
أبرز ما جاء بالصحف البريطانية اليوم الثلاثاء 19/11
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من المواضيع والتحقيقات، ولعل أهمها الصراع الدائر في سوريا والآمال الإيجابية التي تحيط بعقد مؤتمر جنيف بين إيران والقوى العالمية، وإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.
ونطالع في صحيفة الغارديان تحقيقاً خاصاً لمراسلها غيث عبد الأحد بعنوان "ليس في سوريا ثورة، بل حرب أهلية". ويسلط عبد الأحد في تقريره على حكاية ثلاثة رجال من شمال سوريا ودورهم في الصراع الدائر هناك.
ويرى هؤلاء الرجال أن "أهداف الحرب الأولى في سوريا كانت الحرية والإسلام، والمساواة الاجتماعية، إلا أنها استبدلت بالخيانة والهزيمة والغضب تجاه المليشيات المتناحرة والجهاديين والقوى الأجنبية التي تقاتل في سوريا".
ويقول عبد الأحد في تحقيقه إن "الرجال الثلاثة الذين اجتمعوا نتيجة الظروف التي تواجهها البلاد وهم: رجل أعمال، ومهرب، ومنشق أصبحوا على التوالي مسؤولا سياسيا، وأمين صندوق وقائدا عسكريا لكتيبة كان لها شأن في شمال سوريا".
ويكتب عبد الأحد عن رجل الأعمال الذي حولته الظروف إلى مسؤول سياسي في الصراع الدائر في سوريا قائلا إنه سلفي وكان رجلاً ميسوراً يعيش في حمص، إلا أنه بعد سنتين ونصف السنة خسر ثروته من جراء شراء الأسلحة والمؤن فضلاً عن معالجة المصابين.
ويرى رجل الأعمال أنه من الأفضل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم لمدة عامين على الأقل، قائلاً "في حال سقوط النظام الآن فإن الأمر سيكون كارثة وستقسم البلاد إلى ولايات صغيرة تقاتل بعضها بعضاً، موضحاً أن "مجازر سنرتكب بحق بعضنا بين القبائل والإسلاميين والكتائب".
ويضيف "في حال بقاء الأسد لبضع سنوات ربما نكون قد اتفقنا على شكل سوريا الجديدة، ويمكن أن ينتهي بنا الأمر بالاتفاق على ثلاث ولايات بدلاً من عشر"، مشيراً "ستستمر عمليات القتل والمذابح وحتى التطهير الطائفي".
وينتمي الرجال الثلاثة إلى كتيبة كانت في وقت ما مقربة من مؤيدي المعارضة السورية، وهم من العائلة المالكة القطرية والدعاة السعوديين والنواب الكويتين الذين يتبرعون بالأموال والأسلحة. ويلتقي رجل الأعمال بانتظام مع قادة الاستخبارات التركية على الحدود لنقل شحنات الأسلحة التي تصل إلى موانئ البحر المتوسط.
ويؤكد رجل الأعمال لكاتب التقرير أن ما يجري في سوريا اليوم ليس ثورة بل حربا أهلية".
ونقرأ في افتتاحية صحيفة الفاينشيال تايمز عن مؤتمر جنيف الذي سينعقد الأربعاء بين إيران والقوى العالمية لبحث البرنامج النووي الإيراني. وتقول الصحيفة إن التوقعات تشير إلى احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الموضوع.
وتضيف الصحيفة أن التوصل لأي اتفاق سيشجع بداية التواصل الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة.
وتشير الافتتاحية إلى أن أمريكا وإيران كانتا قد اقتربتا خلال الأسابيع الماضية من إبرام اتفاق بينهما، إلا أن ذلك الاتفاق لم ير النور، وأن الشروط المطلوبة لعقد هذا الاتفاق أضحت معروفة للجميع. فإيران اقترحت تجميد أجزاء أساسية من برنامجها لمدة ستة أشهر، مقابل رفع الولايات المتحدة القيود المفروضة على الأصول الإيرانية المجمدة خارج البلاد، والتي تقدر بـ10 مليارات دولار أمريكي"، وهذا الاتفاق المؤقت قد يكون بداية لتوقيع معاهدة طويلة الأجل العام المقبل.
وتضيف الافتتاحية أن المفاوضات السابقة اعترضتها عقبتان هما، أولا، أن إيران أرادت ضمان تخصيب اليورانيوم من أجل تأمين احتياجاتها من الطاقة، ثانياً، اعتراض فرنسا على طلب إيران لأن ذلك الأمر من شأنه أن يشجع الدول الأخرى على امتلاك الأسلحة النووية.
وترى الصحيفة أنه مهما جرى في جنيف فإنه يجب معالجة مسألتين وهما: العمل على عدم فرض مزيد من العقوبات على إيران من قبل الكونغرس الأمريكي لأن هذا من شأنه عرقلة عمل المحادثات الجارية بين إيران والدول الكبرى، وثانياً قيام إسرائيل باعتماد نظرة براغماتية نحو هذه المحادثات الجارية بين إيران والدول الغربية.
ونشرت صحيفة التايمز مقالاً لمايكل ايفانز بعنوان "منشأة نووية سرية في إيران تهدد بعرقلة المحادثات". وقال ايفانز إن "إيران شارفت على الانتهاء من بناء منشأة نووية سرية تحت الأرض لإجراء اختبار على قنبلة نووية وذلك بحسب ما أعلنت جماعة إيرانية منشقة أمس في خطوة على ما يبدو لنسف المفاوضات بين طهران والغرب".
وأضاف إيفانز أن هذه الجماعة المعارضة التي يطلق عليها اسم مجاهدي خلق أشارت إلى أن هذه المنشأة بنيت في سفح الجبل في مجمع عسكري في وسط إيران، موضحاً أنه إذا تأكدت هذه الافتراضات فإن مصداقية الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ستكون على المحك، الأمر الذي سيقوض التوصل إلى أي اتفاق مع الدول الغربية.
وأوضح كاتب المقال أن شاهين جبادي الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية - الجناج المسلح لحركة مجاهدي خلق - أكد أن هذه المنشأة تستخدم إما للأبحاث المتقدمة نحو التسلح، أو كمرحلة نهائية من بناء قنبلة".
ونشرت الحركة صوراً ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية لهذه المنشأة النووية المزعومة، موضحة أنها تبعد نحو 25 ميلاً جنوب مدينة أصفهان.
وقال كاتب المقال إن "توقيت هذا الإعلان عن هذه المنشأة يعتبر مفاجأة كبيرة خاصة عشية الاجتماع المقرر بين إيران والقوى العالمية الأربعاء".