مهرجان رشاد الشوا والمبايعة لوحدة فتح

تابعنا على:   18:09 2014-12-15

سميح خلف

بينما يعد الرئيس عباس ولجنته المركزية لإنعقاد المؤتمر السابع في منتصف الشهرالقادم ، وبسيناريو لا يختلف كثيرا ً عن اعدادات مؤتمرات سابقة ، حيث يصبو الرئيس عباس من هذا المؤتمر لتجديد ما يسمى الشرعيات الحركية من خلال لجنة مركزية تدين بالولاء اكثر فأكثر لنهجه وتوجهاته وخطابه السياسي ، وربما من شاكس محمود عباس في المرحلة السابقة قد يطيح به من هذا المؤتمر ، اما في غزة ومع اقتراب انعقاد المؤتمرالعام وانعقاد مؤتمرات المناطق والاقاليم في ظل مشاحنات وولاءات مختلفة وصلت الى استخدام السلاح الابيض واطلاق الرصاص في بعض الاحيان ، في ظل هذه الاجواء التي لم يسأل احدا ً من المتشاحنين على أي برنامج سياسي يتشاحنون ؟ و هل قاعدة الخلاف على الاصلاحات ونهج دمر حركة فتح يقوده الرئيس عباس ؟ ام ان المشاحنات هي لمجرد تعليق النياشين والصراع على من يحضرالمؤتمر ؟ .

هناك مشاكل مستعصية تمر بها حركة فتح على المستوى الداخلي اهمها عملية القصاءات والفرز التي تقود تلك المؤتمرات ليبقى المؤتمر العام الحركي هو ممثل لنهج واحد وتيار واحد في داخل حركة فتح في غياب التوازنات القيادية في داخل الحركة التي كان معمول فيها منذ زمن بحضور ووجود القيادة التاريخية لحركة فتح ، اما الآن فلقد تخلص محمود عباس او هيئ له التلخلص من خصومه الاقوياء في داخل المركزية وفي المجلس الثوري بعمليات فصل غير قانونية وخارجة عن النظام ، بل تمثل نوع من السطوة على قرار فتح ونظامها عندما فصل الرجل القوى في المركزية محمد دحلان وبعض الكوادر والقيادات المحسوبة عليه .

بالقطع لا تخرج غزة من تصورات محمود عباس ونهجه والمحيطين به ، فمازلوا يعملون على بلورة قيادة من خلال مؤتمرات هامشية تدين بالولاء لمجرد الاشارة من محمود عباس لانجاح هذا او ذاك سواء في المجلس الثوري او في المركزية .

في تلك المشاهد المضطربة في داخل اللجنة المركزية وحكم القضاء بخروج رجل مناضل من ساحة الصراع على المركزية ايضا زياد ابو عين قد يضعف التيار ايضا ً الذي كان يتوسم بمقعد في اللجنة المركزية القادمة ، وربما ايضا ً مروان برغوثي الذي يأخذ عدة مؤبدات في سجون الاحتلال قد يعاد ترشيحه للمركزية رغم ان المرحلة القادمة لا تحتاج مروان برغوثي ايضا ً ، فاسرائيل تحتاج لمحمود عباس ودول اقليمية اخرى برغم الفشل الذريع الذي اصاب الساحة الفلسطينية في ظل حكمه ورئاسته لحركة فتح .

اسرائيل ومسؤوليها يصرحون الآن بأن التنسيق الامني قد يفيد عباس اكثر مما يفيد الاسرائيليين ، ولولا التنسيق الامني والشاباك لما استمر عباس في حكم الضفة للآن امام منافسين كثر يطمحون في السر والعلانية على ازاحته وهو تيار عمل في حركة فتح ويعتبر محمود عباس هو واسطة ومظلة لانفرادهم في حكم الضفة الغربية .

يأتي مهرجان رشاد الشوى الذي تداعى له عدة الاف من الفتحاويين كوادر وعناصر واعضاء في المجلس التشريعي وعلى رأسهم المصري عضو المجلس التشريعي ، اتى هذا المهرجان كردة فعل على عملية الاقصاء وتهميش غزة والسلوك الخارج عن النظام في انعقاد مؤتمرات المناطق والاقاليم بالاضافة الى قضية الاعمار وكشوف 2005 المعطلة للآن وقضية محاكمة دحلان فيما يقال محكمة الفساد عن تهم الكسب غير المشروع وغيره من تهم ملفقة تصب في داخل تصور محمود عباس لعملية اقصاء من يعارضه او من ينافسه في قيادة المرحلة القادمة لحركة فتح والساحة الفلسطينية .

لقد تابعت هذا المؤتمر والكلمات التي القيت من خلاله من النائب المصري ونواب اخرين ، لا نستطيع ان نقول الا ان هذا المؤتمر هو حالة تمرد على الغثيان وعلى سلوكيات وممارسات تمارسها اللجنة المركزية والرئيس عباس بحق غزة وبحق فتح وكوادرها وقياداتها من خلال التلفيق والتدوير والتزوير الذي يمارس بدء من القائد الفتحاوي وعضو اللجنة المركزية محمد دحلان الى عدة قيادات وكوادر اخرين من قطاع غزة ، ولكن نستطيع القول ان كان للمؤتمر بهجة اكثر ان لم يحسب على فئة معينة او افراد معينين قاموا بالمؤتمر ومن هي الجهة التي دعت لهذا المؤتمر ، مادام المؤتمر هو تحت يافطة الاصلاح ويافطة وحدة فتح باعتقد ان هناك كثير من القادة والكوادر الفتحاوية الوازنة فكرا ً وجماهيريا ً وتجربة كان يمكن لها اللقاء للمشاركة في هذا المؤتمر ليخرج بصفة انه تحت وحدة فتح في مواجهة التزييف والتجاوزات والتزوير الذي يمارسه محمود عباس وبعض اعضاء المركزية بحق غزة وكوادرها ، ومن هنا كانت نقطة وخط احمر للذين يعتبرون المؤتمر العام القادم هو تخليص فتح من المناهضين لمحمود عباس ونهجه .

اختلف كثيرا ً مع الكاتب ساق الله عندما كتب في مقالة له بأن ما حدث في قاعة رشاد الشوى هو بداية انشقاق ويشابه الارهاصات الي قادت للانشقاق في عام 1982 .

يبدو ان الاخ هشام ساق الله لا يفقه تاريخيا ً الصراع المحتدم في فتح منذ منتصف السبعينات الى الانشقاق ، ولكن ما حدث في الشوى يختلف كثيرا ً فالذين ذهبوا لهذا المهرجان في غالبيتهم كوادر مظلومة وتجد قياداتهم من قطاع غزة محل استهداف من تيار يعمل حثيثا ً على تدمير فتح ووقف شعتلها الطليعية ، فما نادى به المؤتمر واعضائه والمصري لم يأتي بجملة واحدة لبوادر انشقاق بل النضال ثم النضال ثم النضال من داخل فتح ومن داخل نظامها وادبياتها وهذا ما ردده القائد الفتحاوي محمد دحلان مرارا ً انه يرفض فكرة الانشقاق عن فتح وعن تراثها .

وهنا قد لا اتفق مع الاخ محمد دحلان من خلال المعادلات السياسية والامنية والتنظيمية التي يمتلك فيها عباس كثير من الاوراق وربما يمتلك كثير من الاوراق الفتحاوية المعبرة عن وحدة فتح امام الفساد ومعاييره وامام خطاب سياسي ودبلوماسي فاشل يقوده محمود عباس ، ولكن قد تكون رؤيتي بأن فتح التي نريدها لم تكن حاضرة ولن تكن بعد ما اصابها من اجهاظات وانتكاسات يستفيد منها تيار عباس في تكريس نهجه وخطابه السياسي ، ولذلك وعلى خطى حركة فتح وتجربتها الرائدة لابد من الاخذ بمبادرات جديدة تلبي طموح اعضاء فتح والشعب الفلسطيني بشكل عام ولأن فتح مهما حدث لها فهي قاعدة عريضة من الجماهير الشعبية وهي تنظيم شعبي اصبح يستنزفه الرئيس عباس .

وسؤال اخير للأخ هشام ساق الله هل المطالبة بالاصلاح في داخل فتح اصبحت انشقاقا ؟ هذا السلوك الذي تخلص من قادة حركة فتح من المطالبين بالاصلاح والقضاء على الفساد بعد 1982 وهم بالتأكيد ليسوا منشقين بل تم اقصائهم على هذه القاعدة وبتهمة الانشقاق ايضا ً وبرغم قناعة هؤلاء بأن الانشقاق قد يمثل خطورة على الاصلاح الداخلي في حركة فتح ، نحتاح لأكثر من مهرجان ولأكثر من فعل لتوحيد حركة فتح ومبايعة وحدة فتح بقاعدة جماهيرية ممتزجة الالوان وعلى قاعدة ان من يمتلك اوراق القوة والكاريزما والامكانيات والعلاقات لتحقيق وحدة فتح وقيادتها في المرحلة السابقة هو القائد الفتحاوي محمد دحلان .

اخر الأخبار