' أسطول الحرية' وثمن 'الصفقة' المطلوب..

تابعنا على:   17:39 2014-12-15

 كتب حسن عصفور / أعلنت مصادر يوم أمس من المشرفين على تسيير سفن المساعدات إلى قطاع غزة عن تأجيلها لمدة زمنية ، وجاء التأجيل مفاجأة لكل المتابعين لعمليات التحضير ، خاصة بعد انطلاق عدة سفن فعليا نحو البحر المتوسط ، ولكنها وقفت فجأة ودون سابق إنذار ، بعد تهديد إسرائيلي لها بالاعتراض إن لم تأت أولا إلى ميناء أسدود ، كي تخضع للتفتيش والتدقيق الأمني والسياسي وتأكيدا للسيطرة الإسرائيلية على مفهومها للحصار المفروض على قطاع غزة ..

ولكنجاء تصريح وزير خارجية تركيا ومهندس علاقاتها الدولية ليكشف عن بعض من أسباب التأجيل ، عندما قال إن حكومته على اتصال بإسرائيل للسماح للسفن بالتحرك والوصول إلى غزة ، مضيفا ضرورة التصرف بحكمة وهدوء بديلا للتصعيد ، ولعل هذه العبارة تفتح شهية التحليل أن حكومة تل أبيب تجد فرصتها في استغلال المسألة الإنسانية نحو أهل قطاع غزة والرغبة التركية التي تعمل على البروز كقائد أساسي للعمل من أجل تقديم العون بكل أشكاله لقطاع غزة ، وتل أبيب وحكومتها تعلم جيدا ما تبحث عنه أنقرة أيضا ، لذا فلن تترك مثل هذه المناسبة دون استغلال سياسي كامل ..

ولذا فرضت بداية التأجيل لمزيد من ' التفاوض' مع الجانب التركي عن السبل التي يمكن للمساعدات أن تصل إلى القطاع ، فعرضت إدخالها برا، أي طريق مصر وربما ميناء العقبة ثم نقل المساعدات إلى قطاع غزة من هناك ، والقضية ليست 'تقنية' أو بحثا عن شكل الوصول لحكام تل أبيب ، بل هو شكل جديد من أشكال ' الابتزاز السياسي' من قبلهم لدولة تريد أن تؤكد أن دورها الإقليمي في المنطقة يأخذ أشكالا عدة ، إلى جانب ' البعد الإنساني ' طبعا في الموقف التركي ذاته ، ولكن القضية السياسية هي التي تسيطر على المظهر العام للتحرك ، وفقا لقرار التأجيل الذي لم يبرر بوضوح من القائمين على الحملة ذاتها ، إلى أن تطوع الوزير التركي كاشفا أن هناك ' تفاوض' مع إسرائيل على هذه المسألة ..

إسرائيل التي تعيش حالة حصار عام رغم ' الخنوع الأمريكي ' الأخير للوبي الصهيوني ، لكن ذلك لم يساهم في تعديل طبيعة الأزمة التي تعيشها حكومة نتنياهو دوليا ، ويبدو أن موفاز ' الليكودي' السابق و'الكاديمي' الحالي والشغوف لمنصب رئيس وزراء إسرائيل عبر عن هذه القضية بجلاء تام عندما قال إن حكومة نتنياهو تجمد وضع إسرائيل دوليا ، كما لم يحدث قبلا .. ولذا تحاول الحكومة العنصرية المتطرفة في تل أبيب ، أن تستغل الرغبة التركية في وصول ' سفن المساعدات' لفرض بعض من حضور ما ، تبدو من خلاله ذات ' مسحة إنسانية' وتمنح تركيا بعضا مما تريد وتجد لاحقا الشكر الخاص من أنقرة وربما غيرها على السماح لسفن المساعدات بالمرور نحو غزة ، مع فرض بعض الشروط التي تراها إسرائيل ضرورة كي تبدو أنها غيرت بعضا من حركة ' أسطول الحرية' ..

لعبة إسرائيلية تفاوضية عبر مسار إنساني نراها في الأيام  المقبلة ، ويبدو أن أنقرة ، عبر تصريح الوزير تريد مخرجا إيجابيا ' مشتركا' دون التفكير بما يفكر به غيرهم ، لأنها تدرك في النهاية أن الصورة الخارجية ستكون لوصول السفن وليس لثمن وصولها ، فالإعلام المرافق سيلعب دور الحسم في تغطية ' ثمن الصفقة' المقبلة بين الطرفين .. خاصة مع وجود حصار غريب ومركب على قطاع غزة ..

ملاحظة: هل قصف إسرائيل لموقع تدريب لقوات حماس العسكرية شمال القطاع ' رسالة خاصة' أم أن قواعد ' التفاهم' تم ضربها ..

تنويه خاص : هل حقا تخشى فتح خسارتها انتخابات البلدية المقبلة .. هناك شك كبير في السؤال .. خاصة مع غياب حماس والجهاد هن الصورة .. لكن هناك من يبحث الإثارة ..

التاريخ : 26/5/2010 

 

اخر الأخبار