النكبة الصغرى ' حلها' بأيدينا...

تابعنا على:   18:09 2014-12-15

كتب حسن عصفور / تناقلت وسائل الإعلام كافة خبر العمل المهرجاني الذي شاركت به قيادات العمل الوطني ومنها فتح وحماس في قطاع غزة ، في التذكير بيوم ' النكبة الكبرى' ، الخبر ليس الأول من نوعه في القطاع حيث سبق ذلك فعاليات مشتركة ، تمنح المواطن أملا ما ، سرعان ما يذهب جراء سلوك ميداني اعتقالي أو كلام إعلامي لا صلة له بأي قدرة على فهم ماذا بعد ..

لكن نقل الخبر بالتركيز الذي تم نشره وكأنه 'فريد من نوعه' يعطي مدى عمق المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل مرحلة تهدد كل ما له من مستقبل وطني ، ليس الكيانية فحسب ، بل والهوية الوطنية التي يحاول بعضهم طمسها بأشكال مختلفة ، كما حاولوا طمس راية الوطن التاريخية ، لمصلحة راية الفصيل ، تلك التي عبر عنها رمزنا الثقافي الخالد محمود درويش في قصيدته التي عكست صورة ' نكبتنا الصغرى' ، ' أنت منذ الآن غيرك' ، والمفارقة التي التقى بها حشد الفصائل ما حدث من ' نكبة تاريخية ' لشعب فلسطين أرضا ووطنا ومجتمعا إلى جانب تشريد وتهجير وما كان مخطط له من إذابة هوية ..

لو فكر طرفا ' الأزمة ' الراهنة في بعض ملامحها سيجد ما يعيشه المشهد الفلسطيني راهنا جزءا منها ، فتشريد وتغريب عن بعض وطن قسرا تحت وطأة إرهاب بالقتل ، وحرمان سياسي لعمل في بعض من وطن ، تمزيق نسيج اجتماعي لشعب كتب عليه أن يعيش ' بقايا وطن مقسم أصلا ' ضفة غربية وقطاع غزة لا واصل بينهما جغرافيا ، وداخل القطاع ذاته هناك حالات غربة لم يسبق لها مثيل منذ العام 1948 ، وتمزق شريان عرى الترابط الأسري والاجتماعي جراء فعل الانقلاب ، وصل إلى حد ' حرمان' الزواج المتبادل بين فتح وحماس ، تهجير داخلي لعشرات آلاف أسر شتتتها الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة ..

ووصل الحال مجددا إلى غياب حضور الموقف الوطني الفلسطيني ، بعيدا عن كونه 'مساوم' أو 'مقاوم' ، فهما لم يعدا يملكان قدرة تأثير حقيقي وواقعي ميدانيا ، وانتقل الفعل إلى قول يزداد ارتباكا وضبابية يوما بعد آخر ، لأنه لم يعد بالقدرة فعل ما يمكن فعله من واقع الحال الفلسطيني الذاتي ، سواء رغب البعض أم لم يرغب ، وكل قول بعكس ذلك ليس سوى ' قول هراء' ، والوصول إلى هذا الحال يمثل درجة تبعية لم تكن حاضرة يوما منذ الانطلاقة المعاصرة للثورة الفلسطينية ، ولعل الخطر يزداد كلما حاول طرف أن يبرر فعله ' العاجز' بكيل درجات اتهامية للآخر ، دون حساب ليوم الحساب الوطني ، بحيث بات الكل في خانة الاتهام العام ، سواء لهذا الطرف أو ذاك ، وبات الفلسطيني متهما بالعمالة أو التبعية ، وفقا لمنطق الأزمة ، حتى تثبت براءته منها .. وهي صورة تريح كثيرا الوضع العربي بل عله يغذيها بطريقته الخاصة  ، في مشهد تكراري لما حدث بعد ' النكبة الكبرى' ..

ورغم تكاثر وتناثر الكلام في الأيام الأخيرة عن بوادر 'حسن نية' من هنا وهناك لدراسة مآل ' النكبة الصغرى' لكن ما يحيط بها لا يشير إلى أن القادم سريعا مبشرا خيرا ، علما بأن لو صدق ما نسب إلى د. الزهار من ' نقاط عالقة' حول لجنة الانتخابات ومنظمة التحرير فقط يمكن القول بأن الكارثة أعظم ، عندما تصبح مثل هذه النقاط سببا لاستمرار ' نكبة ' كما يعيش الفلسطيني .. لو صدق القول لأستحقت اللعنة على من يجعل من هاتين المسألتين 'كارثة وطنية'..

 

ملاحظة : أجواء الصيف الإيراني بدأت مبكرا بعد كلام مدفيديف وأردغان ، وإحباطهما من بلاد فارس .. ' لولا ' آخر طلقات السلام .. هل ينجح أم يكون كطارق عزيز في رحلته لجنيف قبل الحرب العدوانية ..

تنويه خاص : بعض الكلام العربي مستخف بإسرائيل إلى درجة غريبة.. طيب ليش ما تخلصونا منها مادمتم تمتلكون أدوات الخلاص ...

التاريخ : 16/5/2010 

اخر الأخبار