'قنبلة جنبلاط ' والحنين يسارا

تابعنا على:   21:48 2014-12-13

 كتب حسن عصفور/ ما أن انتهت الانتخابات في لبنان حتى بانت ملامح عهد جديد عن ما كان قبل الانتخابات ، وبرزت ملامح العروبة أكثر فأكثر على حساب ' الخارج ' بكل أشكاله غربا وفرسا ، ,إن هناك خريطة سياسية يتم تكوينها في لبنان تضع لبنان والانتماء لمحيطه العربي أولا وقبلا باعتبارها الضامن الحقيقي لبقاء نظامه بعيدا عن مطمع ' الخارج' ، خاصة بعد افتضاح شبكة التجسس الإسرائيلية التي ضربت كشبكة عنكبوت داخل النسيج اللبناني بطوائفه المختلفة وقواه السياسية .

أبرزت الانتخابات التي غضب بعض ' النجاديين العرب ' منها وأصابهم شكل من الهلع دون سبب سوى عدم قدرة' النجادية ' على الفوز وانهزمت أمام لبنان والعروبة ، أن محور سياسي يتبلور بقيادة نبيه بري – وليد جنبلاط يحمل رؤية غير رؤية تحالفاتهم السابقة ، حساب جديد وفعل جديد بلا ' عقد الأرقام' التحالفية فلا (14) آذار خيارا نهائيا ولا (8) آذار حلفا أبديا فكلاهما رد فعل على فعل ، وجاءت مرحلة صياغة علاقة بلا ' أرقام' ، علاقة تعيد للسياسي العام – الوطني مكانته المفقودة .

وربما ملامح ' التكوين الجديد' أخذت في الظهور قبل الانتخابات مع تصريحات وليد جنبلاط النارية عبر تسريب ' شريط خاص ' شن فيه هجوما غير مسبوق على تحالفه وبعض خصومه ، هجوما غير مسبوق في العلاقات اللبنانية وصفا ومضمونا ، وتسريب ' الشريط' كان مقدمة جنبلاطية لما بعد الانتخابات ، في حين شهدت علاقة نبيه بري صداما علنيا مع حليفه الجنرال عون في منطقة انتخابية ، اعتبرها المراقبون مقدمة كسر التحالف لاحقا .

ومع نهاية الانتخابات وقبل الشروع بلملمة نتائجها ، توجه جنبلاط بتصريح شهير أن المنتصر لبنان وحده ، وأعلن تأييده لبقاء بري رئيسا لمجلس النواب وخاطب حزب الله بلغة توافقية وأعاد التذكير ببعض مواقف يسارية عندما قال : لا مشاركة في حكومة تتحدث عن ' الخصخصة ' ، مواقف كانت تمهيدا لشيء جديد ، إلى أن كان افتتاح مؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي يوم الأحد 2 آب ( أغسطس) وأطلق قنبلته السياسية المنتظرة منذ زمن ، وتحديدا بعد السابع من مايو( أيار) يوم استخدام السلاح لحسم الخلاف ، وما تبعها من تلاعب دولي بلبنان ومحاولة رسم خريطة ' طائفية ' سياسية خاصة.

' قنبلة جنبلاط' الجديدة أعاد بها ملامح ذاك الرجل الذي ورث عبء الزعيم الخالد كمال جنبلاط المغتال غدرا سياسيا في عز النهار من جهة معلومة ومع ذلك لم يحاسبها أحد عكس ما يحدث مع اغتيال رفيق الحريري ، فخطاب وليد جنبلاط في فندق ' البوريفاج' واعتبار تحالفه مع (14 آذار) حالة ضرورة انتهت الآن ، وجاءت لحظة الخروج من خانة ' اليمين' والعودة إلى تحالف ' اليسار' للدفاع عن الفقراء ولبنان وعروبته ، خطاب يتجاوز حالة الغضب التقليدية وملامح الشخصية الجنبلاطية المعتادة في لبنان ، خطاب يحمل سمة لقراءة ما هو قادم من تحالف إقليمي – دولي يتجاوز الماضي لحساب المصالح الخاصة ، بعيدا عن ' شعارات ' لن يكون لها حضور في ' التكوين القادم' ، حالة تتبلور بها ' مصالحات شاملة ' عربية – إقليمية تصل إلى بوابة الصراع العربي- الإسرائيلي والحل المتبلور .

' قنبلة جنبلاط' رسالة سياسية تتجاوز حدود الوطن اللبناني لتنير بعض مما هو قادم ، واختار وليد جنبلاط فندق البوريفاج بكل ما يحمل من ذكريات لليسار فترة زعامة كمال جنبلاط ومشاركة الشهيد جورج حاوي والزعيم الحي محسن إبراهيم ، خطاب سياسي ربما يصل بما احتوى إلى بعض قوى ' جبهة المشاركة العربية' التي كانت يوما حاضرة ، خطاب حساباته تخرج من لبنان لكنه يهز خريطة سياسية عربية .

ملاحظة : هل يبرز داخل الوطن الفلسطيني من يحمل نقدا واضحا لمسار يحتاج تصويبا؟!

التاريخ : 3/8/2009 

اخر الأخبار