' روابي' بيبي.. و'التكاذب المباشر'

تابعنا على:   17:50 2014-12-15

 كتب حسن عصفور / لا جديد يمكن اكتشافه في ما سيطرحه نتنياهو للطرف الفلسطيني ، هي ذات الحكايا التي يعرفها كل طفل فلسطيني يدرك بعضا من قراءة واستماع نشرة أخبار محلية وربما تلفزية عربية، لا جديد يمكن أن ينتظره الفلسطيني من ' الكاذب الأكبر' الإسرائيلي كي يجسر الهوة التي لا يمكن جسرها معه ، ليس لأن الفلسطيني يبحث ' تشددا' أو 'تصلبا' في موقف سياسي من العملية السياسية ، بل لأن من يفترض به أن يكون ' شريكا ثانيا' ليس له صلة لا من قريب أو بعيد بهذه المسألة في فلسطين ..

نتنياهو يعود ليبحث ' خطوات إيجابية' كي تغري الرئيس عباس للموافقة على ' أمنيته الخاصة جدا ' بـ'التفاوض المباشر ' أو بالأدق والعملي بـ' التكاذب المباشر' في لعبة تسووية لا جدوى منها سوى عدم ' الإحراج الفلسطيني و العربي من الأمريكان والعالم' ، فنتنياهو أرسل خبراءه كي يفحصوا كل ما جاء في ورق سابق حلو ما تقدمه دولتهم وجيشهم في حالات كهذا ، ليقول بعدها إنه عمل كل ما في وسعه أن يعمل ..

فمثلا  يرسل ديسيكين رئيس مخابراته الداخلية ( الشاباك ) ليفحص مع الأوساط الأمنية الفلسطينية الحالة في عدد من المناطق ، كي يقول لاحقا إنه سيقوم بـ' السماح للشرطة الفلسطينية' لتفتح مركزا لها في هذه أو تلك من 'بلدات الضفة الغربية' ، مراكز كان تم تدميرها قصفا وجرفا من قوات جيش المحتل خلال الحرب الإسرائيلية على السلطة الوطنية الفلسطينية ورمزها الخالد ياسر عرفات ، وهي حق منصوص كتابة في مجمل ما تم توقيعه من اتفاقيات بين الطرفين ، باتت اليوم وفق منطق نتنياهو وحكومته ' مكرمة' ليس إلا..

ومنها إلى إزالة ' حواجز' إسرائيلية نشرتها قوات الاحتلال بغير وجه حق ولا قانون ولا اتفاق لتحيل حياة الفلسطيني إلى جحيم كونه يأبى الاستسلام الإنساني قبل السياسي ، ولتجعل منه أداة باحثة عن طريق يتحرك عبرها لمواصلة مشواره اليومي ، حواجز يتم وضعها في ثوان ويتم رفعها في شهور وعبر تلاعب وخداع لغير الفلسطيني .. قصة حواجز إسرائيل وضعا ورفعا كقصة ' إبريق الزيت' ..

أما ' أم التنازلات' النتنياهوية فتكمن في تلك المدينة ' الفاضلة – الراوبي' ، حيث قامت جهات استثمارية فلسطينية ببناء مساكن سكنية في ضواحي محافظة رام الله والبيرة ، فوق أرض فلسطينية خالصة لا يوجد بها أي شكل من السيطرة الاستيطانية الإسرائيلية ، منطقة سكنية وفق معلومات أولية ستكون أسعارها ليس لذوي ' الدخل المحدود ' ولا ' فقراء القوم' بل لمن يستطيع أن يدفع دون أن يصاب برعب دائم من دين أو قرض أو ما شابه ذلك ، منطقة باتت حكاية الحكاوي في فلسطين ، فكلما يراد أن يتم ' الحديث عن حسن نوايا' تبرز لنا ' مدينة الروابي' هذه ، وكأنها حالة تعويضية عن قدسنا مثلا ، منطق صهيوني أغرب من غريب ، لكن المذهل والمصيبة الحقة تكمن فيمن يشتري تلك البضاعة الفاسدة أصلا ..

رقصات بيبي القادمة لجر الفلسطيني إلى حلبة التكاذب الجديد ، لا تخدع طفلا فلسطينيا وبالتأكيد لن تخدع الشرعية الفلسطينية التي خبرت أكثر من غيرها كل ما لهذا الراقص السياسي من ألاعيب وأكاذيب ، فلا تكترثوا لما يقول .. كلام في كلام في كلام فمن يتفاعل معه آخرته النبذ والخنوع ..

ملاحظة : كل من تابع فرح العرب بفوز إسبانيا قال إنها دماء ' الجدود ' ، فما زالت هناك ' جذور ' عربية تسري .. منحتنا فرحة في زمن النكد العام ...

تنويه خاص : ' المستقلون' أصابوا الشعب الفلسطيني بحيرة أكبر مما هو متوقع .. كلامهم مرتبك ومربك .. مش ناقصين ' ربكة يا حسني النية' ..

 

التاريخ : 12/7/2010  

اخر الأخبار