائيل لأسباب طبية. كما يدعي الشاباك ان افراد الخلية خططوا لاستخدام منزل في إسرائيل يقيم فيه عمال غير قانونيين.

النيابة تعرض شريطا يدين قاتل نديم نوارة

كتب موقع "واللا" انه منذ اعتقال الجندي بن ديري، من ريشون لتسيون، بتهمة قتل الفتى نديم نوارة خلال تظاهرة يوم النكبة في بيتونيا، يرافقه رفاقه في الوحدة التي خدم فيها، ويدعون ان ديري هو "بطل اسرائيل" وضحية للنظام أدى مهامه بإخلاص، لكن النظام تخلى عنه وفرض عليه عقوبة لا يتقبلها أي منطق.

ويعتقد رفاقه انه "تحطم" نتيجة اعتقاله، وان الشعور الذي يرافقه وابناء عائلته، منذ اعتقاله، هو ان النظام، بما في ذلك حرس الحدود، تخلى عنه، رغم انه ضحى بثلاث سنوات من حياته دفاعا عن الدولة. ويدعي محاميه، تسيون امير، ان هناك الكثير من علامات التساؤل حول ما اذا تم استخدام النيران الحية خلال التظاهرة 

ورغم نفي ديري المطلق بأنه استخدم الرصاص الحي والشكوك الكثيرة التي اثارها محاميه في المحكمة، الا ان القاضي رومانوف، كتب امس الأول في قراره، بان الادعاءات التي طرحها المحامي لا تنتقص من الصورة القائمة في هذه المرحلة من الدعوى، وانه سيتم فحصها خلال المداولات في الملف الرئيسي. وكتب القاضي ان المدعية تملك ادلة ترسخ الادعاء بأن المدعى عليه كان يعرف ما يفعله، وفعل ذلك بشكل متعمد. واستنتج القاضي ان المدعية تملك ادلة ترسخ ادعاءاتها ضد الجندي.

وكانت النيابة قد عرضت امام المحكمة مقاطع من الشريط الذي التقطه مصور شبكة "سي ان ان"، والتي لم يتم بثها في حينه، ويظهر فيها ديري وهو يخرج مخزن الرصاص المطاط من البندقية ويضعه على حافة الشرفة التي وقف عليها، وبعد فترة وجيزة، شوهد وهو يعيد مخزن الرصاص المطاط الى مكانه، ومن ثم يضع مخزن رصاص حي داخل درعه. وحسب النيابة فانه لا يوجد أي تفسير آخر الا قيام ديري بإخراج رصاصة حية من المخزن ووضعها في مخزن الرصاص المطاط لكي يطلقها على احد المتظاهرين عمدا والتسبب بموته، من خلال ادراكه لأبعاد فعلته ونتائجها المتوقعة.

اعتقال ثمانية مقدسيين بتهمة التحريض على قوات الامن!

ذكر موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان الوحدة المركزية في شرطة القدس، وبالتعاون مع الشاباك وقوات "يسام" وحرس الحدود، اعتقلت ثمانية فلسطينيين من القدس الشرقية، بشبهة التحريض على التعرض لقوات الأمن الاسرائيلية. ويشتبه الثمانية، الذين يتماهون مع فتح وحماس، بنشر صور وافلام ونصوص محرضة على صفحاتهم في الفيسبوك، تهلل لمنفذي العمليات الأخيرة في القدس وتدعو الى المس بقوات الأمن وتنفيذ عمليات ضد اليهود. وحظيت هذه المنشورات بتأييد الكثير من رواد الصفحات، وجرّت نشر رسوم كاريكاتورية وصور محرضة.

وسيطرت الشرطة خلال عملية الاعتقال على الحواسيب الشخصية واجهزة الهاتف الخليوي ووسائل اعلامية ومنشورات محرضة وقنبلة مرتجلة. وقررت محكمة الصلح امس تمديد اعتقال الثمانية حتى يوم الخميس.

 

المحكمة المركزية تعيد ملف بركة الى الصلح وتنتقد قرار ادانته

 

كتبت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة المركزية في تل ابيب ناقشت امس، استئناف النائب محمد بركة (الجبهة) على قرار محكمة الصلح ادانته بالاعتداء على شخص خلال تظاهرة جرت ضد الحرب في لبنان في عام 2006. وقرر القضاة اعادة الملف الى محكمة الصلح، واعربوا عن استغرابهم لعدم تفسير قاضي محكمة الصلح دانئيل باري، لقراره عدم تطبيق الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها بركة، على هذا الملف.

 

وكان باري قد ادان بركة في اذار الماضي، بمهاجمة يتسحاق حنانيا خلال التظاهرة، وفي الوقت ذاته برأه من تهمة مهاجمة جندي خلال مظاهرة نظمها اليسار ضد بناء الجدار الفاصل في عام 2005. وفرض على بركة دفع غرامة بقيمة 650 شيكل. وسبق للمحكمة ان شطبت بندين من لائحة الاتهام ضد بركة، كونهما تسري عليهما حصانته البرلمانية. وخلال النقاش، امس، سأل القضاة ممثلي النيابة عن سبب اصرارهم على اتهام بركة بالاعتداء على المواطن، وقالوا انه بالمقارنة مع التهم التي تم شطبها فان هذه التهمة تعتبر ابسطها.

وقال القضاة انه "في ظل الظروف الناشئة، توصلنا الى انه لا مفر من اعادة الملف الى محكمة الصلح كي تفسر قرارها ولماذا لم تطبق حصانة بركة". واكد محاميا بركة، حسن جبارين وارام محاميد من مركز عدالة، ان بركة لم يعتد على المدعي وانما دافع عن اوري افنيري الذي هاجمه حنانيا بكلمات نابية. ونفى بركة ان يكون قد ضرب حنانيا بمرفقه وبقبضة يده.

ملف الانتخابات الاسرائيلية

ضربة لنتنياهو: الغاء قرارين يصبان في مصلحته في الانتخابات التمهيدية

كتبت صحيفة "هآرتس" ان محكمة الليكود الداخلية وجهت ضربة الى زعيم الحزب نتنياهو، بعد قرارها، امس، الغاء قرارين صادق عليهما مركز الحزب، في الأسبوع الماضي: تقديم موعد الانتخابات الداخلية لقائمة المرشحين للكنيست، والتي تقرر اجراؤها بشكل متزامن مع انتخابات رئاسة الحزب، وموافقة الحزب على طلب رئيس الحكومة تخصيص مقعدين متقدمين لمرشحين من قبله.

وحددت المحكمة تناقض هذين القرارين مع دستور الحزب لأنه لم يتم اتخاذهما بتأييد ثلثي المصوتين، وكان ينقص نتنياهو 41 صوتا. وبسبب عدم اتخاذ قرار المحكمة بإجماع القضاة الثلاثة، قرر المستشار القضائي للحزب ابي هليفي، تقديم طلب لمناقشة الموضوع مجددا بتركيبة خمسة قضاة، وتمت المصادقة على الطلب.

يشار الى ان المقربين من نتنياهو إدعوا ان قرار اجراء الانتخابات لرئاسة الحزب وقائمة المرشحين في آن واحد يهدف الى توفير ملايين الشواقل، لكن هذا القرار ينطوي على هدف سياسي آخر. فقد قالت مصادر في الليكود ان اجراء الانتخابات للرئاسة والمرشحين للكنيست في آن واحد، سيدعم الى حد كبير اعادة انتخاب نتنياهو، اذ سيشارك في التصويت عددا كبيرا من اعضاء الحزب الذين سيجندهم كل من يريد ترشيح نفسه لرئاسة الحزب او للكنيست.

ويمنع قرار المحكمة في حال لم يتم تغييره، نتنياهو من ضمان مقاعد لشخصيات يرغب بضمها الى قائمة المرشحين، كالجنرال يوآب غلانط، الذي كشفت مصادر في الحزب امس ان نتنياهو ينوي تخصيص مكان له في موقع متقدم. يشار الى ان الاعتراض على قراري مركز الحزب تم تقديمه من قبل موشيه فايغلين الذي ينافس على رئاسة الليكود.

كحلون يرفض التحالف مع لبيد

اجتمع رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد، مع رئيس حزب "كلنا" موشيه كحلون، وعرض عليه خوض الانتخابات في قائمة مشتركة. وقد رفض الناطقون في الحزبين كشف فحوى اللقاء. ويعمل لبيد منذ اسابيع على دفع مسار للتعاون مع كحلون وليبرمان، في محاولة لتشكيل كتلة وسط سياسي. لكن كحلون وليبرمان رفضا ذلك.

وحسب "هآرتس" فقد اجرى لبيد، قبل اجتماعه بكحلون، سلسلة من الاستطلاعات لفحص الانجازات التي يمكن ان يحققها التحالف. وحسب مصادر في "يوجد مستقبل" فان من شأن خطوة كهذه ان تزيد من قوة الحزبين بشكل كبير، ويجعل الكتلة المشتركة مرشحة لتشكيل الحكومة. لكن المقربين من كحلون يشككون بذلك، وقالوا ان استطلاعات اخرى تتوقع انسحاق حزب كحلون في حال انضمامه الى لبيد.

نشطاء شاس يهاجمون مؤتمر يشاي ويتهمونه بالخيانة

اعلن ايلي يشاي، امس، عن تأسيس حزب جديد، لخوض الانتخابات، بعد انشقاقه عن "شاس". وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يشاي، اندفع قرابة 20 ناشطا من "شاس" الى القاعة، ورددوا هتافات "خائن"، وقاموا بتمزيق شعارات "الشعب معنا" وانتزعوا صورة الحاخام عوفاديا يوسيف عن المنصة. ولم يتمكن نشطاء يشاي من صدهم، واضطر يشاي الى مغادرة المكان بحراسة الشرطة.

وكتبت "هآرتس" ان هذا الحادث يشير الى حدة التمزق بين رمزي حركة "شاس" ارييه درعي وايلي يشاي، بعد سنة وعدة اشهر من وفاة زعيم الحزب عوفاديا يوسيف، وبعد 30 سنة من تأسيس "شاس". وكان يشاي قد صرح في بداية المؤتمر الصحفي انه يترك حزب شاس لكنه لا يترك طريقه، لكنه تهرب من اسئلة الصحفيين بشأن خرقه للأمر الواضح الذي اصدره عوفاديا يوسيف قبل مماته بشأن ايداع الحزب في ايدي ارييه درعي ومجلس حكماء التوراة.

 

وحسب يشاي فان حزبه سيشكل مفاجأة انتخابية وسيحقق اكثر من عشرة مقاعد. ويأمل ايلي يشاي بأن يساعده النائب يوني شطبون، الذي اعلن انضمامه اليه، على تجنيد اصوات المهاجرين من فرنسا. ويعتبر شطبون، الذي استقال من "البيت اليهودي" متمردا لأنه صوت ضد قانون التجنيد. وتحول منذ ذلك الى "عزيز المتدينين".

 

استقالة برافرمان من الحياة السياسية

 

كتبت "يسرائيل هيوم" ان النائب ابيشاي برافرمان اعلن، امس، استقالته من الحلبة السياسية، وعدم نيته المنافسة على مكان في قائمة حزب العمل المشتركة مع ليفني. وكان برافرمان قد شغل خلال السنوات الماضية منصب وزير الاقليات ورئيس لجنة المالية ورئيس لجنة الاقتصاد. وقال انه عمل من خلال مناصبه على خدمة الدولة والمجتمع الاسرائيلي، وتحقيق حوار اقتصادي اجتماعي مسؤول واخلاقي في الكنيست.

 

وحسب رأي برافرمان فان حزب العمل يطرح في الانتخابات المقبلة، ولأول مرة منذ فترة طويلة، فرصة حقيقية لاستبدال سلطة اليمين ونتنياهو. وقال: "هناك فرصة حقيقة لتحقيق انقلاب يأتي بقيادة افضل لإسرائيل. ويتسحاق هرتسوغ يتمتع بقدرات ومواهب تمكنه من قيادة الدولة وتحقيق الأمل".

 

مقالات

ليفني وهرتسوغ شطبا اليسار

ترى راحيل نئمان في مقالة نشرتها في "هآرتس" انه تم شطب كلمة اليسار من المنتج الجديد الذي اعلن عنه يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، خلال الاعلان عن توحيد حزبيهما، وبدلا منه اعلنت ليفني عن ميلاد حزب وسط صهيوني قومي ووطني. وقد ابتلع هرتسوغ هذه الكبسولة دون ان يرمش له جفن، اذ ربما لا يصدق هو ايضا، انه يترأس حزبا يساريا.

وتضيف: ربما كان من المناسب شطب كلمة اليسار، لأنه لم يتم ذكر "المبادرة السياسية" الا مرة واحدة في خطاب هرتسوغ المتحمس، ولم تنطق ليفني بكلمة الفلسطينيين. لقد ذكر كلاهما انهما سيعملان من اجل اتفاق اقليمي، لكنهما لم يذكرا الصراع او المناطق الفلسطينية او الاحتلال. وكان المشهد كله يبدو خياليا، وطرح السؤال: لماذا دخل هذان تحت مظلة الزواج؟ هل لكي يخففان من الهدف الذي يفترض ان يترأس جدول اعمال الحكومة القادمة؟ ام انه من الواضح لهما ان جوهر الوسط لن يسمح بإجراء نقاش جدي حول المسائل الجوهرية، ولذلك لا فائدة من التطرق اليها في المؤتمر الافتتاحي؟

ويطرح السؤال عما اذا كان بمقدور المعسكر الصهيوني الجديد، الذي يتلون بأطياف الليكود القديم والمعراخ القديم، التفكير خارج شعارات السلام والأمن التي يطرحها اليمين. هل سيعلن هرتسوغ في اول خطاب له كرئيس للحكومة، عن خطوات لإعادة الثقة، كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين امضوا عشرات السنوات في السجن، او تسهيل التنقل بين غزة والضفة، وزيادة تصاريح لم شمل العائلات، وفي اعقاب ذلك استئناف المحادثات؟ هل سيقول انه ينوي التقاء محمود عباس فورا ودعوته الى مقر رئيس الحكومة في القدس؟ هل سيتجرأ على مواصلة ما بدأه ايهود اولمرت قبل ست سنوات؟ لقد تراجع هذا الأمل بعد الظهور المشترك لهرتسوغ وليفني.

ان مبادئ اليسار، التي شطبتها ليفني، لكنها لا تزال تشكل الأمل الوحيد بالنسبة لقسم من الاسرائيليين، ستتعرض الى الاقصاء امام الصهيونية الاثنية التي يطرحها لبيد، والجنسية التي يطرحها كحلون، والقومية التي يطرحها ليبرمان. وسينهار هدف التسوية مع الفلسطينيين تحت مظلة جهات تجمعها شهوة واحدة هي اسقاط نتنياهو. ولا حاجة لأن تكون نبيا، كي تتكهن بأن هذا الوسط السياسي سينهار بعد عام او عامين، ويخلي الساحة لليبرمان.

هل نشهد سرابا يمهد فيه هرتسوغ طريق ليبرمان لرئاسة الحكومة؟ هل ستكون حكومة برئاسة هرتسوغ مجرد فاتحة لحكومة بقيادة بينت وليبرمان؟ اذا تشكلت حكومة برئاسة العمل فستكون مجرد حدث قصير، وأمل خائب؟ يمكن النقاش حول ما اذا كانت ستشكل مأساة او مهزلة، ولكنه يبدو ان ليفني لن تصبح، مرة اخرى، رئيسة للحكومة.

إنسوا الانقلاب

تكتب طال نيف في "هآرتس" ان يتسحاق هرتسوغ سارع الى الصراخ في مؤتمر حزب العمل بكلمة "انقلاب" عدة مرات، قبل أن يهدا غبار الظهور المخجل لتسيبي ليفني في برنامج "وضع الأمة" الذي قالت خلاله انها ويتسحاق هرتسوغ قررا، كالزوجين، "ازالة النفايات" في اشارة واضحة الى شريكها السابق بنيامين نتنياهو.

وعلى غرار الحائكين الذين حاكوا الملابس غير المرئية (في قصة الملك العاري)، يبدو ان من حاكوا الملابس لهرتسوغ يعتقدون ان الاتفاق المشترك هو "نطاق" واسع. وربما يكون قد اعتقد ذلك لوحده، سيما ان هناك وفرة من الاستعارات الجوفاء. اما شريكته، فقد قامت بتحلية ظهورها، الذي تراوح بين الابتذال وسوء التصرف، وما يعرف باسم "التعبير السافر"، من خلال توجيه شتيمة غضة.

هذا مؤسف، لأنه في مسألة واحدة لا يمكن التشكيك بتميز ليفني – اظهار القدرات القيادية والكاريزما خلال الحملات الانتخابية. ولا يمكن الاستهتار بهذه الميزة، فهي لا تزال قائمة، حتى اليوم. بل أكثر من ذلك، انها جاءت في الواقع لترسيخ المصطلح المهم "اليمين المتطرف"، في سبيل تمييز الوسط السياسي عن الآخرين، ولكي تقلب الجرة على فمها 

ان ظهورها في برنامج "وضع الأمة" ليس الا أعراض ظاهرة واسعة الانتشار: عدم التمييز بين المرتفع والمنخفض، ما بعد الحداثة الخبيثة. لقد اوضحت قائلة ان خطوتي في حكومة نتنياهو كانت اجراء مفاوضات لصالحي، تماما كما فعلت مع بوغي (هرتسوغ) ولذلك يجب التصويت لي. فأنا جيدة في احناء الناس. وتعتبر ليفني عيبها بمثابة ميزة، ولا تتحدث بتاتا عن ليونة مواقفها طوال سنوات، وانما عن حصانتها الماكرة. وهي تقول ان العالم يتحرك الى اليمين، اما هي فتعتبر الشمس التي تحلق من حولها النجوم.

مع ذلك يجب التحذير بأن المشكلة لا تكمن في اليساريين، وانما في الافكار الواهية لكل من شخصوا بأن المواد السامة التي تغلغلت في باطن الأرض، وحولت إسرائيل الى دولة يهودية – قومية – دينية، ستختفي بفضل الانتخابات، او سيتم وقفها وصدها، وعندها ستتغير.

صحيح انه بدون رئيس، بدون نتنياهو نفسه، سيختفي جنون العظمة والعدوانية العلنية، وستختفي الحاجة الى ارضاء بينت وليفين وستروك وشكيد. ويمكن ايضا، انه بدون "روح القائد" سيتباطأ الانهيار. ولكن بما انه لا يتوفر خيار بناء حكومة يسار وسط، يعود الجميع الى نقطة واحدة: يمكن لكل حزب ، باستثناء الليكود والبيت اليهودي، ان يشكل جزء من ائتلاف غير يميني ومتطرف. ومع ذلك فان بينت، الذي ادخل الى حزبه الآن حصانا خشبيا، يشمل د. رونين شوفال من عوفرا – لن يختفي كما لن تختفي النظرية التي يمثلها.

أحلام الفانتازيا والخدود الموردة التي تنتظر الانتصار لم تصطدم بعد بحركة ميرتس التي ستحاول الحصول على اصوات من الوسط السياسي، ولم تصطدم، ايضا، بواقع ميل الوسط نحو اليمين، ولا بمجموعة كحلون المبنية بطريقة عضو يحضر عضوا آخر. كفي للحلم بالانقلاب، فانه لن يتحقق. لأنه على الرغم من عدم الاختلاف على حاجة اسرائيل الآن الى قيادة معتدلة وديموقراطية، فان الجمهور لا يرغب بحكومة كهذه، وليس ناضجا لوقف البناء بشكل مطلق في المستوطنات، ولا لتعديل الحدود. الشعب تعرض الى مسح دماغ ويغوص في الدين والمزامير.

لكي يحقق الانتصار يسعى مفهوم "ما بعد الحداثة"، لدى ليفني، الى حل التقسيم بين اليمين واليسار بواسطة اعادة بلورة تعريف "المتطرف" وترسيخ نفسها في الوسط. ولكن ما بعد الحداثة يواجه مشكلة وهي ان الوسط غير قائم.

ليس لدى العرب ما يبحثون عنه في الكنيست

كتب الاستاذ سلمان مصالحة في "هآرتس" انه طالما لم يغير معسكر هرتسوغ – ليفني الذي يطالب بالتاج، جوهر تفعيله السياسي، فانه يمكن لبنيامين نتنياهو واليمين مواصلة النوم بهدوء.

ويضيف: احيانا، اتلقى بعد نشر مقالاتي محادثات هاتفية من شخصيات سياسية. وقد تلقيت محادثة كهذه بعد مقالة نشرتها قبل الانتخابات السابقة، ودعوت من خلالها المواطنين العرب الى مقاطعة الانتخابات. لقد جاءت المحادثة من زعيمه "الحركة" تسيبي ليفني التي قالت لي انها توافق مع الكثير مما اكتبه ولكن ليس هذه المرة، "لأنه من المهم الوصول للتصويت كي ننتخب حكومة اخرى ورئيس حكومة آخر". والنهاية معروفة، لقد انضمت الى الحكومة وارتمت في حضن نتنياهو الدافئ، الى أن القى بها خارجا وركض لتبليغ ذلك الى المجتمع الاسرائيلي خلال مؤتمر صحفي.

وفي الواقع ان ما قلته لليفني في حينه، يصبح صحيحا بشكل اكبر اليوم. طالما بقيت السلطة في إسرائيل تقوم على طهارة اليهود، فانه ليس لدى العرب ما يبحثون عنه في الكنيست. يتم استغلال النواب العرب كورقة التين التي تخفي عري الأبرتهايد الاسرائيلي. ولذلك يجب على العرب مقاطعة الانتخابات. صحيح ان السياسيين العرب صرخوا بعد رفع نسبة الحسم وادعوا ان هدفها صد الطريق امامهم الى الكنيست، لكن هذا خطأ احمق، لأنه يتم صد النواب العرب في الكنيست منذ قيامها. لا احد يأخذهم في الاعتبار، ولم يكونوا أبدا في أي ائتلاف، ولم يشاركوا أبدا في السلطة، ولم يشغلوا أي منصب تنفيذي.

يجب ان يصبح قادة الدولة الصهيونية حمقى بشكل مطلق، كي يتنازلوا عن الخدمة الثمينة التي يزودها لهم النواب العرب بثمن باخس. اسرائيل تستخدم مشاركة العرب في الانتخابات كحبة الدواء الوهمي - فهي تهدئ الجمهور العربي الذي يتم دفعه الى الزاوية في كل المجالات.  كما تستغلهم لاظهار إسرائيل على الساحة الدولية كدولة ديموقراطية تمنح مواطنيها العرب مقاعد في البرلمان وامكانية اسماع اصواتهم.

النواب العرب يتحدثون في الكنيست الى جدران صماء. ويمكن اطلاق صرختهم الحقيقية خارج جدران الكنيست. يجب التوجه الى الأمم المتحدة والتنظيمات الدولية وطلب الحماية امام تنكيل السلطة الاثنية بالسكان العرب. ومن المؤكد ان تأثير الصرخة على الحلبة الدولية سيكون اكبر. ولذلك يجب القول بشكل واضح انه طالما لم يغير قادة "القومية" لدى الغالبية طريقتهم وبرنامج تفكيرهم، وطالما يتم اقصاء 20% من مواطني الدولة على خلفية عرقية، عن اروقة السلطة، لا يوجد لدى العرب ما يبحثون عنه في الكنيست. فالمواطن العربي سيواصل الحصول على الفضلات حتى بدون وجود نواب عرب. فهذه مصلحة واضحة للسلطة.

ولكن اذا أصر العرب على المشاركة في اللعبة المبيوعة، فقد حان الوقت كي يضع منتخبوهم حدا لكل الذين يطالبون بتاج تركيب الحكومة، سيما ان هرتسوغ يتسلى مؤخرا في الحديث عن تركيب حكومة بدعم من الاحزاب العربية، التي ستبقى خارجها طبعا. يجب القول للزوج الجديد، بوغي وليفني، ان هذه الألاعيب انتهت. ويجب التوضيح لهما بشكل مطلق: لن تقوم كتلة حاسمة. ومن يبني على ذلك فليترك البدلة في الخزانة. كل من لا يأخذ في الاعتبار الاحزاب العربية او الحزب العربي – اليهودي، يعلن بأنه لا فرق بينه وبين بقية عنصريي الوسط واليمين المتطرف. باختصار: ابحثوا عني!

غطاء أخلاقي للظلم والفساد

ينشر دانئيل دورون مقالة في "يسرائيل هيوم" تعج بالتحريض على القيادة الفلسطينية، والتعامل معها كمجموعة من المجرمين الذين يستعبدون الفلسطينيين. وكتب دورون عن الدعوة التي كان قد وجهها قرابة الف إسرائيلي، من حملة جائزتي نوبل وإسرائيل، والشخصيات الاجتماعية والسياسية والجنرالات السابقين والكتاب ورجال الاعلام والقانون والاطباء، الى البرلمان البريطاني لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ويضيف: "ظاهريا كان هذا يمثل دعما نبيلا للحقوق السياسية للمظلومين، الى ان تم الوقوف على المعنى الحقيقي لهذا التوجه - فرض دولة اجرام عربية أخرى على الفلسطينيين البائسين. يمكن فقط للفساد الأخلاقي العميق، والخطاب المزدوج، والمخادع، والساخر، الذي يعرض الظلم الكبير على انه يحقق العدالة، ان يسمح بعرض هذا العمل الإجرامي – الذي سيدفع ثمنه الفظيع العرب الفقراء، خاصة النساء والأطفال والمحرومين – على انه خطوة لتطبيق حقوق الانسان.

لقد كتب التاريخ لجيراننا، عرب منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين (والتي اعدت لاقامة الوطن القومي اليهودي كجزء من صفقة تخلى العرب بموجبها عن هذه المنطقة مقابل غالبية مناطق الامبراطورية العثمانية التي حررتها دول الحلفاء) – ان يكونوا تعساء، يعيشون حالة فقر رهيبة ويستعبدون من قبل "سلطة" من المجرمين. وهم، مثل غالبية العرب، ضحايا للثقافة الإسلامية الباثولوجية، ثقافة الاستبداد الديني، والعبودية والفقر، المغروسة في المبنى العائلي البطريركي الطاغي، والذي تحرم فيه النساء والأطفال من أية حقوق إنسانية.

لقد كتب علينا ان نكون جيرانا. وكبشر يمنع علينا اظهار عدم المبالاة امام كارثتهم، حتى وان كان يتم استغلالها لخوض حرب ابادة ضد اسرائيل. علينا بذل كل شيء لمساعدتهم على التحرر من الطغيان والاستغلال الذي يفرضه عليهم قادتهم في الماضي والحاضر، من العثمانيين والبريطانيين وحتى ابناء شعبهم، كالمفتي وعرفات وابو مازن. علينا مساعدتهم على النمو الاقتصادي وبلورة مجتمع انساني.

فرسان "الحقوق" لا يهتمون بالبشر. فطوال 60 عاما لم يفعلوا شيئا لتفكيك نظام الاحتكار الذي ولدته الاشتراكية في إسرائيل، ولم يحاربوا مركزية السلطة ورأس المال التي افسدت إسرائيل وجعلت شعبها فقيرا. أنهم يهتمون فقط "بالآخرين" وبالسياسة، بإعطاء الفلسطينيين دولة لن تعمل على تحسين حياتهم، وانما ستزيدها سوءا.

 

ان تحويل السلطة الفلسطينية المجرمة والظالمة، المؤلفة من عصابات القتلة واللصوص، الى دولة، ستزيد من مرارة الحياة لسكانها، وستقضي عليهم في حرب دينية. لقد قمنا في أوسلو بعمل قاس عندما فرضنا على الفلسطينيين في المناطق مجموعة الجريمة والإرهاب بقيادة عرفات، تحت الحجة الساخرة بأنهم سيحاربون، نيابة عنا، حركة حماس (التي بنيناها نحن بذكائنا) دون أي تحفظ من قبل المحكمة العليا وبتسيلم.

يمكن للعمى الأخلاقي العميق فقط أن يفسر دعم إقامة دولة الجريمة الفلسطينية، دون أي اعتبار للعواقب الكارثية التي ستسببها هذه العملية الاجرامية. فمن الواضح أنه في غضون أسابيع ستسيطر عليها حركة حماس في الضفة الغربية، كما فعلت في غزة، وستشن هجمات صاروخية على وسط البلاد.

لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تتجاهل، كما تجاهلت الحكومات الإسرائيلية بشكل مخجل، سنوات من القصف على سديروت والنقب. وستضطر إسرائيل هذه المرة فعلا الى احتلال اراضي الضفة ("الاحتلال" هو خدعة دعائية، إلا إذا كان يعني الاحتلال من قبل عرفات وجماعته القتلة.)

سوف تكون الحرب دامية داخل المناطق المأهولة المكتظة. وسيسقط عشرات الآلاف من الضحايا في الجانبين. وسيهرب معظم العرب بالتأكيد الى الأردن ويسقطون النظام الملكي هناك ويقيمون غزة أخرى الى الشرق منا. هذا هو المعنى الحقيقي لدعم "معسكر السلام" للدولة الفلسطينية. قمع ودم ونار ودخان، حرب ستبعد السلام.

نهاية عهد التصويت الاوتوماتيكي

يكتب الون فوكس في "يديعوت احرونوت"، ان سكان اسرائيل لا يذكرون حالة لم تفرض فيها الولايات المتحدة الفيتو على أي اقتراح معاد لإسرائيل في مجلس الأمن. ولا يذكرون ذلك لأن هذا لم يحدث. ولذلك، ومن دون ان ننتبه تقريبا، بدأت في روما، امس، دراما سياسية تم دفعها جانبا في وسائل الاعلام، بسبب عملية الاختطاف العنيفة التي وقعت في استراليا، وبسبب الهزة التي اصابت العالم في اعقاب استقالة ايلي يشاي من "شاس".

لماذا تم استدعاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على عجل للقاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري؟ هناك تفسيران: سياسي ودبلوماسي. التفسير السياسي المتعلق ببداية حملة الانتخابات في إسرائيل هو بسيط، فنتنياهو يسعى الى طرح جدول اعمال سياسي – أمني. ومصطلحات "العالم كله ضدنا" و"الامم المتحدة المنافقة" و"نحن نواجه حصارا سياسيا" تعتبر الفضاء السياسي والفكري المريح لنتنياهو، من خلال النفي المطلق لدوره في خلق هذه الأجواء السامة. ان الاقتراح الأردني – الفلسطيني، ومقابله الاقتراح الفرنسي بتحديد جدول زمني وخطوط عريضة للمفاوضات واطار للاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني، الى جانب قرار عدد من البرلمانات الاوروبية الاعتراف بفلسطين، تساعد نتنياهو على اعادة الموضوع السياسي المريح له الى مركز الحملة الانتخابية.

سيقول: امامنا داعش والقاعدة وحماس وحزب الله وايران، والعالم الذي لا يفهم، والعالم الذي يضغط، ويمكن لزعيم قوي ومجرب فقط ان يصمد في هذه المعركة، وانتم تتحدثون عن غلاء المعيشة والبيوت والقشدة؟ كونوا جديين. نحن نواجه حربا وجودية.

اما التفسير الدبلوماسي فيعتبر اكثر دراميا، ونتنياهو يعرف ذلك. فلأول مرة تتخبط الولايات المتحدة علانية بشأن فرض الفيتو في مجلس الأمن. نتنياهو يعتبر ذلك قرارا آخر معاد لإسرائيل، ويتوقع من الولايات المتحدة فرض الفيتو عليه، ولكن في واشنطن، كما في بقية العالم، لم تعد الدعوة الى التفاوض على مدار عامين وانهاء ذلك بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، بمثابة خطوة معادية لإسرائيل.

 

حتى الادعاء بأن هذا القرار هو خطوة من جانب واحد لا يتم التعامل معه بجدية من قبل العالم الذي لا يصدق ما يقوله نتنياهو، وبالتأكيد لم يرّ منه أي مبادرة او رغبة. بالإضافة الى ذلك، فان الاقتراح الفرنسي يعكس المبادئ الامريكية ويمكنه ان يشكل بديلا مريحا لإمكانية قيام الولايات المتحدة، بعد فشل وساطة كيري، بطرح خطة امريكية او اطار اتفاق يقوم على مبادئها.

منذ قيام إسرائيل استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد 51 مشروع قرارات معادية لإسرائيل في الأمم المتحدة. لا يعرف التاريخ مصطلحات مثل "وماذا اذا..، ولنفرض أن.." ولكنه يمكن الافتراض بأنه لولا الولايات المتحدة والمظلة السياسية التي منحتها لإسرائيل، لكانت اسرائيل قد وقفت في السنوات الأخيرة امام اقتراحات شجب بل وربما عقوبات، ناهيك عن حرمانها من المساعدات المالية والعسكرية التي تعتبر جوهر الكنز الاستراتيجي والسند الذي توفره الولايات المتحدة لإسرائيل.

في غياب اقتراح لين "بدون ارقام"، أي بدون تحديد عام 2016 كموعد لإنهاء المفاوضات، وبدون خطوط 67، ربما تفرض الولايات المتحدة الفيتو على مشروع القرار، ولكنه سيكون فيتو مريرا، قسريا، يعني دخول الولايات المتحدة في عزلة يعتبر بعض القادة الامريكيين ان إسرائيل تجرها اليها. وحتى اذا تم فرض الفيتو، يجب ان يشعل الأمر الضوء الأحمر القوي في القدس، فهذه ستكون بداية نهاية عهد الفيتو الامريكي الاوتوماتيكي.

حراس النفاق

كتب الياكيم هعتسني، في "يديعوت احرونوت" ان الجميع يعرفون بأننا نجني الفوائد من "التنسيق الأمني" ولكنه بالنسبة للمؤسسة في رام الله يعتبر "تأمين حياة". ورغم ذلك فقد تم وصف انهائه بأنه يشكل تهديدا لنا، وليس لهم. لماذا؟ حتى اتخاذ اجراءات قانونية ضدنا في المحكمة الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" يعتبر تهديدا فلسطينيا فارغا. فمن هو الذي يهدد؟ تنظيم ارهابي! صحيح اننا في اوسلو البسنا حركة فتح بدلة مدنية، لكنها تواصل الارهاب القاتل من خلال "كتائب شهداء الاقصى". وهناك رئيس واحد لفتح هو محمود عباس المكنى "ابو مازن"، الذي تحرض حكومته على الارهاب وتدفع الرواتب وتوزع الجوائز على الارهابيين الاحياء، وتخلد الارهابيين القتلى وتثقف الشبيبة على مواصلة دربهم.

اذن، من هو مجرم الحرب هنا: إسرائيل التي لا تقوم بأي خطوة الا بعد استشارة قضائية، وتحقق وتحاكم نفسها، او الارهابيين المرخصين؟ وبشكل عام، هل يمكن استيعاب ابتزاز امريكا، مثلا، كي تقدم تنازلات سياسية مقابل اعمال فاحشة لوكالة "سي أي ايه"، على نمط التهديد الصبياني والساخر من رام الله: دولة فلسطينية او لاهاي؟

لقد توصلوا الى هذه الفكرة العوجاء فقط على خلفية فزعنا. وبشكل خاص يفرض علينا الرعب التهديد الفلسطيني بالتوجه الى مجلس الأمن. لنعد قليلا الى التاريخ: لقد شجب مجلس الامن اسرائيل في عام 1955 بعد اجتياحها لغزة، وبعد ذلك بسبب عمليات السموع والكرامة، ودعا الى عدم اجراء الاستعراض العسكري في القدس، وبعد ذلك اعرب عن اسفه العميق لإجراء الاستعراض، وشجب توحيد القدس، وطالب بوقف الاستيطان، ووبخنا بسبب مهاجمة المفاعل في العراق، واعلن ان ضم الجولان باطلا، وهاجمنا على قتل الأب الروحي للمخربين ابو جهاد، واعتبره يشكل "خرقا فظا لمعاهدة الأمم المتحدة"، ومنذ عام 2002، يدعو الى "حل الدولتين"، ونحن واصلنا طريقنا، ولبالغ العجب لا نزال أحياء. وهكذا، وفي الوقت الذي ينهار فيه كل شيء من حولنا، لا نزال ندافع عن انفسنا من داخل الجولان، ومن داخل الضفة والقدس الموحدة التي نجحنا بتوطين مئات آلاف اليهود فيها.

لقد اتخذ مجلس الأمن 131 قرارا معاديا لإسرائيل بين عام 1967 و1998. فماذا بالنسبة للأتراك في قبرص، والهنود في كشمير الإسلامية، والايطاليين في جنوب تيرول؟ لماذا يتم تجميد الوضع الراهن في كل مكان لعشرات السنوات، بينما يقلق الواضع الراهن اليهودي فقط راحة العالم؟

لقد عثرنا على مثال عيني في قصة الصحراء الغربية التي تصل مساحتها الى عشرة اضعاف مساحة اسرائيل ويبلغ عدد سكانها 513 الف نسمة فقط. حتى عام 1975 كانت تعتبر مستوطنة اسبانية، وبعد ذلك تم تقسيمها بين المغرب وموريتانيا. لكن سكان الصحراء الغربية شكلوا جبهة البوليساريو واعلنوا الحرب. وانسحبت موريتانيا، واعلنت البوليساريو استقلال "جمهورية الصحراء الغربية الديموقراطية" التي تسيطر اليوم على حوالي 20% من الارض، وحظيت باعتراف عدة دول، بينما ضمت المغرب بقية المنطقة 

لقد رفضت المحكمة الدولية في لاهاي المطالب الاقليمية المغربية واعترفت بحق الصحراء الغربية بالاستقلال. وردا على ذلك ارسل الملك حسن الثاني مئات الآلاف في المسيرة الخضراء الى المنطقة وطرد 200 الف من السكان الأصليين ووطن مكانهم 100 الف مستوطن. في عام 1991 توقفت الحرب من خلال وقف اطلاق النار المتواصل حتى اليوم. وقامت المغرب ببناء جدار دفاعي على طوال 2700 كلم، وتحتفظ هناك بـ120 الف جندي.

لقد صادقت الامم المتحدة على حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. وكانت "عملية سلام" لم تحقق شيئا. اقترحوا حكما ذاتيا، استفتاء عاما، وتدخل جيمس بيكر وكوندوليسا رايس، والامين العام للأمم المتحدة، وفشلوا. ولم يسفر قرار مجلس الأمن عن شيء. بين الحين والاخر تندلع اضطرابات، ورغم ذلك يتم الحفاظ على الوضع الراهن منذ عشرات السنين. وهدأ مجلس الأمن، ولم يعد العالم يبالي بما يحدث هناك، سيما ان لديه الكثير من القضايا العاجلة التي يتحتم معالجتها، كإسرائيل مثلا.

 

 

 

اخر الأخبار