خبر في صحيفة يهودية .. مر بـ'سلام'

تابعنا على:   19:30 2014-12-15

 كتب حسن عصفور / مر يوم أمس بسلام ، ودون أن يأخذ البعض المنتظر خبرا ضد الشرعية الفلسطينية ليجعله مادة حوار ونقاش على المفتوح ، مر خبر صحيفة إسرائيلية تصدر باللغة الإنكليزية ( ربما هذا ما ساعد على عدم متابعته كونه ليس بالعبرية لهواة البحث عن هفوات' يقول بأن مصادر رسمية فلسطينية أعربت للصحيفة إياها عن تذمر السلطة الوطنية من نشاطات تركية لدعم حماس ، وهو ما تفسره تلك الأوساط ( المجهولة كالعادة طبعا ) بأنه تكريس للانقسام الوطني الفلسطيني ..

الخبر ووروده في هذه الصحيفة تحديدا ، وهي المعروفة بانتمائها وولائها للنهج اليمني المتطرف داخل إسرائيل ، يعبر عن بعض أوجه الأزمة التي تتخبط فيها إسرة الإعلام الإسرائيلي منذ ' قرصنة دولة الاحتلال ' ضد أسطول الحرية ، وهي تبحث بشتى السبل عن فتح ثغرات إعلامية علها تبعد ما تمر دولتهم وصورتها في المشهد السياسي – الإعلامي الدولي ، كما أن الحركة العامة تجاه فضح المنهج الاحتلالي وحصار قطاع غزة يشكل ضربة أخلاقية لدولة أرادت يوما خداع العالم بـ' مثلها' الديمقراطية وتمكنت سنوات عدة من تحقيق بعض مكاسب في هذا المضمار ، إلى أن أطاحت الانتفاضة الوطنية الكبرى العام 1987 بقيادة فصائل منظمة التحرير والجهاد الإسلامي ، قبل التحاق حماس بركبها العام 1988 ( لحسابات سياسية حزبية وخاصة) ، وتمكنت الانتفاضة الشعبية الأهم في تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني أن تعيد رسم ملامح ' المشهد الدولي' وفقا لإيقاع الانتفاضة الكبرى ..

وبعد العام 2001 تمكنت دولة الاحتلال استغلال أحداث سبتمبر _ أيلول  في أمريكا وحاولت الربط بين العمليات العسكرية الفلسطينية ضد إسرائيل وبداخلها وبين مفهوم ' الإرهاب' ودون مجادلة الحق من الباطل نجحت إسرائيل دوليا في بعض مما تريد فعله، وجاءت حربها على قطاع غزة الدموية بشكل لم يحدث منذ العام 1967 في فلسطين لتشكل ضربة لخداع إسرائيل ، وصدر تقرير غولدستون ، وضاع وسط ما ضاع من مكتسبات تأتي في مؤسسات دولية ، وطغى الخلاف الداخلي الفلسطيني على حسنات التقرير .. وها هو بات تقرير في سجل التقارير المدينة للإرهاب الإسرائيلي ..

واليوم تعود الصورة الأصل لدولة الاحتلال بفضل ' مغامرة سياسية تركية' ، لها حساباتها السياسية بالتأكيد ولها مصالح كما غيرها ، فلا يوجد عمل خيري وتطوعي في مصالح الدول ، اللهم بعض حكام العرب مع أمريكا ، نجحت ' المغامرة التركية' في إرباك الصورة الأخلاقية لدولة المحتل وهو ما يمكن أن يشكل مسمارا جديدا في نعش الخديعة المفروضة دوليا ، لذا يحاول الإعلام الإسرائيلي بتلاوينه وكذا أطر العمل الدعاوي المنثبقة عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فعل ما يمكن فعله لحرف مسار البحث والجدل الدائر باختلاق أكاذيب سياسية علها تفلح في تخفيف الهجمة السياسية – الإعلامية عليها ..

ولكن عدم انتباه البعض الكاره للشرعية الفلسطينية ، ما كان له أن يغيب رد فعل رسمي فلسطيني باسم الرئاسة أو الحكومة أو منظمة التحرير ، خاصة أن هناك وفرة ممن يحسنون الكلام ويعرفون اللغة الإنكليزية أيضا ، أم أن المسألة لا تستحق الحديث مادامت المحطة الصفراء وخبراؤها لم يتناولوا الخبر بالبحث والتنقيب ، سياسة النعامة هذه لا تصح ولا يجوز أن تستمر ، فكل كذبة إسرائيلية ما لها أن تمر مرور الكرام ما لم تتحدث عنها قوى 'المناؤة السياسية' .. مفهوم يحمل سمات السذاجة التي تسيطر أحيانا على الموقف الفلسطيني العام .. هل يمكن للفعل أن يستبق رد الفعل مرة واحدة في داخل ' الشرعية الفلسطينية ' ..

ملاحظة : إسرائيل طلبت ' قنابل ذكية' من أمريكا .. ربما لمواجهة منسوب الغباء المرتفع مع حكومة بيبي ليبي براك..

تنويه خاص : النائب الخضري التقى أبو مازن في عمان .. هل هو لقاء خاص أم تمهيد لاستقبال وفد القيادة المنتظر على أبواب غزة منذ أيام .. مع الاحترام لشخص منيب المصري..

التاريخ : 8/6/2010 

اخر الأخبار