في غياب الزعيم .. وقطاع غزة تلتقي فتح

تابعنا على:   21:41 2014-12-13

كتب حسن عصفور / اليوم ، وفي ميلاد الزعيم الخالد أبو عمار ينطلق مؤتمر فتح السادس ، ينطلق وملفاته الثقيلة تزداد عبئا كل لحظة ، مؤتمر لم يعد شأنا فتحاويا خاصا كما هو مفترض في القوى والأحزاب بعينها ، بل بات شأنا عاما وطنيا إلى جانب فتحاويته الخاصة ، مؤتمر يرى الكثيرون أنه مؤتمر سيمثل نقطة فصل في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني ، الذي يعيش مرحلة حساسة جدا ، حيث عودة ملف ' التآمر العام ' على البعد الوطني الاستقلالي للكيان الفلسطيني ، الحلم الذي طال انتظاره وشكل قيام السلطة الوطنية بقيادة الرمز ياسر عرفات لبنتها الأولى ، مشروع الدولة المستقلة نواة إعادة الاعتبار للهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة التهويد والتذويب والإنابة والوصاية وربما الإلحاق .

مؤتمر فتح السادس ينطلق لأول مرة في غياب الخالد ، أبو الوطنية المعاصرة ومؤسس فتح وقائدها العام ، ينطلق في غياب قطاع غزة ركيزة فتح وقاعدة انطلاقها السياسي والمعنوي ومنبت غالبية قادتها التاريخيين ، مؤتمر ينعقد للمرة الأولى على تراب فلسطين وبمشاركة ما يقارب 70 ممثلا لحزب ودولة على أرض مدينة السلام ونبي السلام الفلسطيني عيسى بن مريم ، مؤتمر ينعقد وهو محاط بالتحديات الأكثر تعقيدا في مسار فتح أولا والقضية الوطنية عامة .

فالمشروع الإسرائيلي الهادف إلى ' تهويد المسألة الفلسطينية ' بكل أبعادها وليس فقط بعض الأرض والمسميات ، مشروع تهويدي عام لفلسطين ، وباتت مرتكزاته واضحة كما لم تكن يوما بهذا الوضوح ، بدأت بالقدس وفلسطين التاريخية وتسير نحو تكريس الفصل السياسي – الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية وتثبيت حالتين كيانيتن كل بصفته وحدوده ، مع حالة عداء متواصلة إلى حين .. حين يأتي بما يحتوي ' المشروع الوطني الاستقلالي ' عبر صيغ جديدة يتم بحثها في أروقة بين مركز الشرق وعاصمة التحكم والجبروت واشنطن ، مشروع يقوم على ' دولة مؤقتة ' في الضفة الغربية محاطة بسياج إسرائيلي عام ، و'مشيخة لقطاع غزة' محاصرة بكل محيطها سوى أنفاق الموت ، مشروع يتم تغذيته إسرائيليا بكل السبل المتاحة ، ويتم تعزيزه إقليميا ودوليا ، والخوف أن هناك من يتساوق معه بوعي أو بغياب الوعي ، تعصبا أو جمودا لرؤية حزبية فصائلية خاصة .

أن ينعقد مؤتمر فتح في غياب قطاع غزة رسالة سياسية سلبية ، فالمسألة ليست رفما لتصويت أو مشاركة ، بل حضور سياسي لجناح الدولة الفلسطينية المنتظرة وغياب التمثيل من القطاع بات يطرح واقع الحال الفلسطيني ، بين ضفة وقطاع وشتات إلى ما ذهب من الوطن التاريخي اغتصابا ، مخاطر الغياب السياسية هي الأصل وهي ما كانت تستحق العمل لمنع حدوثها وتفويت الفرصة على من أراد تكريس ' ثلاثية الواقع الجديد – شتات وقطاع وضفة .

ولكن الواقع اليوم أن المؤتمر سيتم مع بعض عبارات الود والمحبة والاعتزاز بغزة وقطاعها و'وعد' استعادتها ، هل لفتح بمؤتمرها أن تلمس طريق الخلاص الوطني لوحدة المشروع الوطني وكي لا يصبح ' وعد' استعادة غزة كما ' وعد' استعادة حيفا ، فالكلام والعاطفة ممكنة الحدوث ولكن ترجمتها إلى عمل وفعل شيء آخر .

الكل الفلسطيني ينتظر الإجراءات السياسية لفتح نحو الوطن وخاص فتح ينتظر إجراءاتها التنظيمية الجديدة وبوصلتها الجديدة .. مؤتمر من التاريخ وربما يكون للتاريخ ..

ملاحظة (1) : لعل مقولة الرمز الخالد( الحاضر بقوة  والغائب بقوة أيضا)  : لن يكتمل حلمي إلا بك يا قدس بات له تكملة واستعادة قطاع غزة واستكمال مشروعنا الاستقلالي الوطني .. هل يحدث اليوم؟.

ملاحظة ( 2) : لماذا تم السكوت على تصريحات د. الزهار عضو قيادة حماس الخاصة بتواطؤ بعض فتح وحماس لمنع خروج ممثلي قطاع غزة ؟ لعل المانع خير وانشغال بتحضيرات المؤتمر ليس إلا .

التاريخ : 4/8/2009

اخر الأخبار