فيزا 'شينجل' إلى غزة

تابعنا على:   21:46 2014-12-13

 كتب حسن عصفور/ احتل حديث السيد أبو الأديب عضو مركزية فتح خلال مشاركته الإنسانية نيابة عن الرئيس عزاء مشعل بوالده حول اعتزامه الذهاب إلى قطاع غزة مع بعض من قيادة فتح الجديدة ، احتلت مكانة واهتماما بالإعلام خبرا وتحليلا وتعليقا ، باعتبارها حدثا هاما من الجانب السياسي والتغيير المنتظر في سلوك فتح في إدراك أن قطاع غزة هو جزء من وطن تم اختطافه ، وليس غير ذلك .

ورغم أن الكلام عن الخبر جاء في سياق تكريس ثقافة الانقسام والتقسيم ، انطلاقا من سلوك قيادة فتح السابقة باعتبار قطاع غزة لمن به وعليه لا تعاطي معه إلا عبر صيغ التقارير والمعلومات وبعض من اطلاع على هموم ومتاعب ومخاوف الناس هناك ، وطبعا بعض من سلوك آثار غضب أبناء فتح وسكان قطاع غزة ، وهو ليس مجال الكلام اليوم، ومع هذا فالخبر بذاته استحق ' ضجيجا' بعضه ضار وله أغراض خبيثة وسامة ونشر الفتنة السياسية ..

ولكن ، وبعيدا عن كل ما قيل فإن الأهم كان قول بعض من حماس حتى لا نقول كل حماس ، لأن القول صدر فقط عن بعضهم وليس كلاما رسميا قاطعا من قيادة حماس ، القول بأن حماس ستدرس مسألة الزيارة ' بعد تقديم طلب رسمي ' طبعا من فتح إلى حماس وفقا لما صدر عن بعض متحدثي حماس (صحيح أنهم ليسوا بموقع قرار ولا سلطة ولا غيره) ، لكن هذا التصريح بذاته يجب أن يكون محل اهتمام خاص وجاد ، كونه يعكس بكل وضوح وصراحة أن حماس تعلن قطاع غزة 'منطقة انعزالية خاصة' ، فمن يقول لأبناء الوطن الفلسطيني أنه يحتاج إلى تقديم طلب للذهاب إلى بعض وطنه السياسي والجغرافي تشكل أخطر مظاهر الانقسام السياسي والتفكير الذي يقول للعالم بعلانية كاملة إن قطاع غزة ' مشيخة سياسية كاملة الأوصاف ' ينقصها اعتماد رسمي للنشيد الذي تردده حماس صباحا في المدارس على حساب النشيد الوطني وتنزل راية الوطن لتبقى رايتها الخاصة الخضراء ، ثم تزيل كل آثار وملامح وشعارات السلطة الوطنية الفلسطينية ..

تصريح بعض حماس عن تقديم طلب رسمي من فتح لحماس للذهاب إلى قطاع غزة ، يستحق من الحركة الوطنية الفلسطينية بفصائلها المختلفة وطبعا من الشرعية بكل مكوناتها ، في المنظمة والسلطة إعطاء هذا التصريح من الأهمية نظرا لخطورته السياسية الكبيرة على القضية الوطنية .. يبدو أن حماس ،أو بعضها للدقة، لا تدرك جيدا معنى كلام كما صدر عن بعض مسؤوليها ، كلام كهذا هو بلغة أخرى عبارة عن ضرورة تقديم طلب فيزا وربما تكون ' شينكل ' ليتنقل داخل ' المشيخة من جنوبها إلى شمالها من بيت حانون إلى رفح ، وقد يحتاج أيضا تصريحا أمنيا لزيارة المناطق الأمنية المغلقة التي تقسم قطاع غزة ، أليس طلب تصريح يعني طلب فيزا .. أين وصلت بنا الحال مع ثقافة الخراب العام ..

لنتخيل بعد ذلك أن تقوم أجهزة الأمن أو وزارة الداخلية الفلسطينية في الضفة الغربية بالطلب من قيادات حماس مثلا بطلب تصريح للتنقل بين منطقة وأخرى، فمثلا أحد قيادات حماس أورئيس التشريعي ونواب حماس من الخليل يريد الذهاب إلى نابلس فيخرج علينا ناطق ما من جهاز ما ليقول على السيد دويك ومن معه أن يتقدم بـ'طلب رسمي' للنظر في تلبية رغبته ، أليس ذلك وجها آخر لقول قاصري البصر ممن تحدثوا عن غزة والذهاب لها .. أليس ذلك فقدان بصيرة سياسية إن لم يكن بعضا من حماقة ، تمهد لوضع حالة قطاع غزة لقمة لمن يريد القطيعة معها بأشكال عدة .. ما الفرق بين الذهاب إلى نابلس أو رفح لمن يستطيع لذلك بعد ' سماح الاحتلال طبعا .. هل تفكر حماس ثانية بكلام أحمق يقوله بعضهم دون حساب لعاقبة قول كله ضرر وشر..

ملاحظة : هل تحتمل حماس سحب جواز السفر الذي يصل به الزهار ومن معه إلى جنيف للقاء اليهود والأمريكان بعد ذلك .. هل الحماقة تنتج غير حماقة .. بعض من التفكير لمن يملك في قيادة حماس .

 

التاريخ : 1/9/2009 

اخر الأخبار